المهجـــــر تحت المجهـــــر
2009-02-27
..منذ نعومة اظفاري وانا في بلدي ومسقط راسي ارى وجوها غريبة واماكن مختلفة ، انتقل من بيت الى اخر من مدرسة او جامعة..دائرة ومؤسسة حكومية الى اخرى...ومن اصدقاء الى الأخرين وفقدت الاحساس بالأستقرار والسكون...مازلت اعيش حالة طارئة ابحث عن ماء من تحت راسي او تحت التراب ، لم تنقذني الافكار والأيدولوجيات/ الاشتراكية ، القومية،البراغماتية ..................
والمسارات الواضحة في الحياة او حتى طول انتظاري لرؤية مايسمى الضوء عند نهاية النفق المظلم ، المحرمات فيه لاتعدو لاتحصى ولا يمكنني الاقتراب منها/ السياسة ، الذا فقدت الاحساس بالمكان/ الوطن/ والثبات ،حيث لجنس ،الدين/ والقمع الفكري والنفسي والجسدي جارعلى قدم وساق ، كنتيجة حتمية لقمع النظام الحكم ومؤسساته وصولا الى القمع الأسري المستشري في العائلة الواحدة/ ضرب الزوجة...ضرب الأباء لأبنائهم عدوان الاولاد الأقوياء للأطفال الصغار....ولم تسعفني الحالة الجماعية التي تسير بوتيرة واحدة وهي مطأطأة الرؤوس امام الحالات التراجيديـة فأصبحت مرفوضا في مكاني الأصلي وهامشيا اقف على حافة المجتمع ولايجــوز لي اقتحامه والدخول اليه ، واصبحت من الجيل المرفوض في ارضه، اصبح المجتمع لايتبنى ابناؤه، واصبحت من جيل الشتم ، فتركت بلادي هاربا وهائما على وجهي في اصقاع الدنيا باحثا عن الامن والامان وخفقة حنـين ؟.FONT< P>
راضيا ومقتنعا بالقليل من كل شيء..حاضري ومستقبلي مجهول..؟. لــم لا؟ مادامت كل الحالات هي ملكي وانا ملك نفسي يهمني الانسان ،النفس الكامنة فيه..كل واحد يستنشق الهواء بطريقته...ويرى الارض والسماء ...يعانق الحزن والفرح...بطريقته الخاصة ، لسنا كتبا يؤلفها الأخرون ولا جوقة موسيقية تحتكم بعصا المايسترو ، ولا تهمني زمانية المكان والأهداف بقدر ما تهمني حركية الحركة نفسها ، آلية الحــركة خطوات تسيرني فكل حركة فيها ما يكفي من الأهداف والنهايات ، ابتدع لنفسي مجتمعا ارتضيه انا ،وابتدعه كما اشاء بعيدا عن مكاني الحقيقي ، متعدد الأعراف والتقاليد والضوابط الأجتماعية، هيئات واشكال مختلفة ، وان ارى الأختلاف في الشيء نفسه ،/ان اكون او لا اكون/ اسير او لا اسير/ اعطي او لا اعطي/ ان اكون في منتصف الطريق يسير بي الى ما لانهاية...يسير بي الى الحيـــاة والوجـــود لم اتعلم يوما ان اهب نفسي لمكان واحد وحيـد فاصبحت منتميا الى عالم المغتربـين .../باحثا عن متع زائل او رغبة في ثراء سريع او الأعتراف من الأخرين بانسانيتي وحقي في المشاركة في الحياة العامة في المنفى استمتع الى الأغاني العراقية القديمة والحديثة، واطهو طعامي اللذيذ ،واتاءمل بعض الأخبار المتشعبة والمتعددة، واكتب عن افكاري وخلجات نفسي وارهاصاتي ومن ثم اقتل ماتبقى من اوقات حياتي باحتساء الجعة/ البيرة والخمر ، وللتفكير بماضي لم يعد موجـودا والحاضر ها هو ات....وبالمستقبل المجهول...الهروب الى اين...الى اين؟؟؟؟؟؟
المهجـــر تحت المجهـــر"2"
بعـد ان استقر بي الحال في المنــــفى والغربـــة وتجاوزت اكـثر الصعوبات والعوارض الأنية والحالات الطارئة المستجدةوالمصـــاحبة لها...كـتعلم اللغة...ترخيص للعمل..التاقلم والاندماج للثقافة الجديدة التي اجد لزاماعلي ان استوعبهاوافهمها ،ولكنني غيرمقتنع بها...التهديدالدائم لصحتي النفسية والجسدية...القهرالذي اتعرض كل يوم لا بل كل ساعة ، لموقعي كمـواطن من الدرجة الثانية ان لم تكن الأخـيرة... هـذه العـوامل العـديدة والمتشعبة كلها تحفــزني وتشحذ معنوياتي وقدراتي للبحث عن اساس متين وراسخ ومسـتقر في الأرض ، وليس طائفا بين الارض والسماء، فتجعلني اختـرق واداهــم المجتمع الجـديد باحـــلام كبيرة...ولكــن لاجتماع قسوة الظـــروف التي اضطـرتني للهجرة مع قسـوةالحـياة التي قابلتني في الغربة فانني اكون دائما في حالة فقدان لمناعتي الدفاعية وان اكون يقظا وحذرا ومتربصا لا يهدالي بـال ،فحياتنافي المنفى هي حياة جديدة لا نـقدر على اقتحـامها كمايراد او كما اعتدنا ان نقتحم الحياةالتي نعرفها ولا نقرالعودة الى حياتناالتي عرفناه في الماضي..منتصف الطريق... مفترق طريق ، وقوف امام اتجاهات متنافرة لا عودة فيها، حالة جمود نفسية وبالتالي فكرية ووجودية.
الحالة هذه هي شئ من الغيبوبة او انقطاع في الوعي تنفصل معــه الأشياء الحياتية عن تجربـة سابقة/ ماضي...عادات...تقاليد....الخ
المغترب لديه حالة دفاع عن النفس المتبقية ، وما الولوج في المجتمع الجـديدإلاحالةالدفاع عن الوجودومحاكات للماضي الذي تركه مكرها وباظطرار ؟ انشطارفي النفس والذهن والحياة/شرخ في الشئ على الشئ لذا ان المنفي يضخم المشاعر الأنية والتي قد يجدها في موطنه الاصـلي بسبب احساسه بالأحباط ، واتساع مساحة الكراهية فيه وحتى لأقرانه في منفاه ، فتكون علاقته مع الاخر ثقل يتحمله بامتعاض ورغماعنه يرى الاخر ويتوجه اليه بصورة غيبية ، غيبية الحالة تدفعه للعبث من نـوع اخر ، يحتمل علىمضض ما بين خواءالروح ومساحات بيضاء فارغـة وغثيان متلاحق امام الاخر..كلما امتدت به الغربة كلما تغرب الاخر عن نفسه وذاته ، كل واحد منا خلاصة هـم وحزن عن يقين ، لايلتقي
حزنناولا تمنياتناولا غربتنا ، حالة واحدة تجمعنا، حالات عديدة..
تفرقناوتبعدنا عن افكارنا..الاخر في الغربوطن، إلا ان الاخريعزف غربة قاسية الملامح ، صلفة وحقيقية ، الـم منتفخ...حسنا ياعزيزي المغترب...ماذاتريد من الاخر؟؟؟؟اهـو لحظات اقتناص للماضي والاحزان ؟؟ اهـو التواصل مع الوهـم والذي فقد مبرراته؟ ام امتحان لنفسنا وقدراتها على تحمل واقع لانعرف منه سوى الخوف والمنحدرات والمستقبل المجهول الذي يعيش بيننا ولا نراه ، كطفل صغير نرعـاه بخوف وحذر شديد، نحن نعكس مخاوفنا واوهامنا واحلامنا كما نشـاء نهـذي ، نغضب ،نفرح ، نلهو...ونحزن وحيدين كالمخلوقات الهائمةفي البراري ، تنتفخ وتتورم وتتقيح الألام للذكريات الماضية ،وتتورم ذاكرتنا بتفاصيل هجينية دخيلة تفقد نكتها تدريجيابعد مــرور ايام عليها ،....المنفى هو اجترار لمرحلة او مراحل منقرضة من تاريخ حياتنا ،....ولكن اهــرب من هذا الواقع..الى اين؟؟؟؟
من اعطىذلك القرار الاحمق والغبي والغير المدروس كي اكون كالفتات منثورا هنا وهناك؟؟؟..لااعرف الملـم نفسي المبعثرة هنا وهناك؟؟
مجزاءةالى عشرات الاجزاء ، كل جزء يصرخ مطالبا بشئ ما ؟ ذكرىهنا وذكرى هناك ، ماضي مشتت بوحداته ، وعناصره ، ماضي كالحاظـــر يتواصل ويتواءم وينساب باظطراباته وتفتته وتشتته وتشرذمه...
ماضي لا يعر مستقرا له ، وحاضر لم يزل يبحث عن مكان ....... ومستقبل يزحف بطيئا كالسلحفاة العجوز والمعتاد للهروب من الخارج الى الداخل...اين اقف الآن...لا اعرف...الارض تهتز تحت قدمي... رمـال متحركة اخشى ان تبتلعني واهرب الى نفسي من جديد ، الملجاء الوحيد الذي اعرفه ،فالخلاصة القول للمهجــر والغــربة والمنفى .......هو كالاتي//مرحلة من عمرالأنسان ينتصف فيها الى زمنين **الاول معاش**والثاني اجـترار للأول***
...اهو الخـــوف ام المـــوت؟؟ او تلاشي للذاكرة والـــروح؟؟؟؟
...قد ياتي الموت علىهذه الصورةوالشاكلة ، فيندرج بخفة وخداع ..او ليست الحياة خدعة؟؟ الموت حاضر ابدافينا كالطفل ،فلماذا ننتزع اشكاله مبكرا...وشكرا
عامرحنامتي حداد
[email protected]
برلـــــين
________________________________________
________________________________________
المهجـــــر تحت المجهـــــر 2
________________________________________
PC Entertainment, wann und wo Sie wollen. Jetzt erleben.
________________________________________
Brand neu: Top Videos auf MSN ClipClub! Schau Dir die besten Playlists an >> Play now!
________________________________________
Sicher, schnell, übersichtlich - der Internet Browser vom Marktführer!
________________________________________
No virus found in this incoming message.
Checked by AVG.
Version: 7.5.557 / Virus Database: 270.11.3/1970 - Release Date: 24/02/2009 13:35
________________________________________
Der neue Messenger 2009 ist da! Kostenlos downloaden!
________________________________________
UNO - Das Familienspiel für den Messenger! Jetzt spielen!
image1.JPG
08-أيار-2021
04-حزيران-2009 | |
16-أيار-2009 | |
29-آذار-2009 | |
24-آذار-2009 | |
18-آذار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |