سارية .السواس . نعم
2009-03-02
أول بداية للكتابة، غالبا ماتكون، اعترافات، ومن يفلت الاعتراف من يده بداية، سيذهب اليه نهاية، وهانحن قد صرنا من المنتهين:
منتهين بفعل اليأس، وقد بدأ العام يكتب نهاياته، وتعالوا نترجم كيف بات العام يكتب نهاياته، أقله في بلادنا، فالعام كان قبيلة أو عائلة أو منظومة أو تنظيما، أو نقابة، أو فريق كرة قدم، وربما يكون العام شلة من لاعبي ورق الشدة، ينحازون للبوكر، ويهللون (للآس)، ويخرج من بينهم منتصرا، فيما يسقط الخاسر بكل تواضع الخاسر.
ومنتهين بفعل الخاص، فالفرد مازال محكوما لجملة من المنظومات:
منظومات العمل، ومنظومات الرأي العام، ومنظومات أخلاقية بالغة الهشاشة، وهو مسكين، فلا هو جزء من العام، لأن العام غائب، ولا هو فرد لأن الفرد (ممنوع)، بدءا من اختيار تسريحة شعره وصولا الى خفقات قلبه، فليس بوسعك أن تلعب ورق الشدة مع شلة، ولا يسمح لك الورق نفسه بأن تلاعب نفسك، وفي المجمل، فكل مايحصل يقول:
-الوحيد يصعد وحيدا، والأصح يهبط وحيدا
شئ واحد ينقذك من كل ذلك:
- - سارية السواس
سيستغرب المثقفون، سليلي بقايا الأحلام المجهضة، أن يصل واحد كان منهم الى هكذا استخلاص، ولكن مادمنا في لغة على حواف الاعتراف نقول:
لماذا سارية السواس؟
لأننا تظاهرنا مع الشيخ امام وثانيه أحمد فؤاد نجم، فمات امام متسولا، وذهب نجم الى القرصنة فصار تبييض المواقف مواز لتبييض الاموال.
لأننا أبصرنا على عبد الحليم، فأضاعتنا أسواق (الشواربي)، بسياحها وهم يلتقطون الصور التذكارية الى جانب الحمير، مؤكدين أننا لم نرث تحوتمس، بقدر ماورثنا صعيديا مسكينا يدخل السوق دون تمييز مابين السوق وبين (الترعة).
لأننا انسحرنا بمارسيل خليفة، فساقنا الى اكتئابات، ليس أولها ماغناه لمحمود درويش ، ليتضامن مع الموت، فيميت درويش بسكتتين قلبيتين.
لأننا غادرنا أم كلثوم، بفعل (العقائد الثورية) التي لم تسمح للشاعر الصيني بالتحدث عن المنجل الذهبي، فالرفيق (ماو) قرر بالاجماع، الأغنية الكادحة التي لاتغني الا للمناجل الحديدية.
ولأننا لم نفرح يوما، ولم نطلق الرغبة يوما، واشترطنا على كل مافي الحياة أن يكون على قياسنا، مع أن قياسنا له قياسين:
الأول، حين نكون بمفردنا، والثاني حين نكون مع من يتفرج علينا، ولهذا تأخذنا سارية السواس الى الرغبة الشاهقة حين نكون بمفردنا، ونتنكر لها حين نكون بمجموعهم، فالواحد فينا اثنان متخاصمان، ينتصر الكاذب فيهم على الوافر، ونتنكر بعدها للرقص، وللجسد، وللشهوة، وللحب، وللفرح، فالكآبة وحدها صناعتنا، وبسببها وحدها، لم نتعرف يوما على مبتكر بحجم بيل غيتس، ولا على روائي بحجم جورج أمادو ولا على مغن بارتفاع مايكل جاكسون، ذاك الولد القادم من المجهول الى اشراقات الضوء، كما حصان يخترق الفجر مع آذان الفجر.
من أجل ذلك، لنغير احداثيات الدعوة، فمادمنا في الحياة فلننتصر للحياة، يعني فلننتصر لشئ من الفرح، علنا نكسر كل تلك القتامة المعششة فوق أكتافنا، والتي ما أن نركض حتى تكبل أقدامنا، ومن أجلها فلننتصر لسارية ، البنت القادمة من المجهول أيضا، من ليل يرقص على ايقاعاتها، ومن حرير يتطاير على حوافها.
فقط كي لانكون اثنان، واحد يغرق فيها حين يكون بوحدته، وثان يرجمها حين يأخذه المشهد الثقافي الى حطام الثقافة الوطنية، وقد باتت محكومة لمنتج يستهلك انتاجه بمفرده، كمن ينشئ معمل أحذية ليرتدي وحده منتوج معمله.
سارية السواس، نعم.
كل الفضائل لصاحب فضيلة واحد، واحد فقط اسمه:
شخص يفرحنا، وبعدها، لنذهب في جولة حاملين عيون طاهرة، ولنرى:
كم من الاجساد تتطاير على ايقاعات بنت سورية جاءت من الغفلة.
خاص ألف
08-أيار-2021
05-تشرين الأول-2019 | |
14-تشرين الأول-2017 | |
09-أيلول-2017 | |
13-حزيران-2010 | |
30-أيار-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |