جـِنـسـيّـة الزعران
2008-07-26
هُنا زاويةُ الحارة تَفْتَحُ مذكّرةَ بَحْثٍ عَنْ صَوتي
المحبوس بَيْنَ فَكيّ قِطٍّ يُخرمشُ أكياسَ الزّبالة
باحثاً عَنْ أشلاءِ طُفُوْلَتي المُخدّرة حتّى الأَبَدْ
ها أُطِلْقُ شَعْريَ طويلاً كأنشتين
لكن لا أعرفُ شيئا ً عن النّظريّة النسبيّة
مُختبَرَاتي ( كرُوزْ ) دُخّانْ مُهرّب تَحْتَ الثّيَاْبِ،
اخلِطُهُ مع سائقي السيّاراتْ العابرينْ من كُلّ ألوانِ النّاس،
استِرَاْحَتي الوحيّدة هِيَ سندُ إشَارةَ المرور الخضراء
وعندما يلتزم النّاس مُكْرَهينَ بالإشارةِ الحمراء
ربّما أخسرُ عُلبةَ سجائرٍ من أولادي ..
بعد قليل سأهرب من دوريّات الشرطة ،
سأخلد قرب المقبرة حيث مخزن أسراري
بيت مهجور .. فئران .. وقطط كئيبة..
مكاني أنا الطّفلُ الأنيقْ الذي يبتسم لله كثيرا ً ..
لستُ ابن عائلة عريقة ،
أبي لم يكن يمتلك كلبا ً فاخرا ً إنما سيّارة موديل بوندياك 56
باعها لأنّها ليست حضاريّة ولا تُنَاسبْ عَصِمَتَنَا عام 2002
أبدا ً لست ُ مُحتَرماً وجمِيعُنا في هذه الأحياء العشوائية
نشبه الخردة أو ما تخلّفهُ
بلدوزر تتسلّى بمناطق المخالفات ..
أنا عابرٌ في هذه الدنيا لست لها ولا هي لي ،
أنا المطمور هنا برذاذ التخلف ،
أبصق بين كفي و أشد حبل الأمل خطوة نحو الذاكرة
وخطوةً ألفّهُ حول عنق زجاجة البيرة
المتدليّة من سقف غرفتي حتى فوق السرير تنقّط
ثمالة ً من الوحدة .. ولا تشاهد طوال النهار سوى
هذه الجدران المليئة بصور لمشاهير عاريات إلا قليلا ً
تصفّر لجسدي الطافح بندبات الملل
صورة ٌ هي نفسيتي لكلّ الناس
الجميع يولدون عراة و زعران ثُمّ يتصنّعون بما لا يُشبههم
لكنّهُ يرضي الآخرين ..
جرمانا 2008- 6 - 24
عمرالشيخ
08-أيار-2021
23-كانون الثاني-2021 | |
28-آذار-2020 | |
28-آذار-2020 | |
02-شباط-2019 | |
رواية «لولو» لعبير اسبر في طبعة ثانية شهية السرد بتكنيك سينمائي |
06-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |