نَشيدُ الدَم ...
2008-12-31
لاشيء إلا الدم
خُذ ما شئتَ من ياقوتِ هذا القلب
لمْ تُكملْ رَحيلِكَ بينَ ياقوتينِ
وردَةِ حُلمِنا الأولى
ووردِ وريدِنا
كَمْ منْ دَمٍ ستَزفّهُ الأرواحُ فينا
قبلَ أن تمضي إلى عليائها
تَرمي عباءَتها على طرفِ الندى
لتعودَ للأرحامِ ثانيةً
تُبدّلُ طينَها البشريَّ في نُطَفٍ
تكوِّنُ جِسمَ آدَمَ من جَديدْ
لا شيءَ إلاّ الدَمّ
تلكَ رِسالةُ الأجسادِ
حينَ يَمَسّها بَرقٌ إلهيٌّ
وتَسكُنُها العَواصِفُ والرعودْ
جَسَدي لهذي الأرض مَهرُ خلاصِها
والروحُ تَخلُصُ منْ زوابِعِها
وتُخلِصُ في نَوازِعِها
فتوشكُ رَغمَ أنفِ الموتِ
توشكُ أنْ تَعودْ
لا شيءَ إلاّ الدَمَّ
في هذا الفضاءِ الدُنيَويِّ
وكُلُّ شيءٍ آيل للموتِ
إلاّ الدَمّ خُذ ما شئتَ منْ ياقوتِهِ الحَيَويَّ
كَيْ تُنهي رِسالَتَكَ الأخيرَةَ
إنّما التاريخُ يُكتَبُ
بالدّماءِ وبالوريدْ
يا أيُّها الجسَدُ المُدمّى مُنذُ قرنٍ
أو يَزيدْ
بَحثاً عن الفردوسِ في حَمَإِ الجَحيمِ
كأنّما الفردوسُ صارَ جَهَنّماً أُخرى
فكيفَ يُمَيِّزُ الشُهداءُ
بَيْنَ دَمِ الوَريدِ
وبينَ إكليلِ الوُرودْ ؟
لا شيءَ غير الدَمّ
في هذا الهَباءِ الفَوضَويِّ
وكُلُّ شيءٍ آيل للموتِ
إلاّ الموت
يا جَسَداً يُسَجّى بينَ نافِذَتينِ
ضوءُ الشمسِ بَينَهُما
وظِلُّ الأمسِ
والمَطَرُ المُسافِرُ في بِطاقاتِ البَريدْ..
لَكَ أنْ تَنامَ الآنَ مثلَ فراشةٍ
بَيضاءَ ألقتْ جانِحَيها في فضاءِ الروحِ
بينَ الموتِ والرؤيا
وَطارَتْ في النَشيدْ ...
08-أيار-2021
18-آذار-2009 | |
31-كانون الأول-2008 | |
13-كانون الأول-2008 | |
21-تشرين الثاني-2008 | |
30-أيلول-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |