رسالة اعتذار
2007-02-13
خاص ألف
عزيزي الاستاذ سحبان
الف مساء الخير
تركت كل شيء بين يدي و جلست لأكتب كلمة عن الحب ..
صحيح ان قرار الكتابة لا يكون بمرسوم او بكبسة زر و لكن الموضوع رحب و يمكن الغوص فيه و الكتابة عنه الى ما شاء الله .
و لان العيد اسمه " فالنتاين " و هو جديد علينا نسبيا ..فقد قررت ان ادخل الى الانترنيت قليلا فاقرأ كيف بدأ كل شيىء و من هذا فالنتاين و ما هي الحكاية التي تقف وراء هذا العيد .
و يا ريتني لم افعل ...فلقد قرأت بدلا عن ذلك فتاوي المتشددين في تحريم الاحتفال
بأعياد " الكفار " و المشركين و كل ما يخطر و لا يخطر على بالك من توصيف و نعوت ...
هذه الفتاوي لحدتها و شدتها جعلت قلبي يخفق و أحسست أن هناك سيفا مسلطا على رقبتي .. لقد هالتني كمية الحقد و الكراهية التي كتبت بها هذه الفتاوي .
فلو كان التحريم لعيد ميلاد المسيح لكنت فهمت وقلت لعل و عسى و لكنه عيد عن " معنى الحب " ...
تذكرت ابن الفارض و قصائد ابي نواس و الحلاج و تراث طويل عريض من الجنس العربي المثقل بالتفاصيل العجيبة الغريبة ..
بكل صراحة " انسدت نفسي " و اسقط من يدي و خفت .. نعم خفت لدرجة انقطع نفسي و احسست ان هناك احد ما وراء الباب سياتي لقطع رقبتي فقط لان هناك زهور حمراء في البيجاما التي البسها من دون قصد و من دون حتى التفكير في الاحتفال بهذا العيد ...
في النهاية هذه فتاوي تحرم " المعنى " فقط لان مصدره ليس النصوص المدونة و الشرعية ...
يا اخي ...اذا كنا نرفض ان نقيم عيدا للحب - كائنا من كان واضعه و محلله ، اليس في النهاية احتفالا بمعنى جميل - اذا لماذا ساكتب كلمة عنه و لمن ستقرأ مزاميز الحب التي ساكتبها ...!!!
في النهاية سوف لن اقف امام صورة قديس لاقيم صلاة خاصة للحب و اقرا نصا مكتوبا منزلا عنه ...! و لست اعرف شعائر بعينها تمارس في ذلك الـ 14 شباط ..و لا اعرف اصلا من هو هذا الفلانتاين ..و من اين اتى كل هذا العيد ..و لكني من دون شك اسعد حينما اعرف ان هناك عيدا لمعنى ما جميل ..!
لكن الاحتفال به ياتي بشكل تلقائي و كل يوم و ذلك ...
حين المح امي تضع يدها على كتف والدي المتعب و تدلكه ..
حين يتبادل جيران البناية اطباق الطعام " من على الابواب " ..وكلمات " صحتين ... و مأكول الهنا ... و بالعافية .." تتطاير من هنا و هناك ..
و حين ارى زوج اختي يلعب باطراف شعرها بينما هي تهدهد ابنهما الوليد ..
و حين يركض شاب موفور الصحة الى سيدة " تفركشت " و يعينها على النهوض
و حين تنقط قطرات صغيرة على راسي من شرفة احد المنازل التي سقيت شقوف الزرع فيها للتو
وحين اسمع " تلطيشة " لطيفة من احد الشبان في صباح ذاك النهار الذي خرجت فيه من البيت و ثقتي بنفسي ليست على ما يرام ..
و حين أرى جدي ابن التسعين عام مازال قادرا على ان " يغلب " كل شباب الحي بطاولة الزهر ..و يفقع هذه الضحكة الطفولية فرحا بالانتصار ..
و حين يتصل صديق ، اعتبرته في حكم المنسي ، فجأة ليقول لي انه اشتاق لي و انه تذكرني فجأة بعد ان راى حلقة مذهلة من " بيت صغير في البراري " ..
وحين افتح عيني كل صباح فادرك فجاة ان عجائب الدنيا السبع هي في الحقيقة السمع و الشم و النطق و اللمس و النظر و القدرة على الحب و القدرة على المسامحة ..
و حين لا تخونني الذاكرة و اتذكر اسم صديقة لي من أيام الدراسة التقيت فيها صدفة في الطريق ..
و حين اشعر بهذه النجوم السحرية المتلألئة في غرفتي كلما انتهيت من الصلاة ...
فاذا كانت الفتاوي تريد ان تحرم الاحتفال بكل هذا ..اذا ...اي مستقبل نحن منتظرون !
صديقي العزيز سحبان .. من اجل كل هذا .. اعتذر عن كتابة نص صغير عن الحب ...
هل تقبل هذا في يوم آخر غير 14 شباط !! ؟
..اخاف و الله ان تطالني شي فتوة انا و النص ...
محبتي الدائمة
08-أيار-2021
07-كانون الأول-2007 | |
04-أيلول-2007 | |
13-أيار-2007 | |
01-نيسان-2007 | |
13-شباط-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |