الشاخصون الى اللانهاية
2007-10-27
بسكينةِ حزني الرهبانيّ وقلبي الناسكِ
حدّقتُ مساءً
في الأفق ِالمقفر للبحرِ
وقد لاحَ القمرُ النهديُّ الخالدُ
فوق أديمِ الليلِ
حليبيّاً ، سكرانْ .
حدّقتُ وقد خلتِ الأرضُ من الناس
وراحَ نداء ُالموتِ
يسيّجُ عزلةَ أيامي بالصلبانْ !
فسمعتُ نداءً تطلقهُ الوحشةُ
نحو جهاتِ الأرض ِالأربعِ
وتلاشيهِ الريح ُكأصداءٍ فانيةٍ
فوق وجوه ِالعميانْ .
ورأيتُ الشعراءَ البكائينَ
وقد شخصوا كتماثيلَ من الملحِ
إلى الضوءِ الموحش ِلغروبِ الشمس
وذابوا كشموعٍ بيضاءَ على نافذة ِالنسيانْ
حدقتُ فألفيتُ الناسكَ
يصغي باستغراقٍ ورضى
لبكاء ِالغرباءِ الأوّلِ في الدنيا ،
و أناجيلِ الحزنِ
وينحتُ في الصخر ( تماثيلاً ) باكيةً للكهانْ
ورأيتُ غريباً محتضرَ الروحِ
تجرُّ العسلان ُالمسعورةُ
وحشته في الأطلالِ المهجورةِ
وتعاورهُ ريحُ الخيبةِ في الوديانْ
في ذاك المُتَعَزَّلِ أبصرتُ عجوزاً
يرفعُ مزلاج َ الأرض ِ
ويرحلُ مشبوحاً برياحِ الحيرة
للطرفِ الآخر من هذي الدنيا
كضريرٍ بين الكثبانْ
فهتفتُ : أَبَاهُ
إلى أيّ مصيرٍ تحملُ صلبانَ عذابكَ
أيّ كتابٍ تحملُ بين ذراعيك
وموتكَ في الأرض ِرياحٌ
تعولُ وحشتها في كل مكانْ ؟
فهناكَ على القمةِ
يجلسُ شخص ُالموتِ مهيبَ الهيئةِ
ينتظرُ الساعينَ إلى عزلتهِ
ويحدقُ في غابات ِالشجرِ الميتْ !
هل كنتَ تقيس ُهبوبَ الريحِ طوالَ حياتك
حتى أقفرتِ الأرضُ من المعنى
فقفلتَ إلى الصحراء ِ
لتغمضَ عينيكَ على حلمٍ ميتْ ؟
أم كنتَ تمارسُ حزناً روحانياً
في الليلِ الصحراويّ الصافي
وتحدّقُ في ملكوتِ العزلةِ كالرهبانْ ؟
لم أسمعْ غير شهيق ِالحسراتِ المسحوبةِ
من أفئدة ِالعشاقِ المنتحرينَ
فأدركتُ بأنَّ الموتَ يضاجع ُذئبةَ وحشتهِ
في ظلماتِ القيعانْ .
لم أسمع غير هبوبِ الريح ِالميتة ِبالأصداءِ
على أسماعِ الخسرانْ ..
تتصادى من ألمِ الوحدة ِفي أطرافِ البيتْ !
فجلستُ على شاطىءِ بحر ِالليل ِوحيداً
وبكيتْ .
08-أيار-2021
19-حزيران-2010 | |
31-أيار-2010 | |
26-آب-2009 | |
09-كانون الثاني-2009 | |
25-نيسان-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |