... «الهاتف الجاسوس» يفاخر بإعلاناته رقمياً ويزيد خطر جرائم الشرف عربياً
2008-09-02
سيدتي: هدية عيد مولدك من شريكك هاتف خليوي من نوع «سامسونغ» Samsung أو «بلاك بيري» Blackberry أو «نوكيا» Nokia أو «أل جي» LG؟ إذاً انتبهي قبل أن تفرحي.
سيدي: فاجأتك شريكتك بهاتف نقّال، من دون مناسبة، تأكد من نوعه. واحذر قبل أن تشعر بالامتنان لها.
سيداتي وسادتي، احذروا وانتبهوا. فقد بات بإمكان 43 نوعاً من خليويات «نوكيا»، و6 من «سامسونغ»، و 4 من «بلاك بيري» واثنين من «أل جي»، أن تتجسس على حياتكم الخاصة.
إعلان البرنامج الجاسوس
يومض مِجهر في أسفل إعلان يمرّ تكراراً على بعض المواقع الالكترونية لصحف محلية لبنانية أخيراً، ليؤكّد أنه «بات باستطاعتك اكتشاف خيانة الشريك بنفسك مع «الهاتف الجاسوس».
وما أن تنقر على أيقونة المجهر، حتى تنفتح أمامك صفحة موقع إلكتروني يدعى «انسباكتور أكس أكس» Inspector XX (وترجمتها «التحري إكس إكس»). وينتقل المجهر إلى يدي مجسم أزرق اللون، يمعن النظر من خلال العدسة، بهدف كشف «المستور».
يزوّد هذا الموقع زائره بعنوان بريد الكتروني ورقم هاتف يمكن الاتصال به من الساعة الثانية عشرة ظهراً حتى السادسة مساء، من يوم الاثنين إلى يوم الجمعة. ويجيب شاب خلوق، على المتصل. ويشرح كيفية عمل هذا البرنامج بإسهاب، من دون أي ملل، مجيباً على جميع تساؤلات سيدة تبغي التجسس على زوجها. وإذا كانت ملمّة إلى حدٍّ ما بالتكنولوجيا، فيمكنه أن يزوّدها بالخطوات التي تعطيها القدرة على زرع هذا البرنامج في الهاتف النقّال لزوجها، أو في خليوي جديد يحمل مواصفات الهواتف التي «تتآلف» مع برنامج «انسباكتور أكس أكس». وإذا شاءت، فإن أحد مندوبي «التحري إكس إكس»، يمكنه زيارتها والقيام بالمهمة عنها.
والأهم من كل ذلك أن السيدة لن تحتاج لأكثر من ثلاثة أيام (أو شهر على أبعد تقدير، إذا كانت العشيقة خارج البلاد)، لاكتشاف خيانة شريكها، بحسب المتكلم من الجهة الأخرى.
ولا يمكن لأي كان مقاضاتها لأنه لا يمكن لأي أحد اكتشاف أن «التحري إكس إكس»، مزروع في هذا الهاتف أو ذاك إلاّ باعترافها، أو باعتراف أحد أفراد «الشركة» التي تبيع البرنامج. ولكن الشاب يؤكّّّد أن العمل الذي يقومون به سري للغاية، وأن السيدة ليست بحاجة إلى الكشف عن اسمها أو عنوانها، ويمكنهم لقاؤها في أي مكان، لا سيما أن تحميل البرنامج على الهاتف لا يحتاج أكثر من خمس دقائق.
يُحَمّل برنامج «التحري أكس أكس»، مباشرة على الهاتف المنوي مراقبته. وكما يدل اسمه فإن البرنامج يقوم بعمل التحري بكل أمانة. فيلتقط كل المعلومات المُراد رصدها، كالرسائل القصيرة، سجل الاتصالات، أو البريد الإلكتروني، ويرسل هذه المعلومات إلى حساب إلكتروني خاص، بـ «المُتَجَسّس»، ما يمكنه من الإطلاع عليها من أي حاسوب.
إلاّ أن برنامج «التحري أكس أكس»، يمكنه أن يقدّم خدمات أكثر تطوراً وحيوية ومباشرة، عبر خدمة تسمى «الاتصال الجاسوس». وتمكن هذه الخدمة من الاستماع في شكل خفي إلى محيط الهاتف «المستهدف»، وذلك عبر إجراء اتصال من رقم معرّف سابقاً على الهاتف «المُصاب» ببرنامج «انسباكتور أكس أكس». يستطيع الاتصال بـ «الجاسوس»، الذي يُشار إليه تقنياً باسم «سباي كول» spy call، التنصّت على أي مكالمة تدور، وكأنه في إطار «مؤتمر عبر الهاتف» Conference Call. ولا تصل الشخص المُراقّب إشارة إلى صدور هذا الاتصال من هاتفه.
يقّدّم برنامج «انسباكتور أكس أكس» 3 أنواع من الخدمات، مع ملاحظة أن لكل خدمة هواتفها الخاصة، لأنها تتطلب مميزات خاصة في الهاتف لكي تعمل على أكمل وجه. يُعرف النوع الأول من الخدمات التي يقدّمها «انسباكتور أكس أكس» بـ «إكس بي» XP. ويخوّل مستخدمها الاستماع إلى المكالمات الجارية من الهاتف «المُسْتَهدف» بعملية التجسّس، واعتراض الاتصالات التي ترد إليه، وقراءة رسائل الـ «أس أم أس»، والاستماع إلى محيط الهاتف وتحديد موقعه بواسطة الأقمار الاصطناعية.
وبحسب الموقع الإلكتروني لـ «التحري إكس إكس»، فإن هذه الخدمة غير قابلة للكشف، وسعرها830 دولاراً في السنة.
وتدعى الخدمة الثانية «إكس أم» XM وكلفتها 670 دولاراً أميركياً سنوياً. وتتضمن المهمات السابقة، ولكنها لا تشمل الاستماع المباشر على المكالمات أو اعتراضها. وتتطلب هاتان الخدمتان أن يتوافر لدى الهاتف المُسْتَهدف اتصال بالإنترنت عبر شبكة من الجيل الثالث للخليوي، مثل «جي بي آر أس» GPRS، وكذلك خدمة الـ «مؤتمر عبر الهاتف». وقد حاول مخترعو برنامج «انسباكتور أكس أكس» استدراك بعض العقبات التي قد يخّلفها عدم توافر الإنترنت على الهاتف، فصنعوا خدمة ثالثة تحمل اسم «أكس بي أس أم أس» XP SMS. وتشمل وظائف خدمة «أكس بي»، لكن من غير المستطاع تحميل البرنامج على حاسوب المشتري ثم نسخه على الهاتف المُسْتَهدّف. ولذا لا يحتاج المستخدم إلى اتصال إنترنت، في هذه الخدمة التي تتضمن إرسال المعلومات التي يجمعها برنامج التجسّس مباشرة إلى «المُراقِب» عبر رسائل خليوية. وكذلك لا تحتاج إلى اتصال الخليوي مع الإنترنت. وسعرها 830 دولاراً أميركياً سنوياً.
انكشاف الحياة الخاصة
في تفاصيل الكلام عن برنامج التحري «انسباكتور أكس أكس»، يعلن القيمون على موقعه الإلكتروني أنه يساعد في كشف الشريك المخادع، حماية الأولاد، مراقبة حادقي الأطفال، وكشف الموظفين الجواسيس وغيرها. إذاً يكفي أن يستغني شخص ما عن 830 دولاراً على الأكثر، كي يتحوّل «مُتطفلاً» على الآخرين. ويلفت أن الترويج لـ «انسباكتور أكس أكس» يركّز على اكتشاف الشريك «الخائن»، بحسب تأكيد سامر المسؤول الترويجي للبرنامج، الذي يعيد الشرح الوافي الذي قدّمه للسيدة «الزبونة»، مع يقينه بأنها تسعى وراء سبق صحافي.
ويشير سامر إلى أن «مخترع» البرنامج هو مهندس في مجال ما، مؤكداً «أن المخترع يُحب أن يبقى اسمه طيّ الكتمان»، وأن الهدف من وراء هذا المشروع هو تقديم خدمة جديدة للزبائن. ويعتبر سامر أن من يريد اكتشاف خيانة شريكه يمكنه ذلك بأساليب متعددة، إلاّ أن «انسباكتور أكس أكس» يساعده على كسب الوقت. ويشير إلى عدم رغبته بالتحدّث إلى الإعلام لأن ذلك قد يثير «شوشرة» لا يحتاجها البرنامج. إذ «تكمن أهمية هذا البرنامج في سريته».
وقد تؤدي إثارة النقاش إلى «تنبّه هذا الشريك أو ذاك إلى احتمال أن يكون مراقباً وبالتالي يفقد البرنامج فعاليته». ويعتبر أيضاً أن طريقة الإعلان عن البرنامج تساعد في المحافظة على خصوصيته، على رغم أنها تستعمل المواقع الإلكترونية المعروفة، «لأن الإعلان لا يلفت إلاّ من يهمّه أمر اكتشاف خيانة شريكه، أمّا من لا يهمّه الأمر فإنه لن يكلّف نفسه عناء الاطلاع عليه».
ويشير سامر إلى الفارق بين الجنسين في طالبي برنامج «التحري إكس إكس»: الذكور غالباً ما يتصلون بهدف شراء الخدمة ويثنون على الاختراع وأهميته، في وقت أن بعض السيدات يتصل من أجل أن «لومنا على الترويج لمثل هذا البرنامج». ويتساءل: «إن كانت امرأة لا تخفي شيئاً فلم تخاف من هذا الأمر؟».
الجواب على هذا السؤال يختلف من فرد إلى آخر. ويؤكّد النائب ميشال موسى رئيس لجنة حقوق الإنسان في البرلمان اللبناني، أن الدستور يحمي حرية ال
08-أيار-2021
19-أيلول-2020 | |
... «الهاتف الجاسوس» يفاخر بإعلاناته رقمياً ويزيد خطر جرائم الشرف عربياً |
02-أيلول-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |