ذكرى في هيئة رجل
2009-05-27
كيف تبدأ حديثا عن الحب...
أو ربما يجب أن تنتقد الحب لحد الرفض , أو تلعب لعبة النسيان وتوصل الآخر لقناعة بأنه من عالمك المنفي وراء جدران الذاكرة ..
كنت أتابع طريقي للقائه مسكونة بمشاعر متناقضة , رغبة , وخوف , وقلق , واضطراب , يترجمه قلبي المتسارع الدقات , ومجموعة عبارات أجمعها , لأجعل منها مفاتيحا للقاء كان قبل أيام مستحيلا.....
وقفت أمامه ولم أنظر في عينيه , طوال عمري أخاف لقاء العيون , وكأن أسراري مكتوبة على حدقتي , كنت دائما أبدأ الهرب من كل التفاصيل ..لكني كنت أخسر معاركي مع ذكرياتي ..المشكلة أنني لاأنسى ..ربما أهرب ..أتجاهل لكن لاأنسى ..ويبدو أن ذكرياتنا تكبرفي غيابنا , ومهما احتجزناها خلف الوجدان تفاحئنا الحياة أن الزمن مر من هنا ..
جلسنا مقابل بعضنا يتفحص أحدنا الآخر بعيون خجولة ..تطالع فعل الأيام بكلينا ..كان رجلا ناضجا هادئا معجونا بالقهر والألم, وخبث الرجل حين يحاول امتحان امرأة , وكنت امرأة توهتها الذكريات في لحظة وأخذتها دقات القلب المجنونة إلى حالة انتظار , وانحصرت عبثية الكون في عقلي واصطفت الكلمات الملغومة العفوية طابورا خامسا يفتح الأسوار ويهلل لحصان طروادة ليجتاح كل الأمكنة ويضرم حريقا يأكل حصاد العمر ويرحل ..
كان لقاءاً يصلح أن تستبدله بعمر كامل .. قفزت روحي لترقص أمامي فوق كتفيه ..كنت أراقبها تداعب شعره فأشد على يديه أكثر , وأضع رأسي على صدره بحثا عن مدخل لقلبه , قلبه الغريب الأطوار , لم أقرأ رموزه بوضوح , لكني بعثرت تفاصيلي أمامه إيمانا بلحظة دفء.
طوال عمري كنت أخرج من عباءة الدنيا لأسكن في صمت الحلم ..
صرت أخاف الحلم من يوم أن قابلت رجلي الحلم ..
لم يعد خيالا أو دخانا يأخذه الصباح.. ويضيّعه ألم ضياعنا في بلاد الضياع ..تلك البلاد التي يوجد لكل النمل فيها أمكنة , أما العصافير فتظل دائما في مرمى عيون الصيادين .. لم يعد كائنا محفورا في رسم الوجدان ينطق بما أريد حين أقابله في خلوة مع النفس , صار كتلة من الواقع بهزائمه وتبدلاته وقسوته........ كيف استرجعتك من رحم السنين التي سرقت براءتنا وكبّلتنا بعقد القهر البشري والزيف المتغلغل في عقولنا المتوّهة ..أريد أن أستعيد فيك إنسانيتي ..أريد أن أمارس الصدق ..لأن الكذب قد شوّهنا , أريد أن أنقلب على كل الأقزام الذين حجّموا عواطفنا وروّضوها بسياط عجزهم, فحاربوا الرجال بذنب رجولتهم وذبحوا النساء بذنب أنوثتهم ..
خذني معك في رحلة عكس القدر ..في لحظة على هوامش موتنا ..دعني أمارس الحياة فقد تعبت من روائح الجثث التي تجتاح شوارعنا البائسة .. الليل البارد طويل بلا نهاية , دعنا نشعل في هذا القفر نارا فإني أحلم بلحظة خلاص من هذا البرد ..
لا تجّمل نفسك أمامي ..لا تأتني في هيئة بطل في زمن بلا أبطال , ولا تنتصف لحزني...
فقط تعال بهيئة رجل ,لأني أريد أن أعتزّ بأني امرأة .. امرأة تستنهض فيك روح المغامر , وتقلّب الرماد بأصابعها بحثا عن الجمر وأستمتع بحروق من نبش ذكرياتك , أريد أن أحترق ليذوب جليد السنين الذي عطّل قلبي ..أريده أن يستعيد قدرته على الكلام , فيحكي قصة انتظارك.. ربما يصبح عندها جديرا بك ..أنه مسجّل على قيودك من أول الزمان , هاأنا أعيده إليك.......
08-أيار-2021
14-تشرين الثاني-2010 | |
27-أيار-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |