ندوة كاتب وموقف في ثقافي أبو رمانة : جرعات فلسفيّة خاوية
2009-02-06
عادةً عندما نقول ندوة ثقافية لتناول ما هو على أرض الواقع، هذا يعني أنه ثمّة نقاش وحوار وأجوبة مقنعة أحياناً،ولكن ما حصل في ندوة كاتب وموقف التي أقيمت مؤخراً مساء الثلاثاء 27/1/2009في المركز الثقافي بـ(أبو رمانة) تحت عنوان(معطيات الصفحة الثقافية في الصحف المحلية وأدوارها في هذه الصحف)،التي أدارها الإعلامي والناقد " عبد الرحمن الحلبي "،وشارك فيها كل من الأساتذة " وليد أسعيد" و "ديب علي حسن" و"أحمد تيناوي"، حيث اتفق الأساتذة الكرام ألا يدعو مجالا للتساؤل بل استخدموا الأجوبة المسكتة ...!
الأطروحات التي تكلموا عنها بصيغة محاضرة على تعددها هي تشعبات فلسفية لا تحل ولا تربط ولا تقدم صورة عما كنا نبحث عنه من أجوبة حقيقة ونتائج صحيحة،إذا تكلموا عن الرقابة الصحفية في الصحف الرسمية واكتشفوا أن الصحيفة (الخاصة) قد تطرح موضوعاً من أجل الحقيقة سيؤدي إلى إغلاق مقرّها ومنع ما يقارب مئة موظف عن رزقهم فيها،لذا صار هاجسنا أن نكون صحفيين مكافحين نبحث عن صحيفة خاصة من عيار الاستكتاب الجيدة لنكتب فيها وبكل جرأة ، هكذا هي الفكرة التي قاتل رئيس قسم ثقافي محلي للغاية في صحيفة خاصة كثيراً ،ولأهمية طرحه كان آخر المتحدثين ..
أمّا باقي المتحدثين من صحف رسمية تناولوا جوانب لازلنا نبحث عن إجابات لها،و قد أغفلها الأساتذة المحاضرين في أكثر جوانبها حساسية، و اتجهوا اكثر ما يمكن نحو التشتيت الكلامي،وخطابات التعبئة الآنية،التي لا تتسم بأي مضمون صريح من شخص مكلف محط ثقة ومشرف على قسم ثقافي أو مدير تحرير مثقف يشرف على كل الجريدة .
(الصحفي الموسوعي ) هذا المصطلح الجديد الذي خرجنا به من الندوة،حيث انتقد الكثير من الحضور كيف للصحفي ان يكون شاقولياً بعمله، أي يكتب رؤيته الخاصة عن المسرح والكتب والرسم والموسيقى والسينما والدراما والندوات والفعاليات الثقافية،إذ برأيهم يجب ان يكون مختصاً! وهذا ما لم نجد له أي تفسير في معجم الصحافة ؟ وعلى ذلك يجب أن يكون الصحفي بالمرتبة الأولى مثقف (موهوب) يفضل ذلك وقد اتبع دورات اختصاصية بكل المجالات!!، ونحن نرى الصواب أن المثقف الموهوب من خبرته واشتغاله على ذاته سيكون فيما بعد صحفي مخضرم،أي أن المعادلة الدقيقة هي أن يكون الصحفي مثقف بامتياز،لإغناء مقالته بما هو جديد من قراءة بعمل ما، أو رأي بفعالية معينة.لم يتحدثوا عن الصحفي الأكاديمي فهو بنظرهم تلميذ متدرب،وأن كلية الأعلام لا تخرج مكرسين وموهوبين بل مجرد أكاديميين لا يمكنهم أن يقدموا ما هو جديد في عالم الصحافة.
لقد نبشت الندوة الكثير من الأسئلة الصعبة،وكان أساتذة الندوة بمثابة شواخص لطرق مسدودة لا تروي ظمأ الصحفيين المتحمسين الذين بحثوا وكان لهم مواقف جادة لم تأخذ بعين الاعتبار،إذ أن الناقد والإعلامي عبد الرحمن الحلبي كان يتعامل مع المتحدثين من الزملاء الصحفيين بطريقة مدرّس واعظ لا كزميل لهم وكان يسكت الكثيرين لدرجة تمتلك من البشاعة خللاً هائل يشكك بمصداقيته المهنية !
لم تقدّم الندوة الشيء الغني والجديد فهي تقليديّة بشكل فادح، وبعيدة عن مضمونها في أكثر السجالات الشخصية التي دارت وبأصوات عالية، لا أظنها تليق بمثقفي المشهد الراهن، رغم أن الصّحافة الثقافية لا بأس بها، مع قليل من الانحطاط والتراجع الملحوظ في أكثر الأحيان.
يبقى السؤال الأصعب الذي نهش أعصابنا: لماذا اجتمعنا في تلك الندوة وأضعنا وقتنا بما يثير الاشمئزاز الملل ..؟
جريدة النور4/2/2009
عمر الشيخ
[email protected]
08-أيار-2021
23-كانون الثاني-2021 | |
28-آذار-2020 | |
28-آذار-2020 | |
02-شباط-2019 | |
رواية «لولو» لعبير اسبر في طبعة ثانية شهية السرد بتكنيك سينمائي |
06-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |