فنتازيا المشرفين على صفحات إبداعات الشباب
2008-09-28
من اللافت أن أدب الشباب (الهواة) نصفه لا يحمل بذور إبداع حقيقية بامتياز،لتعدد الأسباب أهمها أن تجد تذييل نص ما في هذه الصفحات الأسبوعية بلقب (د . فلان) وحين تعرف أن دال هذا المحترم طبيب وعمره ما يقارب نصف قرن ، ربّما قد تصدم ،لكن الأنكة من ذلك أن يكتب لهذا الطبيب في زاوية صغيرة أسفل الصفحة تسمى (ردود الأصدقاء) ،ليقول له مشرف الصفحة :(تحتاج إلى مزيد من القراءة لأن الموهبة …الخ) معناه مزيد من العمر وبالتالي سيكون مولد الإبداع الشاب في نعش النهاية على الأرجح …!
وفي حال تناولنا القسم الثاني من هذا الركام الإبداعي الكاسد سنحصل على أصناف تحتاج عشرات الصفحات لتعدادها ،من أبرزها نذكر : الصنف الأنثوي الغير مالك لأي مميزة جمال فقط (أنثى..برمزها المعروف) ،يا إلهي ،بالمناسبة أذكر هنا وليس للتشهير إنما للمباشرة الزائدة التي اقترحها مشرف تلك الصفحة حيث حول الصفحة إلى أدب نساء ، هناك أكثر من صبية ينشر لها بشكل دوري في صفحات تخص إبداعات الشباب رغم أنها لا تمتلك أي مقدرة على إعطاء نص جديد يحكيها دون تشعب في لاءات القوانين المنصوص عليها داخل جمود تطلعاتها نحو التطور الذاتي لصناعة معجزة أو ما يقارب المعجزة كما ذكر احد محرري صفحات أدب الشباب في زاويته منذ فترة ، وأنا أقف إلى جنبه رغم أنه غيّر أقواله الآن وهو يقول في زاوية جديدة:(أكتبوا أولاً)،وأدرك أن المعجزة أو ما يقاربها لن يحلم به جيل الشباب الذي معظمه (ختايرا) لسبب مهم هو أن ( أمة اقرأ لا تقرأ ) كما قال الزميل طارق عبد الواحد .
أمّا بالنسبة للصبية التي يعرفها أحد المحررين فهناك شك في مقاييس الجمال الذي تمتلكه ،ولو انه مكتوب على بطاقتها الشخصية أنثى لما صُـدق أنها كذلك ، فصاحبنا (أي المحرر الشاعر ) بالتأكيد هو شاعر لكنه يعاني أيضاً عقدا ً شهوانية من اللاحب ،فيحاول أن يتعلق بقشة ، وعندما تطلب الثمن هذه القشة أي (الصبية) يكون لها مساحة عرمرمية في الصفحة تفرد لأجل خواطرها العادية، أو لنقل شوائبها المتشكلة من مخزون ضئيل عن الأدب ، الأدب الإبداعي ثم الأخلاقي ..!
وفي جريدة ثانية تنام صفحة أدب الشباب لمدة ثلاث أسابيع أو أكثر تنفض خلالها أشجان الشباب الذين ينتظرون نصوصهم حتى يضحوا بمئات الوحدات ليكلموا مشرف الصفحة ، هنا يجد المشرف الفكرة المناسبة لكتابة زاوية تحكي عن اهتمام الشباب بصفحتهم ربّما لأسباب لا يعرفها الشباب نفسهم ..فتولد الصفحة بعد شهر مشحونة ً بالشوق إلى الجرائد ليصدم من يصدم ويتباها الذي يمتلك قدرة إقناع وبذرة إبداع وتراكيب تخصه وحده بعيداً جداً جداً عن الواسطة الثقافية أي ما يسمى القرابة مثلاً جار احدهم صحفي في جريدة كذا يتواسط لنا مع محرر الصفحة لينشر لابننا الشاعر قصيدة ، أو ما شابه ذلك، وللأمانة أقسم أن الواسطة في النشر بشكل عام في الجرائد السورية خارج تغطية الواسطة ..أقسم .. أقسم ..لكن لست متأكد . !
في كثير من الأحيان تجد نصوصا ً لا تستحق أن تنشر في صفحة أدب شباب بل في صحف أهم من ذلك لأنها تستحق وهي تفرض جماليتها كما تشاء لتظهر اشتغال كاتبها بشكل علني وتقول: (أنا هنا ..أنا هنا ) ، ونصوص أخرى لا تستحق عبارة نصوص لأنها خرابيش أولاد أو هوامش لبياع عوجة مثل نصوصه تنادي: ( اكسروني احذفوني ) وليس اللوم على أحد هنا بل على الذائقة المنتشرة التي معظمها من المثقفين والحاضرين في المشهد الفعلي لتطور الإبداع وهم يحررون صفحات لكتّاب كبار يقولون لمعظم الشبان المبدعين : (نحن لا ننشر إلا للأسماء المهمّ؟ ) ومن المؤكد أنه يحمل عاراً للقب تعيس يطلقه أصحاب القبعات المخملية في الأدب هو(الولد) ..! لا تعجبني مصطلحاتهم أبداً فشاعر فرنسا(جان نيكولا آرثر رامبو ) الذي سوّهُ عظيماً كتب شعره في السادسة عشر من العمر ، والشاعر الراحل رياض الصالح الحسين كتب مجموعتها الأربع وهو تحت سن الثلاثين ورحل وهو شاب ويعد من الأسماء المهمة جداً ، فما المبرر لمثل هذه الأقاويل ضد أبداع شباب يستحقون أكثر من فرصة ربّما كانوا أجمل من عظمائكم الأسطوريين !!
■ عمر الشّيخ
[email protected]
08-أيار-2021
23-كانون الثاني-2021 | |
28-آذار-2020 | |
28-آذار-2020 | |
02-شباط-2019 | |
رواية «لولو» لعبير اسبر في طبعة ثانية شهية السرد بتكنيك سينمائي |
06-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |