فوق فم المجدلية
2008-11-30
قال لي قبل أن يستقيم به الطريق .. الإيمان
وحده لا يصنع تاريخاً ولا ينشئ مدينةفاضلة.
قلت: زِدني؛ كي لا يتمدد الجدب كشفاهٍ تشققت من
يباس.
قال .. الأشياء البعيدة جداً عن مدارات أرَقي
تموت كحذاء قديم ، كأضواء المدينةالساحرة
بعد انطفاء ليلها.
قلت .. والصبر.
غرس عيناه في وجه الجدار ، وكالفحيح أرسل
صوته ..
الصبر قصيدة المعدمين نرتلها كل حين ،
وننزع غلالته ضجراً،
يبدو أنه أصبح يعي أننا لم نعد قادرين على
تمثيل دورٍ شاق كهذا.
أردف ..
لو لم ينعطف بي الطريق عن جادة الكفر، لكنت
رجلاً يورِق ويطغى فلا يبالي بقِصرالحياة وضنوِّ
الأمل، ولكن الرفاق كسروا الأصنام وأقاموا بدلاً
منها أعمدة هشة وقالوا: لا يسقط نظرك خارج هذه
الأسوار فتموت وحيداً وتلتهمكالنار.
كفر الرفاق ، وآمنت وحدي فالتهمتني النار.
قلت .. والزحف.
أجاب .. كانت المجدلية ترقص بغنج ،وأنا أغني
ولم أفق إلا على آثار صفعة علّمت على نصف وجهي
وركلة مددتني فوق فم المجدلية.
لم أكن أعلم بأن المدينة سُرِقت في اللحظة التي
هممت فيها بغياب قصير. ما كان يجب علي ممارسة
الغياب في حظيرة رعاتها انتقائيون.
غمزته بـ: مابالك الآن.
أشار بيده ساخراً .. إنني جائع ،والموائد
عامرة.
يتفتت قلبي والروح نسيم عليل ، والرياح
العابثة تغافل السكون فأرتدُّ عليّك رجيع صدىً
والجسد هزيل، ومازلت أثغو بطراً. يعتادني وجعي
وأموء بضحكة مجلجلة.
باختصار .. أمارس تناقضاتي على طريقتي
المعتادة التي لا يجهلها سوىالأباعد،
وكذلك المحترمين من المقربين الذي لا أريد زعزعة
قناعاتهم فأقض مضاجعهم. وإني بخير عميم يا
صديقي.
وذات يوم قلّبت الأشياء على وجوهها فعادت مسخاً
فالتفت إلى السماء ..
ياربي .. لماذا يعاندني المساء ويهزني الملل.
ياربي لم كتبت علي الصبر على الغثاء وأسلمتني
للحلم فتياً
يارب ما أنا إلا بشرُ غرس المداد وآمن بالحبر ،
فلم عدت كما بدأت نقطة مهملة بين سطرين في
عالم الوحشة.
ياربي لم خُذِلت وأنا الذي لم يتعلق بوهم.
ياربي إني سقيمُ .. سقيم، فهب لي كوناً ضيقاً ،
أمده كيف أشاء.
قلت السلام السلام
قال سلاماً سلاماً.
عبدالإله الأنصاري
08-أيار-2021
11-كانون الثاني-2009 | |
30-تشرين الثاني-2008 | |
23-تشرين الثاني-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |