أشْـياءُ الزَّيزفون
2008-08-27
أسـتوطنُ ثيابي/ نزيفاً في الأمكنة
أتلاشَـى في اسْـتطالاتِ المآذنِ تيهاً
وأغيبُ
بين أرصفةٍ مكتظّةٍ بالشُّّـحوبِ
وبين مشـانق تتدلّى منها كآبةُ الحيطان.....
تلكَ ثِيابي مسكونة بالرّحيلِ وغيبوبةِ الفصولِ/
/ فصولٌ نُرتِّبها فلا يَهتدي إليها الزمانُ ولا نحنُ نَهتدي/
في حاراتِنا، تَزاوجَ الليلُ وخبثُ النهاراتِ
هذا جِلديَ/ مَنشـورٌ على سِـياجٍ ليسَ لنا
وهذا دَمي يُغادرني دونَما اتّجاهٍ
وهذهِ روحيَ تَطفو على سَـطحِ الليل مَفرِقاً للانتظار/
لانتظارِ ما ليسَ لأحد
بِصمتٍ تَسْـتقبلُ الأنواءَ
تُكابدُ أو تَسْـتولدُ الجلَد
نحنُ
غريبونَ على المَطر
كأننا أشـياءُ لا أشـيائِنا/
أغراباً نغيبُ في نَواصِينا
نملأُ الأزقّةَ رائحينَ وغادينَ ذاهلينَ
ننامُ في أحضانِ زوجاتِنا ذاهلينَ
نَتعرَّفُ على شـيخوختِنا ذاهلينَ
ونشِـربُ قهوتَنا كلَّ صباحٍ ذاهلينَ
نأكلُ نشـربُ نَخرجُ نرجِعُ - لا ندري من أينَ - ذاهلين
نَسْـمعُ الأخبارَ أو نَروي ما نَظنُّ موجودينَ غائبينَ
هنا أو هناكَ ذاهلين
ذاهلينَ بانتظارِ ما يكونُ لنا.... وهْوَ لنا
...........
خَرَجتُ أتصفّحُ الزّمانَ وما تَبقَّى على المكانِ
بَشَـرٌ كالنُّعاسِ
آلاتٌ تُهرولُ وحيطانُ بلا سُـقوفٍ
فرغَتْ في مدينَتي من بيوتِها البيوت
آلاتٌ تهرولُ وحيطان
بشـرٌ
بياضُهمُ يَطغى/
والسّـماءُ لا تَرى/
سَـوادٌ كثيفٌ يحجُبُها..... أيُّ سَـوَاد!.....
أثقلني تلوُّثُ الوقتِ والذهولُ بالذهولِ/
لم أرَ السَّـماءَ، واسْـتنكَرَتْ دَهشَـتي التّشَـوُّهاتُ والفاجعة
عُدتُ
لأسْـقطَ في البيتِ وحدي
لأشْـهدَ - وحدي - على مفاصِلي:
إرَباً إرَبا.....
ألومُني: أنا الكاذبُ السَّـكرانُ/ وحدي
أطلُّ من النافذةِ فلا أرى سِـوى سَـجعِ الآلهةِ
والمنتظرينَ المخدوعينَ
وما رأيتُ كُتبَاً بغيرِ اليمينِ...
تدلّى في جسـدي ما يُشْـبهُ الرُّعبَ الأخيرَ الأخير:
خِفتُ أنْ/
هوَ كذلك:
سَـقَطَ البيتُ منَ النافذة....
وأنا،
كما في المرآةِ:
أقفُ بلا سَـقْفٍ
كأنّني مهيّأٌ للسُّـقوطِ من ذاكرتي....
ما أبعدَ النومَ عن ليلِنا الفسِـيحِ
ما أبعدَ الليلَ عن ليلنا/
مثل النهارِ عن وضَحِ النهارِ غائبونَ فينا/
زيزفوناً لا يُمطرُ زيزفونا.....
لكنْ سَـيأتي/ تأكّدوا سَـيأتي
- هو طوفانٌ/ غيرَ طوفانِ الأسـاطيرِ والنَّبيينَ الجُدُد -
طوفانُ الشّـمسِ التي لها ظلُّ أمّي
ولها طعمُ الحليبِ باباً/
يُدلي إلى البداياتِ في مواسِـمِها
مُعيداً البيوتَ إلى مدينتي
فضاءاتٍ تُطلُّ على الفضاءِ
زيزفوناً يُمطرُ زيزفونا....
ـــــ 4/8/2008 فوزي غزلان.
08-أيار-2021
01-تشرين الأول-2021 | |
15-أيار-2021 | |
01-أيار-2021 | |
17-نيسان-2021 | |
10-نيسان-2021 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |