المحجّبات ... على الشاشة الصغيرة !
2006-10-16
خاص ألف
شركات إنتاجية تعمل لغايات تبشيرية ودعائية وكسب اعلامي وديني لجهات معينة.
تثير عودة نجمات السينما والتلفزيون المحجبات الى الشاشة الصغيرة في رمضان بالحجاب والملابس الاسلامية الكثير من التساؤلات والاستنكار "غير المعلن" أحياناً بين الكثير من الناس في البلاد العربية. إذ عادة ما يُنظر الى هؤلاء الفنانات على انهنّ "تائبات" أصلاً عن الظهور على الشاشة، صغيرتها وكبيرتها، تائبات عن التمثيل والفنّ عامةً ... والحجاب – في نظر هؤلاء الناس – هو نهاية المشوار بالنسبة لهؤلاء الفنانات، انه انتظار وتهيئة للآخرة الصالحة.
لكن أخبار وصور الفنانات سهير رمزي، عبير صبري، سهير البابلي، حنان الترك، صابرين التي تملأ الصحف والمجلات والقنوات الفضائية وهن عائدات الى العمل في مسلسلات تلفزيونية رمضانية كانت أقوى من أن يحتملها او يفهمها البعض، من الذين ينظرون الى عالم التلفزيون باعتباره عالم الخيلاء والاستعراض الدنيوي الفارغ و"الفساد" أيضاً. ويترسّخ في الأذهان أحياناً ... ان هؤلاء الفنانات الجميلات – اللواتي اشتهرت بجرأتهن في السابق – لم يستطعن مقاومة الحنين الى الأضواء والشهرة والمال.
والحقيقة، انه هناك عشرات الملايين من المسلمين ما زالت لديهم صعوبات شرعية ونفسية في هضم الفنون الأدائية على السينما والتلفزيون والمسرح، وعلى الأخص، مشاركة المرأة فيها وظهورها العلني. وهم في هذا الموقف ليسوا منفردين، فهناك الملايين من المسيحيين أيضاً في العالم العربي (في مصر على الأخص)، والعالم الغربي ( في أمريكا على الأقل) ... يقفون نفس الموقف "الشكّاك" من هذه الفنون، وعلى الأخص في السينما والتلفزيون. إذ تقوم في الأذهان (العربية على الخصوص) مقاربات ومقارنات غريبة أحياناً بين الراهبة والمرأة المحجبة، لدى الملايين من المسلمين والمسيحيين، على أسس اللباس وحده او غطاء الرأس والشعر او التديّن المفترض .... وكل ذلك عائد بالطبع الى نظرة تقليدية تجاه الراهبة والمرأة المسلمة المحجبة أيضاً. كما ان الملايين من "العلمانيين" في العالم العربي أيضاً ينظرون بريبة وتشكّك نحو هؤلاء الفنانات وعودتهن للعمل ... باعتباره أسلوب للتبشير والدعوة الدينية وكسب المال والشهرة في ذات الوقت!
في أمريكا هناك العشرات من المحطات التلفزيونية والاذاعية المكّرسة لنشر التعاليم المسيحية، وتبث برامجاً حوارية ودرامية وموسيقى وأغاني تبشر بالمسيحية وتدعو اليها بين الذين تركوها او أهملوها... او على الأقل تدعو الى الالتزام بالأخلاق والقيم الدينية داخل المجتمع الأمريكي، من دون ان تشكّل استفزاز او اتهام لأحد. ونلاحظ حالياً ظهور محطات اسلامية متخصصة شبيهة بهذه المحطات الأمريكية في العالم العربي، خصوصاً في دول الخليج العربي، وهي تقتصر على البرامج والحوارية والندوات الدينية المباشرة. لكن عودة الفنانات المحجبات الى العمل التلفزيوني الدرامي الشائع، هي محاولة أولى لتجسير الفجوة بين عمل المحطات "الدينية" المتخصصة وعمل المحطات "العلمانية" للوصول الى أوسع الجماهير .... من دون ان تكون خلفهن أية دعوة سياسية، او ادانة واتهام للآخرين ... او تحريض ضد الآخرين من أي نوع.
ويسود اعتقاد بين البعض ( سواء كانوا متدينين او علمانيين)، ان هؤلاء الفنانات ربما يحاولن القيام بالتغيير من الداخل، أي تغيير شروط العمل ومظاهره داخل المؤسسات التلفزيونية، من دون ان يثرن الاعتراض والريبة والشكوك ... بحيث يقترب العمل التلفزيوني من صورة مثالية او أخلاقية. ان هذا التفسير الأخير، قد يهدئ من غضب البعض ... وقد يثير غضب البعض الآخر. لكني اعتقد، ان صورة المرأة المسلمة التقليدية التي تغيرت، وتغير دورها حتى بعد ارتدائها الحجاب ... هو الذي يقلق هذا البعض فعلياً.
08-أيار-2021
03-تشرين الثاني-2006 | |
16-تشرين الأول-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |