المغنّون
2008-04-25
يجيءُ المغنون َعند المغيِ
ويبكونَ عندي
وبيكون َ..
يعتصرونَ دموع َكمنجاتهم ،
وتأوّه َناياتهم ،
ويصبّونَ غصاتهمء في إنائي
كأني أنا ذنبهم في الحياةِ
كأنيَ أسباب هذا الشقاءِ !،
و والدُ أحزانهمْ
وأميرُ مواويلهم في البكاء
كأني الغريب الذي يتبعونْ !
يقولونَ غنّ
بحقّ الأناجيل ِغنّ لنا
إننا يائسونْ !
لتسكنَ أرواحنا في ليالي الكآبة ِغنّ !
لننسى تعاسة َأيامنا في مهبّ ِالندامة ِغنِّ !
ليتركنا الموتُ نرعى الهشيرَ
على ضفّةِ العمر ِمثل النعاج
فقد تعبَ الصبرُ منا
وضنَّ الزمان ُالخؤونْ !
فما عادَ يطربنا في الليالي
تألّم ُناياتنا ،
وبكاء ُكمنجاتنا
والمقامات ُ ضاقت ْبأصواتنا
وأصبنا كآبتها بالجنونْ !
فماذا بوسعيَ أن أفعل َالآن َمن أجلهم ؟
وأنا جالس ٌفي مدارِ السآمة ِمستوحش الروح ِكالكهل ِ
ماذا أغني لهم
وأنا ساكتٌ وهم مطربون ْ!؟
ندامى المساء ِ،
أشقّاء ُنفسي الحزينةِ
يأتونَ بعد المغيب ويبكونَ عندي
ويغرورقونَ بدنيا من الحزن ِ بين يديّ
فأمسحُ أهدابهم بأصابع ِشيخوختي
وأقول ُعموا وحشة ً
أيها الأخوة ُ الطيبون ْ!
ولا تيأسوا من خراب الخليقة
يا أمراء َالبكاء ِ فيبكون َ...
يبكون َحزن َالدنى في العشيّاتِ
والظلماتِ التي تعبدُ الموتَ في وحشة ِالكائنات
ويبكون َمن ندم ٍغامضٍ
كيف صاروا إلى كلِّ هذا الموات ؟
وحزناً على الأرض ِيبكون َ،
خوفَ الذئابِ التي تتناهش ُأحزانهم بالعويلِ
ويبكونَ أسبابَ هذي الحياة ..
فهم لا يريدونَ هذي الحياة التي
تتبابحُ وحشتها في عماء ِالليالي
ولكنهم يحلمونْ ..
بأرضٍ مطيبةٍ بالدموعِ
ومزروعة بالشموعِ
ومكشوفة كسماء ِالمحبينَ
بالصبح يطلع أبيض مثل دموع العصافير ..
لا يحلمونَ سوى بمبيتٍ فقيٍر ،
وقنديلِ زيتٍ
يقدّسه ُالحزنُ عند المغيبِ
ويشربه ُ العاشقون ْ.
ضيوف ُمساء ٍيحلّون َعندي
وينكفئون َعلى حزنِ أنفسهم بالدموع ِالسخيّة ِ
يا غرباء َالمساء ِ
لماذا تفيضون َبالوجدِ
هل أنتمو (( وااااحدون ْ)) ؟
لتبكون َهذا البكاء َ!!
وهل أنتمو داشرونَ على الأرض
مثل الحداة ِ؟
ولكنهم لا يجيبون ْ!
إذا كنتم
نادمين فروحي فراق المواويل في الليل
أو كنتم
في شتاءات أيامكم داشرين ..
فعمري سماء وماء
فهبّوا قليلا على وحشتي ! ..
وعلى عزلتي أغلقوا الباب
كيما أنام
وأغرق في ظلمتي
فالظلام شقيق الحياة الذي لا يخون !
يجيء ُالمغنون َعند المغيب
ويبكون َعندي
يكبّونَ كالغرباءِ على وحشتي
ويهيلونَ آحادَ أيامهم فوق قبري
وينتحبون
من الحزنِ والبرد ِوالريح :
يا حاديَ اليأسِ
إنا هرمنا فجئناك َنبكي ،
نغالبُ هذا الضياعَ
نكذّب ُحزناً قديما ً
ونوقدُ أدمعنا كالمصابيح ِفي ظلمات ِالشتاءِ
- كأني مشفى حزين
يؤمّ أسرّته هؤلاء ْ ..
كأني الغريب الذي يتبعون ْ!
يجيءُ المغنون كالغرباءِ
بأصواتهم يشنقونَ الصدى
( وبناياتهم يذبحون السكون ْ!)
08-أيار-2021
19-حزيران-2010 | |
31-أيار-2010 | |
26-آب-2009 | |
09-كانون الثاني-2009 | |
25-نيسان-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |