ليتني أطوّب جسدك
بناياتي الصادحات
كما يطوّب بدائي
معبده
بعمود شاهق للسماء
ليتني
أغمس مناراتي
بآبارك العميقات العذبات
كما تغمس الغيوم
سيف برقها
في خواصر إناث المدى
المتوجسات
ليت يديك
بأصابعهما الحانيات
تفرك
أحلامي الآتيات
وتضمها في درج زينتك
ليتك
تشدين ضفائرك
بأوتار قلبي
كما يشد شاعر
كلماته بايقاعات بحور
الخليل
ليتك هطول
لأمطاري
التي خبأتها أرحام الغيمات
ليتك صفير
لعواصفي
المحلقات بأجنحة الهبوب
ليتك شرق
لشموسي
التي أعياها السرى
ليتك
مرآة
لصورتي التي شوهتها
العدسات المقعرات
ليتك ظلال
لأشجاري الباسقات
ليتك شهوة
لرغباتي المختبئات
ليتنا
حرفا كلمة ميتة
في قاموس
كي لا يتداولنا
الحاسدون
ليتنا طائران
قد هاجرا بعيدا
عن السرب
ليتنا نعيش
كمتوحشين في
كهف لا تقربه
أفاعي الحضارة
ليتنا نضع
شاهدة
لقبر يضم جسدينا
ليتنا صنمان
من تمر في معبد
عندما يجوع العابدون
يرتشفون عصيرنا
ليتك
موجة يكسرها الشاطئ
وأجمعها في قارورة
وجدي
ليتك عطر تنقله الريح
إلى أنفي
وأطلقه إعصارا في أعماقي
ليتك أنا
لأهرب منك إليك
ولن يقدر سيف
أن يرتشف دم أي منا
خالصا
أبو ظبي
‏الثلاثاء‏، 12‏ أيار‏، 2009

E-mail:- noorja