(( الرجلُ.. بحرٌ وعطاءٌ بلا حدود، يخفي غموضه تحت زرقة ذاكرته الذاخرة.. الرجلُ .. بحرٌ عميق هادئ، قد لا ينبئ عما بداخله من ثوران وغضب.. والبحرُ مثل رجل ماكر يكثر الغدر بأولئك المساكين، الذين ركبوا أمواجه مغامرين وهم ينشرون أشرعة للحب والريح..والبحر مزاجه متقلب، فيغدو بحراً مخلصاً ودوداً لأسماك السلمون العائدة عكس تياره، والرجل يحمل ذاكرته، أما المدينة، غالباً ما تتنكر في أثواب النساء، وليل المدينة ينبئ عن أي امرأة تتخفى تحت وشاحه، كاشفاً أسرارها الغامضة مبرزاً مفاتنها وغوايتها، والمدن المتحفظة امرأة تداري خجلها بالصمت ، لكن أجمل المدن تلك التي عشقت البحر .. فأنزلت أقدامها تغوص على شواطئه.. وتلهو على رماله.
مدن تهوى رائحة البحر.. وامرأة تتعطر برائحة رجل..))
وكأنني وجدت هذا الرأي الذي كتبته بطلة روايتي الهجرة على مدار الحمل(زينة) عندما مرت بتجارب عديدة في الحياة .
وجدت نفسي اليوم اتبنى رأيها(زينة)امرأة تشبهني كثيرا، ولكن أريد أن اضيف أن الرجل في المجتمع العربي ليس نسخة مكررة لكل الرجال، أقول ذلك ، لأن القدر جعلني امرأة مبدعة عاشت تجاربها الاولى في دمشق ثم انتقلت الى ليبيا موطن جدي ، لي أخوال من لبنان بمعنى نصفي مشرقي ونصفي الاخر من المغرب العربي، ولهذا وجدت أن الانسان امرأة أو رجل هو ابن بيئته وأن المجتمعات العربية لكل منها خصوصية، ويلعب الاقتصاد دور هام في تميز الفرد واكتسابه عقلية مختلفة ، بين قطر وأخر .
ولن أنسى البيئة الاجتماعية المختلفة نتيجة الحضارات و الجغرافيا التي لها دور في السلوك الانساني
مثلا أجد أن الرجل في المشرق العربي في الغالب يتميز بعقلية منفتحة وثقة كبيرة بالأخر(المرأة) يتعامل مع المرأة بعقلانية وندية أكثر من الرجل في المغرب العربي وتحديدا في ليبيا، وهنا اجد الرجل أكثر اتقدا في العاطفة وكرما في حماية المرأة ولعب دور سي السيد حتى مع الزميلات في العمل والصديقات (اذا امنا بوجود صداقة في مفهومها الواسع) .
ايضا التغيرات التي طرأت على واقعنا ودخول المرأة سوق العمل بشكل ملحوظ، اضافة لما أعطاه القانون من حقوق مما جعل العلاقة بين المرأة والرجل تتغير، وبسرعة ملحوظة ، احيانا ليس للأحسن، بل الأسوء، لن أظلم الرجل ، وأنما الظروف التي تجعله يفقد ثقته بعقل المرأة وحسن تدبر أمورها يقع في الغالب على الجنسين، لانهما شريكان في صنع معايير جديديدة تتناسب مع التغيرات .