خارج التغطية / فيلم عبد اللطيف عبد الحميد.. الخطأ والخطيئة
2007-11-13
لا أعتقد أن عبد اللطيف عبد الحميد كان يقصد أن يصنع فيلما بهذه القسوة أو هذه التركيبية ، فمطبخ عبد اللطيف الداخلي لا تتوفر فيه هذه المواد ، فالبساطة والرحابة والروح الحلوة هي مفاتيح الأفلمة عنده متضمنة الجرأة كحق طبيعي للأبداع ، ربما كان كذلك فيلمه الجديد (خارج التغطية) وربما كان أكثر .
عامر وزهير صديقان حميمان يدخل زهير السجن الذي يلمح الفيلم أنه سياسي تاركا اسرته المؤلفة من زوجة وابنة في رعاية صديقه عامر الذي يتفانى في البذل والعطاء لهذه الاسرة (الأمانة) لدرجة انه يعمل ليل نهار من أجل تدبير مصاريف منزله ومنزل صديقه الذي يتوجب (دراميا على الاقل) أن يكون مظلوما بطريقة ما أوبكافة الطرق ..هذا الظلم الذي يقود الى انواع أخرى من الظلم ، يقع على اطراف لاليس لها علاقة بالموضوع ، فالمرأة المتروكة ، أو الابنة المتشوقة لرؤية والدها ، غيرة الزوجة المكبوتة التي تضطر لمقاسمة زوجها امرأة اخرى بداعي الواجب والنبل والتكاتف الاجتماعي .. حلقة ليست بسيطة يفترضها أو يقترحها عبد الطيف علينا ، لنكتشف انها دومينوتتشارك احجاره بالسقوط المتوالي كحصيلة منطقية وغير منصفة لعطب وقع في مكان ما من المجتمع حيث لا يجرؤ أحد عن اعلان معرفته وليس فقط مسؤليته عن هذا العطب . لينتجهذا الاقتراح سؤالا وجوديا عن الحد الفاصل بين الخطأ والخطيئة.
هذه المرأة المتروكة والتي يعاملها عامر ولمدة عشر سنوات تفكك خلالها رباطه الزوجي لسبب قد يتعلق بها وقد لا ، يعاملها بمنتهى الحنان والرجولة والمسؤولية ، حيث يبدو من شدة تلبيته وتسديده لحاجات منزلها الحياتية المنوعة وكأنه منذور لها ورقيب عليها ايضا .. انه رجلها بالمعنى العملي للكلمة ولكن مع وقف تفيذ المعنى الحقيقي لها فخط الصداقة الذي يجمعه بزوجها بالاضافة الى الايمان ببرائته أو بكلمة اخرى مشاركته تلك البراءة تجعل المسألة دون جواب منصف للجميع ..انه مأزق وجودي حشر فيه عبد اللطيف شخصياته وجمهوره ايضافالى أين المفر .
انه ليس سؤالا عابرا فعامر يتحلى بكل مواصفات الرجل الكامل بالنسبة الى وضع زوجة صديقه ، وهي تتحلى بكل مواصفات الجسد الطبيعية ومتطلباته هذا اذا استبعدنا الرضا او الوله او حتى التوحد في هذا الرجل الشهم الذي لم يتركها في هذه الملمة حتى في أدق التفاصيل . فينفجر الحب مرتبكا غائما ومرذولا ولا يمكن تفادية ..انه حب مكتمل الاركان لكنه أعرج ليس بالاحساس بالذنب فقط وانما بالسيرورة المتناقضة للصدق والبراءة والحب والشهوة تحت ظلال عطب لا يمكن لأحد اصلاحه وكأنه جزء من الحياة .
مع اشهار هذا الحب يأتي خبر خروج زهير القريب من السجن (هذا الخروج الذي الذي المح الفيلم انه غير مرتقب ولا متوقع) ليطرح على عامر سؤالا وجودبا هو اصعب من سؤال العشق، حيث يبدو لعامر انه يستطيع ان يمدد فترة سجن زهير بشهادة منه الى الجهات المعنية ،فيدخل في صراع انساني مضن تبدو خياراته من القسوة أكثر مما يستطيع احتماله هذا الانسان الحقيقي ومرة اخرى الى اين المفر؟
لقد كان اقتراحا مرا منذ بداية الفيلم الا انه حقيقي ومشخص وملموس فهل نستطيع نكرانه؟؟؟
ربما استطاع عبد اللطيف في هذا الفيلم احراجنا اما ذاتنا الفردية والاجتماعية على الرغم من امتاعنا بقصته الدافئة والتي تدعي الدفىء في آن معا مع الأخذ بعين الأعتبار الجرأة التي قادته الى طرح هذا الموضوع بالاضافه الى تقديمه لمشهد حب في الفراش ضروريا افتقدته السينما السورية منذ زمن بعيد خضوعا للتابويات المعروفة والمجهولة ... ولكن فيلمه لم يمر اليفا بل ترك علاماته على اجاباتنا الجاهزة للحياة ولتصوراتنا المسبقة عنها ...انها الحياة كا تبدو في مطبخ عبد اللطيف عبد الحميد الداخلي وليس من شرفات الادلجة العالية.
عن موقع سورية الغد
08-أيار-2021
27-كانون الثاني-2008 | |
13-تشرين الثاني-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |