مسرحية من فصل واحد / أنا وهو والكلب
2009-02-09
"إلى ذئبة استكلبوها .. مع ذلك انها ذئبة "
ما قبل الخشبة
ليس بوسعنا أن نقول إن هذا لم يحدث ..
كل مافي الأمر أن ما حدث كان قد حدث ، حين مارست البشرية بهجة أن لاترى ولاتسمع، ولأنه حدث، جئنا للمسرح، ففي هذا الحيّز المعتم من الكرة الأرضية، بوسعنا أن نرى مالا نراه حين تكون أضواء المنازل مبهرة، أو حين تكون الأرصفة مبهرة، أو حين تأخذ القمامة شكلاً مبهراً .
- ما الذي يختلف إذن ؟
إن الاختلاف يبقى في الممكن والمحتمل، فمن المحتمل جدا أن نستطيع التقاط الصراخ الذي تطلقه مراوح السقف، لكن الممكن مازال أن نستبدل اللعبة، أو نحدث شيئا جديدا فيها، ولكن إذا ما فعلنا ذلك فإننا سندخل لعبة ممتعة خاصة وأننا كثيرا ما واجهنا ممانعة هائلة في اللعب، وهذا ما سيدفعنا لكي نسأل :
- لماذا نحرم من اللعب ؟
لأن اللعب يعني إعادة توزيع أثاث حياتنا.. توزيعه على نحو آخر .. على نحو مختلف 00
وحين نفعل ذلك فإننا سنعيد توزيع الأفكار المتصلة بها ، فبين المقعد اللعبة ، والمقعد الممنوع من اللعب، مسافة شاسعة قد تكون كفيلة بكم صراخنا لنقبل مالا نقبله، وهنا يتدخل المسرح .
- من كان بوسعه أن يتحرك على حافة مقعد كاليغولا مثلا ؟
- من كان يدرك بأصابعه نوع الخشب الذي يحمل يوليوس قيصر ؟
- من كان يستطيع أن يلامس الملابس الداخلية للملك لير ، ذاك المخدوع بالملك والمملكة والنسل والعزلة باعتبارها الضجيج الإلهي الذي يرفع شأن المملكة والملك ؟
لقد كان على ممثل يتحمل إذلالات الصباح، أن يرتدي في ليل المسرح رداء الملك، وكان عليه أن يصدق بأنه ملك، ولو لم يكن الأمر كذلك لأسدلت الستارة ووقف قاطع التذاكر عن العمل، وخرج مشاهدو المسرحية من مقاعدهم ليهتفوا بسقوط المملكة والملك .
إن هذا لو حصل فان الملك الممثل سيعود ثانية إلى رصيف الصباح، حتى ولو الليل انتصف .
لذا نلجأ لنمسرح ما حدث .
ومن الضرورة في حال كهذه ( لا بل من الفضيلة ) أن نعطي للأحداث أسماء أخرى، وللأشخاص أسماء أخرى، ونكثف بعد ذلك أعمارا طويلة في جملة أو إشارة، أو حدث لم يحدث فعلا، وهنا تأخذ البشرية طريقا آخر نحو الحلم، لتعيد توزيع القلب، والعين، والأذن أيضا ، وعند هذا قد تسمع مالم تكن قد سمعته , وترى مالا يمكن فيما مضى أن يرى، وأن مارس الرغبة بقلب آخر، ليس ذاك القلب الذي كان يتجول ما قبل دخول المسرح
- ثمة مغامرة أولى هنا، ومغامرة ثانية أيضا .
في الأولى نعيد رسم الدم والأحذية وهدهدات الموت على شكل لغة
وفي الثانية نخلع أنفسنا لندخلها فيما ندخل اللعبة
وكلما أمعنا في اللعب أكثر، فمتوالية المغامرة تأخذ طريقها إلينا، لتصبح المغامرة خصيبة وشهوانية وتأخذ ما ليس من حقها، ليكون حقا لنا :
- وهذا على ما يبدو هو المبرر الفعلي لظهور الكتابة أو الأدب ، منذ سقوط آدم عن الشجرة ( أو صعوده فوقها) وصولا إلى أن بتنا نتكلم لغة سكان هذا الكوكب الذين لا يعرفون كيف يتدبرون أمورهم .
- لماذا نعقّد المسألة ؟
في المسرحية حكاية قتل، هل من واجبنا أن نضع تعليمات صارمة لكمية الجرعات التي على المخرج أن يبتلعها ليقنعنا بأن القتل قد ت
08-أيار-2021
09-شباط-2009 | |
09-شباط-2009 | |
03-حزيران-2006 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |