امرأة سويدية اسمها كريتل
2008-04-23
رن جرس الهاتف.
كان المساء بارداً, يغط في حلم الكون وسطوة الوجود.
رنين الهاتف أيقظ السكون المسترخي في بيتي من غفوته, ممزقاً جدارالصمت المتناثرفي أرجائه, ناثراً هبوب الرياح القطبية الباردة في فضاء متواتر. قال الصديق:
ـ لقد ماتت كريتل, سأذهب إلى كنيستا/gnesta/ لحضورجنازتها, هل تأتي معي. قلت دون تردد:
ـ نعم. سأذهب معك, متى سننطلق, في أية ساعة من ساعات النهار. قال:
ـ سأكون عندك في الساعة العاشرة صباحاً. كن مستعداً. قلت:
ـ اتفقنا.
كنت في وحدتي, في غربتي الغريبة, غارقاً في نبش ذلك الانفصال الطويل عن دائرة الضياء والوطن, الأهل والأحبة والأصدقاء. أرسم لون الحنين إلى زمن كان زمناً, أجنحة القطا والحجل وشلالات جداول على نهر الحياة, أجدف فصول من خرز وأكتب حكايات ستروى على مسامع الليل. أجلس وحيداً, أنهل من ذلك الأفتراق الذي مضى رعشة الأمل والعودة إلى ماض لن يعود.
رحت في شرود, غرقت في نبش الماضي, فرشت صورالملائكة على ضفافي الغائبة حتى تزين الحلم حولي. زرعت النجوم العالية, الكثيرة والبعيدة في غابات السماء العميقة. مددت بصري فرأيت طريقاً طويلاً, طريقاً متعرجاً تقبع خلفه أسرجة خائبة الضوء خافة الوميض تدفع أثلام اللون وراء جدار الزمن كي تدحرجه.
كان الزمن مواسم أعياد حزينة, بيارق محملة على زنانيرالفضاء المكتوبة بحروف قلقة, حروف متلجلجة, تنبسط حول محيط مفروش على الهوام, ترسم صدى احتفالات متوسلة, راحلة.
مشيت قليلاً في البيت, سرت كما كنت أسيرفي أزقة بلادنا الضيقة, حاملاً على وجهي لوناً ضارباً إلى لون لا لون له, لوناً ملتفاً حولي, كراية منكسة فوق أهداب الجفون.
صوت صديقي أيقظ غفوتي الضاربة في شرود, أعادني إلى نفسي, إلى سنوات خلت, سنوات العافية والوجع, ينابيع الحزن والفرح. قلت لنفسي بصوت عالي:
ـ إذاً لقد أنطفأ ذلك البريق الجميل, أنطفأ ذلك الأسم الذي كررته في مناسبات كثيرة, ولقاءات عدة.
لقد ماتت كريتل!
هواء الليل كان ثقيلاً علي, ضارباً إلى غروب, لسعته فوق سروج قلبي ثقيلاً متماوجاً كظل الأوراق العتيقة, كأنطفاء الضوء فوق الأغصان المنسابة إلى الرحيل. عدت أرتب حدود أنفاسي, أعاين حدود التنافرات والتجاذبات التي سرت في داخلي كغيمة مشتعلة باللون الأسود الداكن. تمتمت أسمها في غواية, في لمعان مرصع بالنجوم القاطنة في لب الكون. حزن عميق أخذني إلى واد عميق وأغرقني في ذهول لا حدود له. رحت أنصت لتكسر أوراق الأشجار وهي تتمايل فوق أنزلاق أزقة العاصفة المصطدمة برنين الكون وخفقان الروح, أدفع الأشتهاء لتمتلئ بأمتلاء التجاذب بين نظائره
08-أيار-2021
30-تموز-2010 | |
17-تموز-2010 | |
02-آب-2009 | |
21-تموز-2009 | |
15-تموز-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |