في ليل البحر القديم
2008-07-17
داهمتني سيدة الدهور الحافية..
ليلى وقفت بباب الخيمة القديمة
تشرب من الصحراء
وتغني مواويل للرمل العطشان
زاحمت يدي بحلم الرعشة
وغنت سوناتا القلب والوجع العربي
على باب خيمتنا كان الصعاليك يعقدون جلستهم الأخيرة
يذمون القبيلة
ويحرقون آخر بقايا الكلام الموزون
على باب قبيلتنا مازالت ليلى تنتظر حلم العودة
ولم تعلم أن الصحراء غيرت عناوينها
مسرحت قعدتها وراحت تغني "الحلم العربي"
ولم تدر ان بغداد شهرزاد صارت كما الحكاية القديمة
حلما تغنيه الحناجر، وجسدا على ابواب المقابر
آه.. يا ليلى اتعبتني..كم وددت ان تغني..
على قارعة الخيمة كان صديقي اراغون يعلق "عيون الزا"
وظلت ليلى تبكي كي تلمع عيناها
وتمنعني عشق إلزا
وانا قارىء فقط، اجوب الصحراء واتهجى خطوي
ليلتها كان الموكب الحزين يحمل "اديث بياف"
كانت تغني بعنف للمشردين على قارعة الحضارة
وأنا بخيمتي ألوك خيبتي
واستمع "لحنا فرنسي الرنين"
تصرخ بياف سوبرانو الشوارع القذرة
ترقص باريس حزنا
وافرح عندما تعلق الأضواء على باب خيمتي
وفي صباح الغيم الكثيف
راحت ليلى تهب السماء برقها الغائب
لعل عيناها ترتسم تاريخا في أبجدية الغسل
وتعود بغداد نقية من رماد الغبار
وفي لحظتها الآثمة بالقربان
كانت بيروت تبكي حرقة الشتات
وغزة تئن تحت الحصار
وليلى مازالت ترقب الغيم
وتهب برقها ما استطاعت..
قبالة خيمتي،
ضحكت نخلة من جوعي
وصاح ضرع معزتنا
في وجه حقولنا المليئة بالنفط،
لكن وجه صديقي لم يحمر
ركب جواده وانسل في فراغ الفلوات
كنت وحيدا ابكي
وليلى تواسي دمعي
وبيدها كراسة الحب القديمة
تجمع شعر الخنساء ورابعة وقليلا من آهات عبلة
ردّدنا تحت المطر الخفيف قصائد نزار المتوحشة
ريثما تعود فيروز من غيبتها
وتشرق بيروت من ضباب أناتها
ويدندن "نصير" لحنا عربي الرنين..
مشت ليلى مشيتها الخفيفة
استدارت تلوّح بلمع عيونها
كانت سيمون دو بوفوار متعبة بعشقها السارتري
تذرف آخر دموع مغتالة
وحشرجة أنوثة لم يمهلها القدر ان تكون عشقا..
عشقا انثويا كما ليلى..
تغني ليلى في فجرها المليىء بالغنج،
عذابات الوله اللذيذة..
تولي ظهرها لخيمتي،
وتمضي...
عبد الحفيظ بن جلولي.
08-أيار-2021
07-آب-2009 | |
28-آذار-2009 | |
06-آذار-2009 | |
01-آذار-2009 | |
09-أيلول-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |