حزين لأن الحرب بلا موسيقى
2007-09-24
هبط الليل كالسيف الأسود وانغرس في نخاع الشمس المريضة
فأسلمتِ الروحَ في سماء قصر العدل
فبكى قمر متسول بين الغيوم
بكىعجوزٌ رافعاً صوته المعتلّ بغناء عراقي يقطّع نياط
القلوب
بكت بقربه امرأة منحوتة على شكل منجلٍ قديم ..
بكت خمسة هياكل عظمية على هيئة
أطفال ..في
بكى إله غامض العيون !
بينما الأمطار تنهمر كأزهار مذبوحة في ربيع بارد .
مر بهم قمر مصلوب في ليل أبيض
فارتعشت شفاههم كالعصافير..
مرت طلقة سوداء
فشخصوا كالأشباح..
مر أربعة عميان يحدقون بأعين بيضاء في زمن أعمى
فأغمضوا عيونهم ، وشهقوا
مر بهم الرجال الذاهبون الى الحرب بقامات محنية كسنابل
الحزن
فسمعوا بكاء طفلة آتيا من إحدى البنايات!
قال الأول : أنا حزين لأن الحرب بلا موسيقى
قال الثاني : أنا حزين لأننا مخلوقات تموت
الثالث: أنا حزين لأن حبيبتي لم تعضني قرنفلة فمها
الرابع : أنا حزين لأنني لا أعرف أين ضريحي
الخامس :أنا حزين لأنني لا أعرف من سرق دموعي
بكوا جميعا وهم يشخصون إلى طيف الأمومة الباكي في سماء
قصر العدل
شفاه محترقة
الغروب مغرورق بالسأم ، والغمامات شاحبة في البعيد .
فما الذي يبعث الرغبة في البكاء ؟
الدمعة وردة بيضاء في يد شاعر كئيب ،
الحزن كفنا أبيض يلفّ قلب رجل وحيد !
ثمة شاب يراقب امرأة ترضع طفلا فيشتهي أمه .
ثمة امرأة تمرّ كاليمامة في خاطره المتعب ، وتختفي كطرحة
بيضاء في أفق داكن.
ثمة سنونوة سوداء تسقط على صدره المتعب وتنتحب .
ثمة ناي يتوجّع بين شفاه محترقة
ثمة رجل في غرفة صمّاء يصغي إلى صوت حزين ، يأتيه من
مكان بعيد فيزيده وحشة ورغبة في البكاء !
عيد الشموع
أيها المرتحلُ في الأرض كحادي العيس
أما من مدينةٍ يرحل الناسُ إليها ليصيروا غرباءَ ،
مجهولينَ ..
.. مدينة مرفوعة من أحزان الناسِ العزلِ
عمّرها شاعر مجهول ونصّبَ نفسه ملكا باكياً على أناسٍ
باكينْ ، ينفذ الحزن إلى أرواحهم كالشهقات ، والدموع
تتسلّقُ وجوههم كأعشابِ الجدران القديمةِ .
لنسميها مدينة الدموع !
أيها الهائم في وحشة الليل !
إمَّا مررت بمدينة مسيّجة بأشجار حدادٍ عارية ..
ترفرفُ على أغصانها المرتعشة مناديل سوداء وعصافير ميتة
و نساؤها الثكالى يجلسنَ على أبواب بيوتهنّ وينسجنَ
مناديلَ الأسى
فقف أمام قبورها بصمت إنها مدينتي !
مدينة الدموع
يقصدها العشاقُ آواخرَ الخريف ليشهدوا ما ضاع من العمر
وينتحرون !
أيها المرتحلُ كذئبٍ جائع في البراري !
أما من مدينةٍ في الأرضِ ليلها مضاءٌ بالشموعِ ،
وأرضها مزروعةٌ بالقمصانِ البيضاء ...
نساؤها إناثُ سنونو، ورجالها ذكورُ حساسين لأرحل
إليها
فأقترب من امرأةٍ يلوحُ على محيّاها نورٌ صافٍ كدمع
العنب وأقول لها :
أيتها المرأةُ التي ينوّرُ الليل روحك !
أعطني شمعة من شموعك المشتعلة
لأمشي بين كائناتِ النورِ قاصداً أعياد الشموعْ .
08-أيار-2021
19-حزيران-2010 | |
31-أيار-2010 | |
26-آب-2009 | |
09-كانون الثاني-2009 | |
25-نيسان-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |