نصوصٌ للحبّ في قفَصِ الكتابةِ ج 3
2007-07-21
شارك الشاعر محمد علاء الدين عبد المولى في برنامج أمير الشعراء وكان واحدا من المتميزين بين مجموعته .. ووصوله للدور الثاني يحتاج إلى تصويتكم .. لذلك نتمنى عليكم التصويت لشاعر متميز .. حتى لا يصل للّقب من ليس أهلا له أرسلوا sms برقمه 28 وستحصلوا كل في بلده على الأرقام من فضائية أبو ظبي
4
نامت الأنثى في أوراقي وما كنتُ أتممتُ عليها نعمتي
لكنها سافرت عبر دوائر تردّدي
واستقامت شجرة حور في الهواء
لستِ تلك الصلاةَ القديمةَ تتعالى أبخرتها في قباب البدايات
وأنا لستُ شجرة
وما قادرة على انتزاع الرماد أصابعي
ماذا أفعلُ بهذا الفيض من الحبال المرعبة تتراقصُ حول عنقي كلما رقصت حول خصركِ لغةً تفتتحُ ينبوعاً وتؤسس حريّةً تتقلقل تحتها جبال الأرضِ وتعيد سقوف السماء
بكلّ غنائي وقفتُ أمام عزفكِ المنفردِ على مقامِ الارتباكِ
عصارةُ النجمِ في عينيَّ
إرثُ المروقِ يداي
طريقٌ ملعونةٌ كامنةٌ تحت قدميّ
حزنٌ جماعيٌّ تقدّم مسيرتي
وهذا الشتاءُ مفاجىء لحبّاتِ الليمونِ الصلبةِ
ورحيلكِ يغري حروف العطفِ واللين والمدّ
كلّ حرفٍ بما لديه فرِحٌ متفرّدٌ بفضائه الفضّيّ المفتوحِ حتّى...
حتى متى أرسم جسدكِ بلا ألوان
وأنتِ تعمرين بيتا على جبل الغيابِ الذي كلما شهقتُ ارتفعَ وظني به كلما شهقتُ انطوى
حتى متى أنتهي كل يوم وأنتِ تتعرّين في مساءٍ ناءٍ
غيابٌ رحيلٌ نأيٌ
أمسكُ أعناقَ المفرداتِ وأهصرُ قوامها بشفتيّ
وأغيّرُ بكائي كما يتغيّرُ صوتكِ بعد ذهابِكِ في مدنٍ تنحني بوّاباتها لارتفاع نهديكِ
أقول للمعاجمِ رحمةً ببياضي لوّثته سحابات المرافىء المهجورة
وسفنُ صدري أفرغت حمولتها الجنائزيّةَ في قبر بحجم قصيدةٍ.
ألا تشاركين في تشييع أنظمة الغبارِ من ميدان غدنا ؟
تعالي إذن أيتها الكتب أسرد أمامكِ حصى قلقي وجحيم انتصاراتي على عدوّ انتمى إلى مسيري وعلّقَ صورته فوق صورة جدّتي
انتفضي قليلاً أيتها الكتبُ
فتلك الأنثى النائمةُ في أوراقي قد تستيقظُ وتذوبُ ثلوجها
الكتبُ لها سلالمها المؤدّيةُ إلى الفراغ أو الفضاءِ
الأنثى تنسخ السواد اللغويّ
وتلهو بتمزيق الأغلفةِ الحجريّةِ كأنها سمكةٌ من ذهبٍ ترشقُ صيّادها بماء دافقٍ
سمكةُ ظلامي تتنفّس قمراً هلاليّاً وتندفع في سفر الماء راسمةً وراءها خطّاً سحريّاً أتبعه متوكّلاً على آمال يباسي
أنثى ترتعشُ في البحرِ
الكتبُ تحترق بفضائلها
وأعلن فضائحي على ملأٍ من عمائم اللّيلِ وكراسي القشّ المهترئة
أخلعُ أطباق المِلل وأنتحلُ وجها موشورياً يضيء في الجهات جميعاً
حيثما انتصبت حبيبتي أنصبُ خيمةً تناصرُ الفجرَ والطفولةَ
نامي بين أوراقي أنتِ كلّها انتزعتها من حرائق التاريخِ
ادّعيتُ أني مختلفٌ وتآلفتُ مع مصيرٍ لا مصير له خارج العدالة
5
صمتٌ يعلّقُ مصابيحه على ضفّتي مسائكِ
أغادر الكلامَ وأصنعُ كرسيّاً من هدأةٍ أجلس عليه
أفتت بين يدي الرغيفَ اليابس لأشواقي
يدهشني بيانكِ إذ تختصرين العتاب الرجيم إلى دمعةٍ
وأحزن لأن ما في حنجرتي من ملحٍ سيخنقني
وأنتِ تضيفين إلى المصابيح صمتاً آخر
هذا كل العالم تحت أهدابك خبئيه غماماً أبيضَ يلفّ القمر
هذا فتحي يؤرّقُ رأسي بعد فراغي منكِ
لا ثمر سأعثر عليه في مائدتكِ
ولا حلم سينثرُ قرنفله على سريري
كيف إذن أتجاوز هذا السورَ تجعلينه امتداداً ليديكِ
أيتها...
ألجمُ حصان القلبِ وأحمحمُ على صدرِ قتيلٍ يحمل هويّتي
أطأطىءُ رغبتي رأفة بجنون ما تبقّى من كلماتٍ في دفتر الجمرِ
كنتِ تفتحين دفتر الجمرِ وتزيدين عليه عنواناً
أرجعي هذا الحنين المهدورَ
يا متخفّيةً بين قنطرتين تغيبانِ في صمتِ المصابيحِ
فراشاتُ دمي تتراقصُ حولكِ ممعنةً في رقصة النهايةِ
يصدمني غبش النوافذ منذ اختفيتِ خلفها
لو طيرٌ سرّيٌّ قلبي يبلغ بساتين البيوتِ الدافئة
يهوي بريشاته الهشّةِ على شرشف نهديكِ الضّالعينِ في فضيلةِ العراءِ المعطّرِ بنداء الحبقِ
لو أكسر بمنقاره مصابيح الصمتِ لتسيلَ ربيعاً
تغرقُ أزواج النباتِ فيهِ
تمدّدي قربَ مرايا حكاياتك الكثيرة
أستضيفُ شفافية شفتيكِ إلى وليمةِ شبقي
قادرٌ على جلبِ حبّاتِ الجوزِ من حجرة الأسرارِ في الجنّةِ الضائعةِ
لكنني أتلاشى قبل أن أتشرّب قدح رحيلكِ
استمدّي موتكِ مني وارجعي
نحن هنا أنا وجمهرات الرغبة وأصداءُ القصائدِ
كنتُ أكتبها وأنتِ تحلمين بها
لمن ألدُ الآن توائم المجاز ومخيّلةَ الجحيمِ
لكِ عندي بساطٌ أخضرُ لا يشبه سجادةً ولا نقوشه مرّت ببال أساطير الحرير والذهب
تأهبي كشعبٍ يستعدّ للرجوع إلى أوله
حديقةُ أصابعي مظلمةٌ
شديدةٌ رياحُ الهروبِ
حرّاسُ الشوارعِ أخمدوا سلاحهم وباعوا قبّعاتهم لطيور الليل وتركوني منتشياً بحريّةِ المطاردةِ
قلتُ لهم أسمّي المصابيح باسمها
قهقه كبيرهم
وسمعتُ في تلك الساعة سقوطَ سماء من رعودٍ
غطّت أركان المكان بألواحٍ سميكةٍ تخفي عيونَ الأرضِ
لم ألمح غير يدكِ تعلّقُ مصباحاً جديداً
من أنتِ بعد الآن
هل بعد ارتطامي بأحذية المواكب الملكية أكتشفُ هولَ مقبرتي بعيداً عنكِ
لنقل أننا تكوّرنا ذات كرنفالٍ طينةَ ضوءٍ
أخذ ينفخُ فيها المستقبلُ ضحاياهُ
كم سنكون طعاماً لنملِ الأرض قبل أن تتهشّم مصابيح الصمتِ أبايعكِ أميرةَ الشرفات ونجمة الموسيقى
لأي هاويةٍ تقذفينني
بأي إيقاع انتحار تودّعينني
نحن الآن على شجرٍ نعلّقُ دفاترنا وأسماءَ قبائلنا
وتهبّ سيول الغبار علينا
خذيني سفينة مطمورةً برغوةِ الدمِ والبحارِ
هكذا نبتكر مشهد النهاية العظمى ونندب ذاكرتنا
أنا العاشق المتكوّمُ خيبةً في قفص الكتابة
وأنت تشقُّقُ الصخرة عن وردةٍ تعتقل ماضيها وغدها في ليلٍ ضامر
ننهزم وننعي للبحر زوارقنا المنخورة
نغطي العجز برمادٍ نتأمّلُ تجلّياتِ ولادته
وحدي أشمّ روائح الجثث القادمة من صحراء أبي
وحدي أتلمّسُ النّفقَ
وأنتِ
أما زلتِ مشغولةً بحراسة مصابيح الصمت ؟
6
مفتَتَحٌ مباركٌ نهاركَ يا صديقي العالم
أعقد مع غيوم تشرينكَ شجرَ عيوني
لعلّكَ أغفلتَ ذكْرَ شجَري في حضرة أرباب الرعدِ
نحن أوّلُ خلق يدمّر هيكله بيده
ونطلقُ جماعات الرمادِ على أسوارِ كلامنا
نغتابُ الأخضر واليابسَ
نعلّقُ ساق همومنا على مذبح التّشابهِ
وندعو جراداً ليفتك ببياضِ أيامنا
وكنا نستودعُ أسرارنا عند منعطفِ النفوسِ الهائمة على مراياها
نتقدّم إليك بأرحامِ جدّاتنا
كنّ يسعدنَ طيور الطفولةِ بلفائفِ الفجر واللوز
يقشّرن الأغاني ليعلّقها على صدورنا
تعالين يا جداتنا نتضرّع معاً لعالمٍ يحصدنا معاً
نغتنمُ الآن غفلة الثلوجِ
ونشرح للسماءِ ضعفَ أكتافنا عن حمل جثمان الأرضِ
لماذا تتلبّسُ الأرضُ قناعَ الربيع
ونحن أمس شاهدناها تتقيّأ دخان المصانع وأحذية مهترئة وعاشقاتٍ نائياتٍ
السماء تعربُ أفعالنا المضمرةَ
وتحدّدُ لنا حركة البيادقِ على حصيرةِ الجوعِ
طلبناها فألهمتنا سنوات العبورِ إلى غرب نتغرّبُ في قطاراتهِ وننسى وعدَ سيداتِ البخورِ والزهر الشاردِ في كؤوس السهرِ
أيتها السماءُ هل أقولُ نهايتنا أمامكِ
بأسماء الإشارة والتعجبِ والفصاحةِ المنكسرةِ أكتبُ مصيرنا
وحده السكونُ الزّاحفُ على صدورنا يتقن بياننا
لكنني معابد من يأسٍ وأحزانٌ من حرمانٍ لا أحد يلبّي عندما تعوي في ليل الهزيمةِ
لن أغلق نافذة تقود خلايا دماغي إلى مهرجان الهواء الجديد
لن أدّعي الشيب وأنا أواصلُ حديثي مع نهار العالم
حيث يذهب الذاهبون إلى دفاترهم
ويسقط الساقطون على أنوفهم
أنا متاعٌ إلى حينٍ
وفي ضميري حدائقُ لا تنفد ولو نفدت قيعان الكواكب الخضراء
أدعم حنين العناصرِ إلى مجالاتها الأولى وأطوي تحيّة القلبِ في القلبِ حتى يمرّ الموتُ
ويبقى العالم صديقي الذي أغويه بشجر عيوني
وأداوم على زيارته كلّما أخرجتِ النفسُ أثقالها
وأتخفّفُ عنده من ثقل العمر وغطاء الموت
7
كيف الليلُ يثمرُ
طريدةٌ هي النجومُ
ونافذة الجسد القريب ستائرها مغمضةٌ
فلأحتشد بما امتلكتْ أروقةُ روحي أمامَ هذا البياضِ
حتى متى أغزو البياض اللامنتهي
واحةٌ واحدة من نهدينِ قد تكفي لأموتَ دهراً من حرير
لكن منزل الكلام امتدّ سقفهُ حتّى وسِعَ السماءَ والأرضَ
منذا الذي يتآوى تحته وقد تشرّدتُ حتى عن منفايَ
منفاي فيكِ كان طرقاتٍ دائريةً وطواحين زرقةٍ تنقلُ دمي من أسفل اليأسِ إلى شجر الرمادِ فتشتعلُ قبّعاتُ الأرضِ بالربيعِ
لماذا غطّيتِ ركبة الليلِ الطويل بغيمةٍ شاحبةٍ
كم علّمتكِ التّمدّدَ على طولِ الأفقِ
من أيّ مخبأٍ نظرتُ اكتشفتُ لوناً من ألواحكِ
إنما أنتِ تواصلين قرع طبول المواكب المهاجرة
وذلك فرحي يلوي ذراعيه وتعضّ لحمه قطّةُ الموتِ
لستِ منزّهةً عن اقتلاع حشائش النّدامى من مائدة الآلهة التي تجمع أطراف الكواكب من المتاهة
هي آلهةٌ أفضت بأسرارها إلى نسلنا المتقدّم فالتقينا تحت سرادقها العالي
وسُقينا من كوثرٍ لا ينضب
وشققنا خشب الموائد حتى طلع القمر من مفاصل الصمت وانتشر الأخضر فينا
هل تستطيعين الإصغاء إلى ترتيلة الأخضر من غير أن ترتجف عيدان نفسك الذابلة
إذن هذه فضاءاتنا على المسافات الآتية
استوطني فيها أنثى جديدةً تعرّي صدرها للماء النازفِ من عيوننا
تقطع حبال الأسوار وتنزلُ في نهر الخلقِ
سأقولُ وحدكِ من تفضّ بكارة الريح
يا شجرة الرمان الشتائية ذات المناديل الغائمة
خذي بعض جفاف يدي وافرطي فيها نجوماً كاللؤلؤ
مشتهياتُ الموسمِ عند فخذيكِ
خصركِ ملتفّ بدفء الموسيقى
تتجمع تحت قدميك خيام العشاق
بين عينيكِ رحيلهم المفاجىء
نائمة فيكِ المدينة القديمةُ وهي تطوي مآذنها وأبراجها وقِلاعها
كفى...
هكذا الموت يكون
وأنتِ تداعبين قمر المساء
دعي ضياءه تتساقط على اليتامى وأبناء الحروبِ
أيقظتُ سياج جسدكِ بقبلاتي
استلمي مني دفق الليلِ
ليس طرفةً رحيلي الدفين إلى النهايات الشاملة
إنها أول المصالحة مع الرقص المذبوح
ها قد أدّيتُ رسالتي وتركتُ فيكِ ما لو تمسّكتِ به لن تضلّي أبداُ
شفتان تلملمان نثار الذهب في حلمتيكِ
وشِعرٌ يتمرّدُ على خالقه
أزيحي الستارة الحمراءَ إذن عن تمثال بحرنا
كل هذه الجموع بين عينيّ تستنفرُ مواكبها وإيقاعها
أطعمي طراوة الحلم لهذه الأحجار
نحن كما تعرفُ أسراركِ: أسرارٌ تغلقُ على أشباحها بئر الزمن
فكيف يثمر الليلُ
أصطاد ياقوت النجم الأكبر
أعلّقهُ أمامَ صمتي محرابَ لوعةٍ وإغراء
أتنوّرُ بأعماقي وأقتاد جمهورية الإشراقِ إذ تعلن هدوء التلقّي من عرش الحبّ
أحبّ وكلّه الكون آذانُ طينٍ يابسة
وجهكِ يحضرُ جنّا تقفزُ تحت فراشنا
أشرقي الآن أو بعد غدٍ
هذا الهذيانُ بلا آخر
حتى يتفتّتَ هيكل الحجر المشويّ تحت سطوع نوركِ
ها قد قرعت أودية الكون المسحورة بأجراسها
أفيض من هنا وهناك
وأنسجُ فضاء يليق بجسدكِ
والآن أتوجّه إلى كاملِ بهائكِ واضحاً
وأنتِ لو تتوجّهين إلى كامل بهائي واضحةً
لنغلّفَ هذا العشقَ بحرير الغموض
8
أتمثّل الماءَ اللوزيَّ النّازفَ من القيثارةِ
فيصيبني ما كتب العراءُ لي من شرودٍ في قصةٍ لا تنتهي
أجدُ أن الجسد طراوةٌ تتدافعُ على مخملها فراشات النّعمةِ
أأقطف والثمرةُ مغلقةُ الشفتين
كلما كتمتِ الأشياءُ أعماقها حنّ فيَّ الطفل القديمُ إلى نهدِ العالم الأزرقِ حيث يتدفّقُ ربيعُ أمّهاتٍ يخلقن إله السنابلِ في نهار العملِ
تعيدينني أيتها القيثارة إلى مغاور الأحلامِ الغائمةِ
أجسّدُ حتى حليب المجونِ على حجرٍ عشتاريٍّ كريمٍ
وعبر التذكّرِ أكتشفُ طعم التفّاح المطلقِ
أتنسّمُ عبيرهُ من فتحات الغروبِ الأخيرِ
وأدّعي نسيجَ الزمنِ حيث أقف على هاويةٍ بين هاويتين
مرحبا بهبوبِ نار المطرِ على خيامِ قلبي
اغسلي أوتاد العمر الصلبة بتراتيلكِ واخلعي رداءَ الصقيعِ
فهذه انبثاقاتُ القيثارةِ دفءٌ يهجمُ
أنا الآنَ أواصلُ رحيلي في غمام الجسدِ حارساً جمهوريّةَ جمالكِ بموسيقى شهوتي
وأشطبُ من دفتركِ أنّ الجسد قبرٌ وأهشّمُ جناحَ الغضبِ الذي يقود عربةَ الشوقِ إلى سدرة النهايةِ
أستثني جناحَ الشهوةِ وحدهُ وأعجنه جواداً يصل الغيبَ بنظرةٍ واحدةٍ
اصعدي يا طيّبةَ الشفتينِ
امتصّي خمورَ الحسّ من صدري
واصلي افتتاح عريكِ أمام صنم الحقّ
سأكسرهُ وأعلّقُ شالكِ على بقاياهُ
وأتعلّقُ بساقيكِ الحافيتين إذ تندفعين كوكباً إلى مملكةِ الليل السفليّ
ظلامٌ في حلقي يفرّخ عصافير من ملحٍ خشنٍ
ورغيفُ الصبح يابسٌ
وقد لا يكون سوانا في ضجيج الرعب النوويِّ نطفةً إيقاعٍ أخضر يتكوّن في رحم الحبّ
قد لا يكون سوى أيدينا ترفع شارة الغدِ في وجه الرمادِ
ونحن لانهائيّانِ في كونٍ كلما ابتدأ انتهى
ضمّي إذن قيثارة الغروبِ
متلفّتٌ قلبي كنهرٍ إلى نهديكِ المعزوفين على مقام التلاشي
لا ترتّبي الأرديةَ ولا الستائرَ
عينايَ كوّتان لحمامات الشّبقِ
حيث هديلي يرتفع سريعاً كأنّما ربيعٌ تمزّق في كياني ربيعاً متأهبّاً لنزول الخزائنِ السّريّةِ على أفقٍ من ماءٍ دافقٍ يسكنُ ما بين جسدي وجسدكِ
ضاعفي جنون القيثارةِ
جسدي مسرحُ جنسٍ لا ستائر له
وليس لي إلاّ أن أسدل الفضاءَ على جسدي
فلا تتوقّفي
عن
الرقصِ
9
وقف القلبُ على سياجٍ يتهدّمُ ببطءٍ
كنتِ تطلّين قبل هذا الخرابِ من نافذة الحديقة
تنحني أباريقُ العطرِ أمام ثوبكِ القصير وساقيكِ الطويلتين
وتمدّ النباتاتُ الجديدة مراياها لتعكس عراءكِ
بينما أنا على سياجٍ يتهدّمُ
أين تراجع الآن خصركِ
أتقدّمُ كما يتقدّمُ كلامُ الفوضى
متدفّقاً من عيون الرغائبِ على كونٍ سرّيّ
أختارُ لكِ مجلساً داخل مدينةِ شبقي
وأرشّحُ جسدكِ أميراً على جسدكِ
وأتركُ لبلاغته أن تسبح في محيط الهواء العادلِ
لستُ أنا من يسمّيكِ
لم أتعلّم الأسماء كلها
إنما أتسمّى بكِ كتفّاحةٍ من ماءٍ يرسمها طفلٌ ويتركُ الكائنات تسبح فيها وتتآلف مع أصدقائها
متصدّعٌ شجر الحبّ الآدميّ منذ استباح الوحشُ غابة الضوء العارية
أحرقي معي حطبَ الحبّ الطّاغوتيّ وانخلعي من سلسلةِ الانتماء
هذه ظلماتٌ مركّبةٌ فوق عجلات الرعب الهادرةِ
لن نزعم قمراً يشرقُ من صدورنا
ما كذبنا على أطفال الخبز ولطّخنا لهم دفاترهم بقصور اللّؤلؤ
إننا نفتح غرف النهارِ تغمرها شمسُ الماء
هَبي أنكِ طفولاتٌ اختصرت بين أصابعي
هاتي إذن صدركِ المنتظِرَ بمئذنتيه الرّماديّتينِ أنشرُ بينهما فراغي شفاه تاريخٍ متشقّقٍ وأخبّىء في ضوئهما وجهي وأتدحرجُ من ذروتهما إلى وردةِ الجسدِ العذراء
إنني هنا على السياجِ الخارجيّ لسهرةِ أعضائكِ
قولي للستائرِ ترتفع للضوءِ يتكلّم
هل لكِ أن تتوقفي عن تقليدِ النهر الملوّثِ
وإلا من يعذر أسمال الكآبةِ التي تلفّني
بادىءٌ من معناكِ الممتلىء بقطع الغيومِ
ولا تنتهي كلماتي من تتويجِ اختلافكِ عن سربِ العاشقاتِ
هنّ يمضغن برتقال الهلاكِ من بستان متقاعسٍ عن عطره
كيف للقلب المنتظِر فوق السياج أن يمتلىء بجمرة الحنانِ وهي تتلظّى بين صدر الفتاة وحذائها وفستانها
أرى أن تتخلي أيتها الغامرةُ روحي بالصدى عن أمشاط الخشب المستعار وخذي لشعرك أصابعي
دعي النومَ قرب لهب اصطناعيّ وأوصيكِ وإيّايَ بلهيب الجسدِ المتعاظمِ شأنه كل ليلةٍ
كم لكِ من أقمار النضوجِ
لماذا تُظلمين وتَظلمين إذن
أقتبس عن عريكِ شبقي
فترجمي لغة الماء إلى ضفافك الضّيّقةِ تتّسعْ
أُشهِدُ كائنات الصمتِ كلّها على شغفِ أصابعي بالاحتراقِ في أوراقِ كلامكِ اللّوزيّ
حيث باللونِ تعيدين تأليفي
نختلف معاً حول ينبوع النار
ولكنا نجتمعُ حول فضاء الينبوعِ
نتحاور ونتّفقُ أن نغطّي كشوفنا بالكشفِ العالي لكلّ أزرار الوقتِ
أودّعُ عندما أزور نافذتكِ كلّ ما قالوه من سلاماتٍ
ولا أبتكرُ لك شيئاً أنا ابتكارُ العدمِ
أرجّحُ لكِ أن تلبسي يديّ وتتفتّحي خلف شفافيةِ الأعماقِ
أعماق مهملةٌ ولازوردُ الحبرِ القدّوسِ يغوصُ بعيداً عن شِباكِ أوهامنا
أقول لكِ: لكِ الحرية في تحرير جسدي الحريريّ من خيوط الصّدأ وتعبئة ثماري في سلالِ فرحكِ المنطفىء
أنا شيطانُ الضوءِ يا سيّدةَ الغرفةِ المقفلةِ بالأعشابِ والأغصانِ الشتائيّةِ وشهوتي
أريدُ أن أنتظر حتى تبرق سماء الانتظار فوق كواكبِ شِعرٍ مختلفٍ يتماهى مع اللامنتهي من جمالكِ
لا أحد قال لكِ أنني تأمّلتُ الزنابقَ الحمراء التي كنتِ ترتدينها ذلك الصّباحَ
لا أحد نقلَ إليكِ رسائل اللوعة المكتوبة على ضوء الظلال الشتائيةِ
كلّ أعراسي خيامٌ للتّشرّدِ
دقّي بساقيكِ على غمام القلبِ الواقف فوق السياج المحرّمِ
أنزع عنكِ أساوركِ ولحاءكِ
مشتَبَهٌ جسدي بالتورّطِ في طيوفِ عالمكِ
فلماذا لا أتشبّهُ بشبهتي
يا سادرة في عريها الكونيّ
عندما ترتفعُ الحجبُ ويتألّقُ العبقُ بين يديكِ
فلا أحدَ فوق الشبهاتِ حتى أنتِ
08-أيار-2021
02-أيار-2020 | |
15-كانون الأول-2018 | |
10-شباط-2018 | |
04-تشرين الثاني-2017 | |
29-نيسان-2017 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |