شارع للمتنبي.. وقصيدة لعراق
2009-03-06
في وفاض الشكل الأنيق
للخواء المعشّق بالمكان
وخيال الليل المتغزّل بالخرير
والنخيل..
يتحدث التاريخ
ويبعث في الفضاء
ما سمي أو يسمى أو قد يسمى
إنسان..
تسلق الكون في عتمة البدء
تسلّل في فراغ السطوة
وغرس سنبلة بين النهرين
كانت أول الحضارة
وشكل الوفاض الأنيق..
من الفراغ إلى الفراغ
متاهة الوجود المتعب بالحطام
من الرماد يغرق في الكينونة
ينتفض من موت النسيم
لان الوطن في جعبة الحلم
يسترد جرس المدن
ولون لسومر في جداريات "أور"
ويشتعل في أخدود الخفق كالمقام..
ألم أخبركم أن العراق كالفنيق،
من رماده يضرم نضارة الهشيم
ليضيء الشارع، حقل الشتلات
المغرمة بدواة المتنبي
ويسكب سرمد القراءة في الطريق..
"الخيل والليل والبيداء تعرفني والسيف والرمح والقرطاس والقلم"
الم أخبركم أن العراق جرح المسرة..
غناء الحدائق في ظمأ الفلوات
تاريخ الكلام المبلل بالوله
والشك الرصين على مشنقة التتويج
حين يولد سطر في حرائق السؤال
حين يموت إيوان السياسة
ويزدهر في الشارع المآل
وتشرق من تجربةٍ وجوهٌ
على غضونها عبرت أزمنة
حينا، تنشر سرا للقصيدة الغامضة
وحينا من "الطواسين"
تُهَوْدِج عروسا للحلاج
والنصوص الغائبة..
تجيء ويجيء
ويملأ المكان السر الخفي
حركة ولا حركة
خطوك الباقي في صهيل المعركة
تلج الخراب المزركش بالكتاب
تفتح الرمل تحت ذراته المهملة
تحرك لسانك بالكلام الغريب
الطريق إلى الشارع يبدأ بالمشي حافيا
وينتهي عند زبرجد المعنى
حركة العقل في مكرمة التسمية
"شارع المتنبي" ..
من سكون الليل والعلامات على الجدران السومرية
تنخلق في الصمت جلجلة الكلمات
"غلغامش"، سلوى النهوض خلف شمس تغيب
يجتاز "نهر الموت" إلى "اوتانبشتيم"
يسأل عن متن يُديم..
عوارض الدبيب تمحق غطرسة السقوف
تجهش بالفرح خطوط المسمريات
يرسم الليل كائنا خرافيا
يجول بين دجلة والفرات
ويغفو حمورابي عند المسند المفتوح لمقام البيات
يحلم بـ "أنكيدو" يرتل نشيد الإفاقة السومري
قبل مراسيم الموات..
ما بين النهرين تغني بابل
ونصب الشريعة المسماري
يهتف من المرقد الباريسي
يعولم النص ويعلن بداية التاريخ
الم أخبركم أن الشارع يمتد في شريان العمود..
08-أيار-2021
07-آب-2009 | |
28-آذار-2009 | |
06-آذار-2009 | |
01-آذار-2009 | |
09-أيلول-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |