نفحات مجنونة
2009-03-02
صارت قلة صبري سبباً كي لا أكمل ما أفكر به دائماً، ولا أكتب كل ما أفكر به إلا بشق النفس، ولا أعتقد أغلب الوقت أن أحدا يريد أن يعرفه.
***
لن أجهد نفسي الآن، إذ لا صبر لي ولا قدرة على إكمال البوح... أشعر مؤخرا أني دائماً بلا صبر... في عجالة من أمري؛ لا أطيق الانتظار. أظن أنها عادة سببها الطمع بالوقت، أو الهروب منه - لا فرق. الأكيد أني بت أحتقر الزمن، والزمن مكون الإنسان الوحيد، وأنا "ما كنت"؛ الماضي الذي أكره وأهاجم بكل صوره - الذاتية منها والأخروية، والكره أشد نقاء من المحبة وأكثر وضوحاً لأنه ليس مضطراً لأن يراعي الأكاذيب. كره الزمن، وكره النفس. وكره الماضي، وكره الصبر.
***
قالوا: التأني سمة الحكماء، والعجلة سمة الحمقى، وهي من الشيطان. وأنا أحمق لأني عجول، وشيطان لأني كاره وعجول. لكني لا أكره كل شيء فيّ ، لأن ذلك سيكون تعميماً، والتعميم استبداد، وأنا لم أصل لتلك الفضيلة بعد – استبداد الذات، فأنا لا زلت أحب أخطائي رغم أني لا أعترف بحقيقتها بسهولة، أعرف أن تبني الخطأ محاولة ما للابتعاد عن تكراره يوماً آخر- ولو كانت يائسة.
***
لست متشائماً؛ كلما خسرت صبري ازداد دافعي لأن أكون أفضل. لكني لست متفائلاً لدرجة أن أرفع صوتي في كل مجلس استجداءً لمعرفة الآخر بي، بل على العكس، صرت أرغب أن لا يعرفني أحد. وإن كان فيّ تلك الرذيلة – صوتي العالي - ولا أعرف، فسأكره نفسي أكثر، وأمضي قدماً أكثر.
****
ينمو فيّ استعداد غريب للخيانة، فأنا لا أثق بما أعرف، ولم يعد بمقدور شيء أن يمسكني من أي طرف. لذلك صرت بلا سمة أو شيء يصفني. لقد فقدت تلك البهجة المنظمة التي تقودهم لأني عرفتها، ولم يعد بمقدوري أن أصنع طقوساً بديلة ليكون لي مثلما لهم. أنا لا أستطيع التواطؤ مع السائد، بكل ألم.. وفخر.. ووحدة.
08-أيار-2021
18-كانون الأول-2009 | |
03-أيار-2009 | |
02-آذار-2009 | |
31-أيار-2008 | |
30-نيسان-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |