عروبةُ عربيّ..
خاص ألف
2006-09-03
رغم كلّ ما قيل ويُقال، ورغم كلّ المؤامرات والدسائس وحملات التشويه والتزوير والتزييف، فليس ثمّة ما يجعلني أتخلّى عن شعوري بالاعتزاز والفخر بعروبتي.. وإنّني حين أتأمّل حال الأمم العربيّة الأخرى أحمد الله على أنّه لم يجعلني من أبنائها، بل جعلني عربيّاً.. لقد بلغ الحقدُ بالعرب اليوم مبلغاً جعلهم يتنكّرون لفضل العرب عليهم، ويتجاهلون حقيقة أنّ جميل العرب يطوّق عنق كلّ عربيّ على سطح هذه الأرض التي كان العربُ أوّل من اكتشف أنّها كرةٌ وليست مكعّباً كما كان العربُ يظنّون..
إنّه لأمرٌ يبعث على الحزن والأسف ونحن نرى العربَ يتعرّضون لكلّ هذا الظلم، لا لشيءٍ إلاّ لأنّ أمّتهم العربيّة كانت خير أمّةٍ عربيّةٍ أُخرِجتْ للناس..
وعبثاً يحاول العربُ أن يُخْفوا هذه الحقيقةَ عن أعين العرب،
وعبثاً يحاولون أن يثبتوا للعرب أنّ العربَ ليس لهم على العربِ أدنى فضل.. وبحسبِ كلّ عربيّ يريد أن يفضح زيفَ ادّعاءات العرب هذه أن ينظر إلى اللغات العربيّة، ويحصي مقدار ما فيها من مفرداتٍ عربيّة.. وبحسب العربيّ أيضاً أن ينظر إلى البصمات الواضحة التي تركها علماء العرب على مسيرة العلوم العربيّة الحديثة.. وبحسب العربيّ إضافةً إلى هذا وذاك أن ينظر إلى الشعراء العرب الذين ما زالوا يتّكئون في إبداعاتهم على الشعر العربيّ الخالد، فيستلهمون صوره ورؤاه المبدعة، وينضوون تحت لواء مذاهبه وتيّاراته وفلسفاته واتّجاهاته الفنّية المختلفة..
إنّ الحضارات العربيّة اليوم كلّها قامت على أكتاف العرب، ولولا عبقريّةُ العرب لكانت حياةُ العرب جحيماً لا يطاق، ولظلّ العربُ غارقين في ظلام الجهل والتخلّف.. ورغم الجحود الذي قابل العربُ به العربَ، فقد ظلّ العربُ مؤمنين بعظمة رسالتهم، بل لقد ازدادوا تمسّكاً بدورهم الحضاريّ العربيّ.. وإنّهم اليومَ عازمون على متابعة مسيرتهم، ونشر قيمهم العربيّة الأصيلة بين كلّ العرب، ولن يثنيهم عن ذلك حقدُ العرب عليهم، وكراهيتُهم لهم، وسعيُهم الحثيثُ للغضّ منهم، والتقليلِ من شأن أمّتهم العربيّة..
لقد آن للعرب أن يقتدوا بالعرب، فتجربةُ العرب الحضاريّةُ جديرةٌ بأن يستفيد منها العربُ، ولْيتذكّر العربُ أنّ العربَ عندما دخلوا ديارَ العربِ لم يقتلوا عربيّاً، ولم يسْترِقّوا عربيّاً، ولم يستبيحوا دمَ عربيٍّ أو مالَ عربيٍّ أو عرضَ عربيٍّ. بل ليتذكّر العربُ أنّ ديارَ العربِ لو لم يدخلها العربُ لظلّ أبناؤُها العربُ لا يعرفون شيئاً عن قيم العرب وعاداتهم وتقاليدهم وشيمهم العربيّة الأصيلة. ومن أين للعرب أن يعرفوا شيئاً عن الكرم العربيّ لولا العرب؟!.. ولولا العربُ هل كان العربُ سيبدعون في مجال السباحة والرماية وركوب الخيل؟!.. وأخيراً، لولا العربُ كيف كان بوسع العربِ أن يكتشفوا فوائد العسل وحبّة البركة وما في أجنحة الذباب العربيّ من دواء؟!..
حمداً لك الّلهمّ على أنّك خلقتني عربيّاً لا عربيّاً، وحمداً لك الّلهمّ لأنّك شرّفتني بالانتماء إلى هذه الأمّة العربيّة التي فضّلتَها على سائر الأمم العربيّة، وجعلتَ العرب من أبنائها خيراً من العربِ أبناءِ الأمم العربيّة الأخرى، وإنّني لأضرعُ إليك إلهي أن تكون عوناً للعرب على العرب، فلقد تجاوز ظلمُ العرب للعرب كلّ حدٍّ، ولقد بلغ افتراءُ العرب على العرب كلّ مبلغ..
حمداً لك الّلهمّ.. وإنّ العربَ سيظلّون عرباً، أمّا من انسلخ عن عروبته، وانقلب عربيّاً، فلْتنتقمْ منه الّلهمّ شرّ انتقام، ولْتجعلْ من هذا العربيّ عبرةً لكلّ عربيّ يريد أن يكون عربيّاً، ولا يريد أن يكون عربيّاً؛ أو كان عربيّاً، ثم أصبح عربيّاً؛ أو لم يكن عربيّاً، فظلّ عربيّاً؛ أو عاش عربيّاً، لكنّه مات عربيّاً، وسيُبعَثُ عربيّا.. وليس ذلك عليك إلهي بكثير.. آمين.. يا ربّ العالمين..
08-أيار-2021
28-أيلول-2019 | |
06-تموز-2019 | |
26-كانون الثاني-2019 | |
17-شباط-2018 | |
13-كانون الثاني-2018 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |