     
  
				          
				      
			 
		                    ( ابنة الجن ) بوح ٌ أنثوي ٌرقيق بلغةٍ جريئة
2007-08-25
تعتبر الشاعرة شهناز شيخة من الأصوات الأنثوية التي بدأت تظهر على الساحة الثقافية في الجزيرة السورية , وهي إذ تفتتح ديوانها ( ابنة الجن ) الصادر مؤخرا ً عن دار الينابيع للطباعة والنشر بقصيدة ٍ عنوانها شهرزاد , تحيل القارئ إلى بوح ِ الأنثى بمعاناتها ومكابداتها اليومية في كنف ِ الرجل ِ الشرقي. ولكنها في الوقت ذاته تلمح إلى أنها لم تعد تلك الشهرزاد بصورتها النمطية خاضعة ً وخانعة ً له , بل بالمقابل تدعوه ليكون شريكها في صنع ِعالم ٍأكثر إشراقا ًوحيوية. تطلق دعوتها تلك في نهاية القصيدة بعد أن تسرد المعاناة فتقول : 
معا ً نفهم الكون 
   بعقول ٍ تشرق ُ 
تلتهم الحقيقة ... 
   
 
والأسرار... 
معا ً نصنع شرقا ً جديدا ً 
   لكن ... 
إياك أن تعود شهريارا ً 
إني ... 
لم أعد شهرزاد !!! ص 15
تتابع ُ شهناز قصائد المجموعة, ولكن هذه المرة بالتقاط اليومي من هذه الحياة ,عبرالكتابة عن شخصيات ٍ نمر بها دون أن تترك أثرا ً أو ربما تتركه ولكن بطريقة ٍ غير مباشرة, مستخدمة ً في ذلك مجساتها الشعرية وروحها الأنثوية الطاغية . وكأني بها لتشعرنا بهم تدعونا لنقف معها ولهنيهة ٍ مثل تلك اللحظة التي نقف فيها لالتقاط صورة ٍ ما . فمن الحديث عن موظفة المدينة الجامعية إلى الحميمية التي تنتابك وأنت تقرأ قصيدتها عن أحاديث جدها ودفء الشاي في الشتاء , مرورا ً بسائق الباص الذي يحفز فينا حديثها عن علاقته بالطريق آلاف الأسئلة المبهمة ومن القصيدة نقتبس : 
... مدركا ً تماما ً 
... أن الأفق 
لا يعني نهاية الطريق 
   ... آه ... 
أيها العجوز الغامض 
... كم طريق ٍ ستذكر 
أنك عبرت فوق ظهرها . ص 34
لكن بالمقابل ثمة حزن ٌ طاغ ٍ على العديد من القصائد , تلك القصائد التي تقودك في مقاطع منها إلى أن تتلمس َ قلبك وتبحث عن جرح ٍ نازفٍ فيه, بحديثها المتواصل عن الموت وعن تلك الأحلام الجميلة التي قضت نحبها في منتصف سعيها الحثيث نحو النور كما في قصيدة اغتيال فراشة , إلا أنها في مكان ٍ ما وعبر فضاء ٍ مفتوح تحلق بنا عاليا ً عبر قصيدة ٍ يلفها الحزن ُ المشوب بالفرح محققة ً غاية َ السمو بالنفس في كل ِ تجلياتها كما في قصيدة سحابة: 
في الشتاء ... 
عندما تبكي كل ُ هذي 
... السماء ... والحقول 
بسعادة ... 
أذرف قلبي 
في الشوارع الباردة 
... وأمضي ... 
سحابة ً بيضاء ! ص 49 
بالحب تختتم الشاعرة ديوانها عبر دعوتها الرقيقة والشفافة شريكها الذي ارتأته في مقدمة المجموعة إلى خلق ذلك العالم المشرق والجميل من خلال معادلة الحب والحياة ففي قصيدة عصافير الشتاء تقول : 
... أحبك 
هكذا تقول ... 
... عصافير الشتاء 
وهي تطير ... 
.. هاربة ً
.. إلى قلوبنا 
الدافئة ! ص 76
على الرغم من العديد من الملاحظات على المجموعة ابتداء ً بالإهداء الذي يكاد يكون أشبه بإهداء مشروع ٍ للتخرج منه إلى ديوان ٍ شعري بالإضافة إلى إسهابها الكبير في الحديث عما هو ذاتي دون أن تترك للمتلقي مساحة ً للتخيل يحاور من خلالها ما يلامسه ويشترك فيه مع الشاعرة , غيرَ أنها تشي بشاعرة ٍ متمكنة من أدواتها الشعرية عبر بوح ٍ أنثوي رقيق ولغة ٍ جريئة . 
 
								08-أيار-2021
| 25-آب-2007 | |
| 27-حزيران-2007 | |
| 31-آذار-2007 | |
| 02-آذار-2007 | 
| 22-أيار-2021 | |
| 15-أيار-2021 | |
| 08-أيار-2021 | |
| 24-نيسان-2021 | |
| 17-نيسان-2021 | 
