نصوصٌ للحبّ في قفَصِ الكتابةِ ج 2
2007-07-04
خاص ألف
2
أتقدّمُ إليكِ بأساور الشجرِ متحوّل النّسغِ
محجمٌ عن الرقص في داخلي فهل تحجمين ؟
ولو أنكِ ارتفعتِ حمامةً يسوعيةً لقلتُ لأرتال الرصاص تشتّتي وأفسحتُ الهواء لجناحيكِ
أين تطيرين ؟ المدى مسيّجٌ بفوهات البنادقِ وأعلى من برجٍ غيرِ أمينٍ هذا المهدُ الصغيرُ يا حمامة
*
أغتنم غنائمكِ وأتسلّلُ عبر كتاب ولقاء
وأرشق عينيكِ بعسل التشهّي
ولستِ غريبةً عن عيني وما تحملان من عسل
انظري أيتها الحمامةُ ما زلتِ تشطبين ذاكرة الأقفاص
وتتعالين في موجة تجسّدُ سريركِ الأول
رفرفي على ماء القلب ماء الحياة ماء النار
وفي كل مسكب ماء
أخافُ عليك من قفص يتهيّأُ في ظهيرة ما
ينقلب الريش عندها إلى حجارة تشوي شمسها فخذيكِ
ويثقب رمحها ينبوع هديلكِ
أخاف عليك من قفص أدخلني فيه وسلب مني أني كواكبُ تبتكر الآفاقَ في كل شروقٍ آخر وعلّمني العواءَ وتعطّلت لغة الحمام
*
قَوْلي بكِ ينأى عن القربِ منكِ
ويقول لي سيّد الخطى: أنتَ متاهتك فيها
غسلتُ حديقة الرحيل بتفاح البكاء
فتدفّقَ حقل نارٍ في كل سنبلة منه ألف حمامةٍ تنقر القمح وقلبي
قَولي عنكِ قادمٌ من سكون البركان
أرتدي صوتكِ الجنسيّ وأرتعشُ كما يرتعشُ ميتٌ صحا من موتهِ
أشلح ترابي العفنَ ضجيجَ الأحياءِ
أفكّ أطراف الكلام من قيود المعابد
وأتعرى في مقام غيابكِ
حلّقي من قريتكِ إلى مهدي يا حمامة
إني لا أنتظر أحدا غيري معترفاً بجفاف البرتقال وتكسّر أغصان الكرز وتهافت اللوزِ
معترفا بأني هرمتُ وهرمَ هرمُ قصائدي
لهذا ولأني سأموت أيتها الحمامةُ
اهدلي في ليلي لعلّي أتكلم في المهد صبيّا
شباط – 1994
3
كم عليّ انتظار خطواتكِ
وأنا قابعٌ في داخلي رصيفكِ الطويلُ
تأتين بي إليكِِ
نلعب عسلاً ورغيفاً لا صفات لهما خارج صفات فمكِ
أمس غمرتُ غرفتك بحلمي
وانتزعتُ ثيابكِ من شجرة الصمتِ
فاشتعلت عيون البستانيّ الآمرِ
وسرقتكِ خلف عربةٍ هائلةٍ محمّلةٍ بالموزِ
وعرّيتكِ فاستغاث منّا المنام وأيقظني
لماذا بالأبيضِ المزركشِ على صدركِ عليّ أن أمسح دمعي
ها هو رصيفك يمتدّ قاطعاً عليّ شهيقي وزفيري
لقد تكرّمت قدماكِ بالبدء بالرّقصِ
فقد أكملتُ صمتَ شراييني وأضأتُ جبل الشهوة تحت جلدي
ها أيتها الأعضاءُ تدفّقتُ من كلّ جانبٍ فتدفّقي
وافجري عين الرغباتِ التي تغلي في رأسي
علّقتُ على جبيني لكِ مهداً
أمدّدكِ عليه بعد انتهاء رقصةِ قدميكِ
طويلاً وقفتُ على هذه النافذةِ
وفي كلّ مرةٍ أعودُ إلى بياضِ أوراقي محتجّاً على مسافات الطرقات والمناخات المتقلّبةِ وأعصر كل برتقال اليأس بين شفتيّ وأبكي
أنتِ الآن قرب أطفال صدركِ
تحكين لهم إرث الجنون
وتشرعين مزمار ماضيكِ على فضاءاتهم
سمعتُ عبرَ عراء المطرِ صوتَ غيابكِ
فانخطفتُ بغيبوبةِ الذهبِ الملتمع في منجمِ لذّاتكِ
أروح وأنقّبُ عن أوانٍ من العصر الروحيّ لأمّة قلقي
وأنت تستنهضين صناديق الموز المطيّبة
وترغبين إلى الحلم ألا ينحدر كصخرة في هاويةٍ
ثمّةَ رقصةٌ عضويّةٌ لم تكتمل
نشوةٌ خالقةٌ لم تتخلّقْ
هانحنُ منسحبان من مقاعد العائلة
تنكرنا عيونهم فنتعرف على بقايانا الفقيرة فيما نتوجّهُ نحو كوكب وحيد كمئذنةٍ لم تنشد منذ دهرٍ
كم عليّ غسلُ جسدكِ بجرّةِ عطرٍ
وتعميدُ ساقيكِ في جرنِ ملذّاتي
الآن قد تخرجين بيضاء من غير غيمٍ رماديّ
وأقود تظاهرة الكلام المشتعلِ أمام قصركِ الأبويّ
من سيخرجُ من شرفتكم عليّ
كم عليّ انزوائي تحت شموع الوقت
اقذفي كتبكِ واقذفيني إلى خلوتكِ
سأروي لكِ حلم الموز والعراء
لكِ تأويلُ الأحاديث ولي أن أقشر غابة من المطرِ
وآكل أرتالاً من الطيبات المحتشدة خلف ثيابكِ
ما كانت هذه الحجبُ في حلم أمس
ما كان إلا أفقٌ من الموز
وامتدادات بيضاء وسمراء ترسم أفقا في ظلّ عربةٍ هائلةٍ
عندما أفرغوها سقط الحلمُ عليّ صخرةً ثقيلةً
تستيقظ عاداتُ السماءِ وألواحها الشتائيةُ
منتشرٌ جسدي من أول الدفء حتى صخب العالم
متكسّرٌ بلورُ نهاري بأحجار الكآبةِ
مع ذلك أحدّقُ منه في طرقاتكِ
يمشي المطرُ مع الأجسادِ النائمةِ
كيف أعثرُ عليكِ هنا وأنتِ تردّين تحيّة الفجرِ هناك ؟
أهذي بوجهك وأعني غيابكِ المتكرّرَ
رنّةُ كلماتكِ تتشكّل أمامي نافذة حرير أمرّغُ وجهي بها
هذه نهايةُ كلماتي وبدايةُ حنيني
وأنتِ مازلتِ نهايةَ حنيني وبدايةَ كلماتي
08-أيار-2021
02-أيار-2020 | |
15-كانون الأول-2018 | |
10-شباط-2018 | |
04-تشرين الثاني-2017 | |
29-نيسان-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |