( القات * ) الشعري ..!!
2008-12-24
حين كنَّا في الجاهلية ، ترنَّمَ عنترة دالاً على شجاعتهِ المُتناهية بهذا الشطر :
لوددتُ تقبيلَ السيوفَ .!
وفي زمننا هذا ، ما زلنا نتعاطى ( القات الشعري ) نسبحُ في غيبوبةِ الكلامِ ، ونلبسُ بدلَ السموكينج ونحضر مراسيم دفنِ زمان القصيدة الجديدة !
الشَّاعر – أي شاعر – بحاجةٍ إلى هزَّةٍ .. تحريض .. حافزٍ ما ، بحاجةٍ إلى غسلِ عينيهِ بالبياضِ كي يتغيَّر تركيبهُ الجيني ليدخلَ نوبةَ الكتابة ، فهل كانت ثورة الأحذية بداية هذهِ النوبة ؟!
الحقيقة ، أتعجبُ لكلِّ هذا التبجيل والتمجيد الذي حصلَ عليهِ البطل الهلامي وكأنَّهُ قد حرَّر العراق ، مع إيماننا جميعاً باستحالةِ قيامهِ بهذا العمل بعهد صدَّام ، هي وقاحةٌ ..وإهانةٌ ولا شك ، ولكنَّها لا تجعل منهُ بطلاً ، ولا تضيف للعراق نصراً ما ، ولكنَّنا ما زلنا نحترف الإختباء إلى أنْ يضعفَ عدونا ، حينها فقط نُشهر بوجههِ كل أحذيتنا / أسلحتنا!
بطبعي ، أكرهُ القصائد والشِّعر الوقتي المنتمي لمناسبةٍ ما ، تلكَ التي لا تأتي إلاَّ تقليداً للموجةِ السائرة ، أو التي تكون نتاجَ رد فعلٍ عاطفي ، وبرغمِ أنَّها قد تكون عفوية وطبيعية إلاَّ أنَّها تدخل ضمن نطاق اللاعقل .
وما أُسمِّيهِ سطحية ، هو حال معظم الشعراء في تناولهم قضيَّة الحذاء ، حيثُ أخذ الحذاء جلَّ اهتمامهم وتركيزهم وأصبحت القضية التي رُشقَ من أجلها الحذاء في أروقةِ التجاهلِ ومحوراً منسيا، إضافةً إلى غيابِ الرمزية عن التعبير ، وإفراغ الشِّعر من كلِّ أساليبهِ الفنيَّة والدلالية التي يمتاز بها الشِّعر الحقيقي ، وأبحرتْ بنا في دلالاتٍ أقرب ما تكون خطاباتٍ تقريرية أخذت من فضاءِ الشِّعر الرحب . فالشِّعر هو حالة الدخول في الحلمِ وإثارةِ الخيال ، هو الإنتماء إلى حزبِ اللاحزب ! هو الطاقة التي تنبعثُ من سلالةِ الكلماتِ فتُشعل حرائقاً كاملة .
ولكنَّنا أكدَّنا – وبشكلٍ خاص – أنَّ الشِّعر يحترفُ الاعلانات السياسية ، وينتمي إلى الحزبِ الببغائي !
وهذا بحدِّ ذاتهِ ، يثير القلق والخوف من ترخيص قيمة الشِّعر بهذهِ الطريقة ، فلا شيء يُجبر الشَّاعر أنْ يتحولَ إلى مُكبِّرِ صوتٍ .. أو أنْ يكون نُسخةً مكرَّرة تُباعُ في سوقِ الشعاراتِ ، وتمثالاً أجيراً في المواليدِ وحلقاتِ الذكر .
فهذا ليس من مصلحةِ الشِّعر . فالشِّعر تحريضي بالدرجةِ الأولى ، لا انتهازي ، والشِّعر يغرقُ في بحارِ الجدل ويزرعُ الأسئلة ، لا أنْ يصبحَ مرآة تعكس لون الواقع .. بسذاجةٍ !
الآن ، ونحن في هذا الزمن ، لمْ تعد مساحة الشِّعر أكبر من ذي قبل ، فهي أشبه ببالونةِ الهواءِ المثقوبة والتي مع مرور الوقت تضعفُ وتتراخى .. حتى تخمد ، فلقد أخذت الصورة المرئية حيزاً من المساحةِ الجغرافية للشِّعر ، لذا أنا مُقتنع بأنَّ المشهدَ الحقيقي للحادثةِ أبلغ من عشراتِ القصائد التي كُتبتْ والتي سوف تُكتبْ . لذا على الشَّاعر أنْ يكونَ أكثر حرفنةً وأكثر ذكاءً كيْ يستطيع أنْ يخرجَ من قمقمِهِ ليكتبَ نصاً أكثرَ اختلافاً وأشدُّ اتساعاً دون أنْ يجرُّهُ عقلهُ إلى حفرةِ التكرار والتسطيح .
ختاماً ، مهما تعدَّدت المواقف التي من هذا النوع ، فنحنُ نُدركُ تماماً أنَّها لنْ تُعيد لنا إنشاً واحداً من مساحةِ حقوقنا ، أو سنتيمتراً من حرِّيتنا ، أنا بالتأكيد مع أنْ يُدلي كلِّ شاعر بكلِّ أرائهِ وتعليقاتهِ ، فمن حقهِ أنْ يتنفسَ أُكسجين الحريَّة ، وهي لنْ ترتبط إلاَّ بصاحبِ النظرية ، ولنْ تلتصق بسواه ، وذلكَ ..( أضعف الايمان ) .!
*القات نبات على شكل شجيرات يتراوح طولها بين 2 و5 أمتار و لونها أخضر بني مع القليل من الحمرة ، يمثل ظاهرة اقتصادية واجتماعية حيث يستهلك بعض اليمنيين الكثير من دخلهم لشراء أوراق القات لمضغ هذه الأوراق. وهذه العملية تسمى التخزين, حيث يضع المخزن كمية من أوراق القات بفمه ليلوكها تم يمتص مكونات القات المخدرة التي تحمل عنصرين أساسيين في تخدير الجسم كاتينون وكاتينين .
08-أيار-2021
13-تشرين الأول-2018 | |
23-كانون الأول-2017 | |
16-نيسان-2016 | |
05-آذار-2016 | |
23-أيلول-2015 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |