طائرٌ من طيور الوطن
2007-05-30
خاص ألف
أتيتـَني من بابِ الهزائمِ الأولى عريضاً تمتدُّ حتى لا نهائيةِ الامتدادِ، مفخخاً بالفجائعِ، تتلاطمُ جدراناً للقفصِ الطويل......
أتيتني هويّةً موشومةً بانكساريَ الدائمِ في الوجوهِ الباهتةِ/ سيدةَ الوقتِ والمدنية
تأكلُ من لحمي وتبيحُ دمي فوقَ كلِّ ما تبقى لي من الأرصفة
تستبيحُ عنقي الطويلةَ وتؤثثُ للقبرِ الذي لا أملكُ ترابَه/
القبرُ الذي جعلتَه رفيق دربيَ النزيف.....
ترافقني طينةً وماءً غير طينتي وغير مائي/ كأنكَ الجِلدُ وما خبَّأ الجلدُ من تـُهَمٍ أو إدانة......
حتى أنا، أدينُني وأرفضُ هذا الإرثَ العريض
أيها الفقرُ تذبحُني - منبوذاً - في الهواءِ الطلقِ وتستريح
أشتهي ماءَ الفراغ ولونَ الفراغ وبعضَ السَّكينة
ما عرفتُ بياضاً - قطُّ - غيرَ بياضِ الرّوح
ما عرفتُ السكينةَ، لكنْ قيلَ لي: ربَّما، بعدَ أن يرجعَ الطينُ إلى الطينِ/ بعدَ موتِ الجسد.......!
أيها الفقرُ/ يا سُوسَ الجسد،
طالَ فيَّ مداك..... واصْفرارُكَ يمتدُّ حتى الوَلَد
أما آن لهذا الجسد أن يتنحّى عن هامتي
أما آنَ أنْ يتفسّخَ ماءُ الرّوح
لم يحمِني ملحُ الرّوحِ/ فسدَ الملحُ قبلَ الرّوحِ رغماً عنّي
أيها الفقرُ، منبوذٌ برغمِ عزلتي واعتكافي خارجَ كلِّ ما تبقى لي منَ الأرصِفة
كنتَ معي في رحمِ أمّي/ وما كرِهْتكَ لكنْ كرِهتُني، وأعياني الوَطن
وطني يقتلُني بسكينكَ الطويلةِ أيها الفقرُ الأحَد/ وما كرهتُ - قطُّ - الوطن
ولا كرهتُكَ لكنْ أكرَهتَني العيشَ كلما طلعتْ شمسٌ واستفاقَ من حوليَ الولد.....؟
ما همّني مطرٌ يوماً ولا حزِنتُ لجَدْبٍ/ فهذا وذاكَ لي جدبٌ مَدَد
إنما أعشقُ الماءَ فالماءُ يدملُ تشققَ الطينِ
يحرِّرُ الأحلامَ/
يخرجُها من أقفاصِها
تهيمُ في الفراغِ بيضاءَ/ فتشعرَ أنكَ طائرٌ من طيورِ الوطن
تتخلّصُ من الإدانةِ...... ترفضُ الإرثَ ولا تكرهُ الوطن
قلتُ: قبري.....
عاجزٌ عن شرائهِ
قيلَ: قبرُك بالمجَّانِ فاطمئنّ......!
قلتُ: لن يَكتبَ على قبري أحد/
والقولُ بالمجّان، فقولوا:
عاشقٌ، لم يكرهِ الشمسَ/ إنما كرِهَته الشمسُ والبلد.......
08-أيار-2021
01-تشرين الأول-2021 | |
15-أيار-2021 | |
01-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
10-نيسان-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |