الدقة
أراها مرسومة على كف يدي
التشققات الكثيرة التي يصفها المنجمون سفر أوعمل
عناقيد العنب التي تنمو قرطا خلف أذني
تموجات الحناء في ليلة عرس
خطوة لا أخطوها
رقصة لا أتوقف عن التصفيق لها .
أحب أن ألعب في الحقول الصغيرة الجرادء
كحفر رأس.
أقلب الزرعات على ظهرها
المواعيد على صلواتها.
مملكتي تقف مفلطحة كزهور الصبار الصغيرة
لا تكف عن اللعب بأشواكها
مملكتي تقف هناك ممتدة كلسان تنين
مشتعلة دائرة نار
هو الليل
حصان بني أسود الحافر
يمضي هادئا وخجولا.

***
إذا مت عاليا في الهواء
وارتطمت جمجمتي بألف نجمة
اذا انكسرت افكاري
ولم تعد هناك تذكرة الإياب والعودة
أرجوكم لا تمصوا دمي
لا تكتبوا القصائد عني هناك
اتركوني معلقة.
العابرون فقط،
الذين قابلتهم للتو
هم أفضل من يسكن القصائد والغياب.


***
هناك اشخاص ربما لن أراهم مرة ثانية
لن ارمي عليهم غبارا جديدا
سأسحب صورهم من خزانة الذاكرة
كأواق الكوتشينة أو الكبريت
الذي لا أشعل به أي شيء.
اشخبط عليهم بحب وعنف
ارسم لهم شواربا حبرية طويلة،
ضحكة تقفز من النافذة
ارمى بعضهم علب صفيح فارغة
تصطف حزينة مترددة
في طابورهادىء من النسيان واليأس.

***
يغفو الأرنب على أصوات السهول البعيدة
رأيت المرأة الخرافية تعبر من على الحاجز
مرتدية الأبيض الناعم
خصرها مربوط بأحلام الغسق
تحت قدميها تتفتح زهور ومجرات.
وددت أن أرفع ريشتها السحرية البيضاء العجوز
أنام تحت ألوانها
ألوان الهجرة وقوس قزح
أشرب المنفى
أطلقه أحلاما لا أرغب في تحقيقها.


***
تعرف من يقصد الأطفال للعب و الحلوى
عندما يختبئون تحت الطاولات ؟
من ينفث الدخان ؟
من يقتفى الوحدة؟
من يكتب القصائد
تعرف كل شيء ولا تكلم أحدا.

***

أذهب إلى بيت صديقتي
محملة بالهدايا التي جلبتها أمي من كل حدب وصوب.
أطرق طرقة خفيفة
فلا يفتح أحد.
في الطريق،
أرفع تنورتي إلى ما فوق ركبتي المخدوشة
أجلس مرتاحة على رصيف البائع
أكل كل شيء حملته معي
الطعام وحده صحبتي المجهولة.

***

وأنا طفلة صغيرة
كانت السماء ملطخة بالدماء
لم أطلب شيئا سوى الحلوى.
أحن إلى ابتسامتي الوحيدة
وأنا أطلب من الله أن يضىء سنواتي القادمة
بالدموع والرغبة
أن يخبىء الأثداء الصغيرة الطرية
يضرب بالمسمار والخشبة
نحب أحيانا من يعاملنا بعنف.

***
بيت الملائكة زجاجه مكسور
أقترب منك
مكالمة هاتفية مبتورة
أسلاك مقطعة من الرهبة
اقترب منك
أواني الطهى
ترقص على أنغام أغنية عجيبة في رأسي.


***
كبرنا لنرى العالم يدق على رؤوسنا
شقوقا تصنعها المياه في الحائط
الحب يسيل كما الرغوة
كل صباح
تنشر غسيلها وتنفضه
ونحن نحبس أنفاسنا صغار عصافير فرحة
نخاف أن نسقط من على الحبل.

***
كنتُ أتمنّى أن أرمى عليكم صباح الخير
غطاءً كبيراً من العسل
يُغطِّى كلَّ ما فيكم
لكنَّ عينَ الكاميرا الصغيرة
بدأتْ تشعرُ بالنعاسْ.

***

أجملُ شيءٍ في القصائد
أنّهُ لا يكتب فيها "بسم الله الرحمن الرحيم"
فلا يخشى الواحد رميها بعيداً