قصة / أرق
2009-03-01
في الليل.. مخلوقات كثيرة تطرق الرأس ، يبحث كل منها عن مكان يبيت فيه، أنت ساكن ، لا يتحرك منك سوى الحدقتان و إصبعان يتداولان فنجان القهوة والسيجارة ، وكأن الأمر لا يعنيك.
المخلوقات تطرق رأسك تجبرك على الخروج من عزلتك ،فتبدأ بالبحث عمن منها يليق به المكان هذه الليلة.. تطرقك فكرة أهمً !!..هل يليق الرأس بك أصلا؟؟
علامات تعجب ، واستفهام، أفكار وأفكار و أفكار.. تعود لصمتك كل ما يتحرك منك الحدقتان ، وقليل من شيء اسمه القلب ، يخفق بين الفينة والأخرى، ليذكرك بوجوده ليس إلا؟؟هل هناك من يطرق القلب أيضاً؟
تفتش داخلك.. الحياة مع مطرقة في الرأس تشبه مقصلة، الحياة دون ملاك يعبر شباكك تعبق رائحته في المكان تشبه تجمد أطرافك في ليلة برد،بأية حال .. الثالثة فجراً، لم يأتِ ملاكك بعد وكل ما في ليلتك برد.
لدقيقة .. يضيق بك الرأس ويضيق بك القلب ويضيق بك العبور المؤقت إلى البوابات ، بوابة الخيانات الصغيرة بالذات ،تشعر كم هي قريبة.. وعميقة ، و تؤلمك أكثر ، تطرق رأسك من الداخل ومن الخارج دون رحمة. حينها تدرك انك وُجدت مصادفة في مهب الأشياء.
أرقك لا ينتهي .. وانت لا تدرك بطبيعة الحال ماذا يعني ان تصبح هكذا.. ان تنتظر ملاكا يتسلل بين ليلة وأخرى،عند رابعتك فجراً ،يرتدي رداء نومك ، وبخفة يستلقي بجانبك ،توشك ألا تراه..لولا أصابعه تتحسس روحك، وحكاية تشبهك ..يطرق بها ما تبقى من ليلك..كلما اقتربت الخامسة.
..أنا لحبيبي وحبيبي إلي .....تقول فيروز لتزيد الوجع في قلبك.. تعترف مع الاعتذار لفيروز.. لا أنا لحبيبي ولا حبيبي إلي .. يا عصفورة بيضا لا بقى تسألي.. يتابع ملاكك..وهو يهدهدك بترنيمة عن غريب وغريبة :: التقيا.. بصمت...وفي كل مرة يقول لك ان كل هذا الصمت،لا يعني شيئاً..وان كل ما في الأمر ..أنهما فقط... يتعانقان،لا ينظر أحدهما الى الآخر،في صدره تخفي وجهها..وفي قلبها يخفي وجهه..
تسأله يمكثان اكثر مما ينبغي..ام اقل .. قال لا يهم ..كل ما في الامر..ان كليهما وقع في صمت الآخر.
هو .. رجل وحيد .. تسكنه امرأتـ......ان
الاولى... يتعبه غيابها
ولمّا يلتقيان ... كان يتعبه صمتها ..أكثر.
الثانية.. يتعانقان ..
فيحدثها بصمته عن تلك الـ ...بعيدة ..التي
كلما ترجمت الريح اسمها
انطوى بما تبقى من خصلات صوتها
يبكي شتاءً صعباً ... ورتل ملائكة
سلبته الذكريات..وغادرت
ولم تبقِ له سوى
ملمس الـ دانتيلا
بين اصابعه.
.. رجل وامرأة
يتعانقان
هو نصف سكران
وهي في منتصف الصحو
الوقت بينهما ..يهذي
فلا ليله يبدأ في غيابها
ولا هي ينتهي
من بين اصابعها
الضوء.
ولأنه
شفاف جدا في خطوه
فهي تقسم في كل مرة
أنها
قبل ان يبتعد
لمحت في عينيه
يأسها ..
وتقسم أنها لمحت ..
كيف توجزه الريح بما لا يطيق
وكيف ..هو.. يتهشم
عند أول العتمة
وتعترف أيضاً
كم هي بارعة بالبكاء ..
كل ليلة..
حين
تخفي فيه وجهها
ويخفي فيها وجهه
ولحظة يدركان كم هما وحيدان
بصمت
يخلع كلا منهما.. عزلته
يضعها على الطاولة
و
يغيب .
08-أيار-2021
01-آذار-2009 | |
20-كانون الثاني-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |