رواية/ الأرض المحرمة لماريا شانتال لونغ ـ ج الأخير ماريا شانتال لونغ / ترجمة
2009-06-20
الفصـــــــــــــــــــــــــــــل الرابـــــــعة عـــشــــــــــــــــــرة
لم يبقوا مدة طويلة في المستشفى. لا توجد فكرة واحدة في رأسي, قال ياسر, وتجاوبت إيكا معه, مدركة ما يجول في عقله.
انطلقوا إلى هناك بعد مجيئ ياسرإلى البيت مباشرة. علمت إيكا من خلال الاتصال الهاتفي مع المستشفى قبل مجيئها إلى البيت أن وضع والديه على ما هوعليه دون أي تغييريذكر. لم تكن ترغب في الذهاب إلى هناك مع ياسربشكل فجائي حتى لا تتلقى صدمة ما, خبرما غيرسار, خبروفاة. كل شيئ هناك, في المستشفى ملفوفاً بالبؤس واليأس. اللعنة على هذه الإجازة, من الواضح أنها كريهة من بدايتها, دارت الكلمات في دخيلة إيكا بسخرية. لم تنق أوتتذمر. هذه التجربة الأليمة نقلتها إلى مصاف آخر, إلى معنى الحياة وقيمتها وجمالها بالمقارنة مع الاستلقاء تحت أشعة الشمس والاستمتاع بفصل الصيف. لم تكن إيكا من أولئك البشرالذين يحبون الاستمتاع بفصل الصيف. هي مثل والدها, تحس بالضجرمن الفراغ, عندما لا تجد شيئاً تقوم به.
لم تكن لديها رغبة في الدخول إلى الغرفة لكن نظرات ياسرالمتوسلة غيررأيها. كان والده ما يزال راقداً على السريرذاته مربوطاً بالأسلاك الكهربائية وعلى السريرالمجاورأمه. عندما اقتربوا من الأسرة فتحت عينيها, حدقت في وجه أبنها لكن دون أن تنطق بكلمة واحدة. ربما تناولها للحبوب المهدئة أفقدها القدرة على الحديث أوالتواصل مع الناس أوأن الحادثة الأليمة لزوجها خلق لديها حالة من العزلة المغلفة بالحزن.
ـ ماما! أنا ياسر يا ماما. مرحبا يا ماما. كيف حالك يا أمي؟
قرفص بالقرب من سرير والدته حتى يكون بمستواها, غارساً وجهه بين يديها, يحركهم مرات عديدة كما لو أنه يريد أن يوقظها من كابوس مزعج طال أمد بقائه.
ـ ماما! أمي الحبيبة! لا تنامي. تحدثي معي, أنا أبنك ياسر!
أخذت يده ووضعته جانباً, كأنها تريد ان تقول له مع السلامة, ثم التفتت ناحية سريروالده ثانية وأغمضت عينيها.
مسكت إيكا ياسر من ساعده كما فعلت المرة الماضية وقادته إلى خارج الغرفة.
ـ تأكدي يا إيكا أنا هادئ, لست حزيناً. أعني, لست كثيرالحزن. لكن... أريد أن أخذ المفاتيح. هل لنا أن نسأل أحدهم؟
بالتأكيد هذا شيئ سهل ورائع أن نقوم به. سألوا مكتب تقديم الخدمات فوافقوا على تقديم المساعدة لهم, أن يفتحوا الخزانة حيث ترقد فيها الأشياء القيمة. هناك وجد ياسرمجموعة المفاتيح بين الأشياء الخاصة لأمه. أخذ القليل من النقود أيضاً بينما إيكا تتفرج عليه.
ـ لا أستطيع أن أعيش لديكم طوال الوقت, كما أن والدتي لا تحتاج إلى النقود على الأقل في هذه الأوقات.
أخذ مكتب تقديم الخدمات رقم هاتف منزل إيكا حتى يتصلوا بها في حال حدوث أي طارئ سواء ما يتعلق بعودة أخوته أووالديه.
خافت إيكا من حالة الصمت والهدوء الذي خيم على ياسرفجأة. خافت أن يتحول هو الأخرإلى حالة, أن يغلق على نفسه ويغرق في دوامة الحزن والغياب.
ـ كيفك يا ياسر؟ أنت صامت طوال الوقت. حاول أن تخرج من حالة الصمت التي تلفك, أن تتحدث عما تشعربه وإلا ستفقد كل جميل في حياتك وتبدأ دودوة النخرتأكل روحك من الداخل رويداً رويدا وتقضم ال....
ـ كيف كان وضعك عندما ماتت والدتك؟ كنت مصدومة, صامتة, تنخرك دودة التأكل من الداخل كما تقولين الأن, أليس كذلك؟
أدركت إيكا الموقف. غرقت في صمت مختلس ممزوج بالحزن والخجل. شعرياسربالندم من سؤاله القاسي, لكن ندمه جاء متأخراً.
ـ نعم, على الأرجح كان كذلك, دودوة القهرأكلت روحي, ردت عليه إيكا في النهاية. في هذه الحالة, لم يكن مناسباً أن يتكلم هيكي عن هذا الموضوع, لأن تجربته في الحياة علمته أن لا يتحدث المرء كثيراً عما يحس ويشعرمن حزن وآلام بالرغم من أنه ساكن فينا. كنت حزينة وعاجزة يا ياسرعندما غادرتنا ماما, لكن ما حدث قد حدث. هناك أشياء كثيرة لا تفسيرلها في الحياة. امتنعت عن كل شيئ, دخلت شرنقة نفسي وأغلقت الباب عليها لأن ذلك الوقت كان وقت وفاة إنسان غالي وعزيزعلى نفسي. لقد أخذ الأمروقتاً لكن سرعان ما تجاوزت الأزمة. لهذا السبب يا ياسرلا أريد أن تسمح للحزن أن يسكن قلبك كما فعلت. هذا ليس جيداً, حقيقة.
ـ أستطيع التكلم, لكن ماذا عساي أن أقول؟ أنهم راقدون في المستشفى, لم يحدث شيئ جديد. ليس لي حيلة سوى الانتظار. أنا أيضاً غاضب, لقد ركلت باب بيتنا.
ـ ماذا فعلت؟
ـ لقد ركلت الباب. كنت أمام باب بيتنا, ركلته وشتمت.
ضحكت إيكا من كل قلبها حتى بانت نواجدها. وما عساها فاعلة غيرذلك؟ كان شيئاً طريفاً أن يقص عليها هذه الحكاية في هذه الأجواء الملبدة بالبؤس والشقاء.
ركبوا سيارتها ومضوا إلى بيت ياسركي يجلب بعض الثياب الضرورية. في الداخل, الصمت يخيم على كل أجزائه. البيت نظيف ومرتب وكل شيئ في مكانه. دخل إلى غرفة النوم وجمع بعض الثياب التي يحتاجها ثم وضعها في كيس بلاستيكي جلبه من المطبخ. أما معطف الجينزوأشياءه الخاصة المحببة إلى قلبه فقد وضعتها دياميلا على جنب ليتسنى له استخدامها.
عادوا ليجلسوا في مطبخ بيت هيكي حتى يأكلوا. يمكن القول, أن هيكي وإيكا انتهوا من تناول العشاء منذ مدة طويلة, سندويشات على النمط الاسترالي أو أشياء من هذا القبيل, الفناجين في أيديهم يرتشفون القهوة, بينما ياسرما يزال في المطبخ يأكل من طبقه الثالث.
ـ هل جميع أصدقاءك يأكلون الطعام بكميات كبيرة مثلك؟ لم تستطع إيكا أن تكف عن طرح مثل هذا السؤال.
ـ لا. أنا أكل أكثرمن الجميع بالرغم من إنني أنحفهم. لا أعرف أين يذهب هذا الطعام كله.
ـ كأنك معتاد أن تقول لوالدتك أنك مثل البقرة بأربعة بطون.
أومأ ياسربرأسه وهويمضغ الطعام. لم يكن لديه الوقت الكافي كي يرد, كما لم يكن حزيناً مثل الفترة السابقة.
هل يعتاد المرء على الحزن والأسى؟ أم أن البكاء الكثيريفرغ طاقة الحزن والألم ويدفع النفس إلى الراحة والاسترخاء؟ أوأنه في حالة انتظارعما ستنجلي عليه الأموركما قال لإيكا سابقاً.
هل تعرف ماذا فعلت قبل التسوق؟ كنت في المخفرأدقق السجلات. رووف شخص مشهوربالرغم من أنه صغيرالسن. لقد أرسل الصبية إلى العمل بدلاً منه. أنه ليس ذلك الشريركما تظن وتعتقد. لقد قلتَ أنه إنسان خطيرلكني لا اعتقد ذلك. لم يقدم على أية مجازفة أومخاطرة على الأطلاق, سواء باستخدام السلاح أو غيرها. لا اعتقد أنه من فعل ذلك.
ـ إذا, في هذه الحالة, من يكون؟ هل ذلك الشخص يعمل لديكم؟ أم أن الشرطة جميعها في إجازة؟
شعرياسربالحنق والغضب من هذا الكلام ولم يكف عن طرح العديد من الأسئلة, ماذا تقصد ليس هو؟ كيف عرفت ذلك؟ هل قالت هذا حتى لا أخطط لمقابلة جديدة مع رووف؟
ـ ما أحقرك؟ صرخت إيكا في وجهه وضربت الفنجان القابع على الطاولة بيدها فتطايرت القهوة في الهواء واندلقت على الشرشف والسجادة والأرض. حتى تعرف, إننا نعمل هناك طوال الوقت وعلى مدار الساعة وعملنا لا ينحصرفي كشف محاولات القتل والسطوعلى السيارات فقط. نحن نبحث في شتى المجالات, وكل ما يمكن عمله, ليس أقله الاعتداء بالضرب على الأطفال وإيذائهم. أننا نلاحق جميع الحمقى الذين يعتدون على الناس ويهجمون عليهم في الشوارع والمنتزهات. أنت لا تعرف مقدارالبؤس الذي نتعرض له دائماً وأبداً. هل تعتقد أنه كثيرعلينا, وشيئ يدعوا للغرابة أن نأخذ إجازة بعد هذا العناء الكبير, مثلنا مثل بقية الناس؟
نهضت من على كرسيها والقطة الصغيرة في حضنها. قبل أن تخرج من المطبخ صفقت الباب وراءها بقوة شديدة. صوت خطواتها راح يغيب شيئاً فشيئاً إلى أن تلاشى تماماً عندما أصبحت خارج المنزل.
بقي ياسرفي مكانه مثل كتلة صماء لا يقوى على رفع رأسه في وجه هيكي. شعرنفسه في وضع لا يحسد عليه, في موقف غبي, مؤذ وحماقة مقرفة لم يسبق أن فعلها من قبل. لم يسبق له أن ضايق أواقلق راحة أحد. كيف استطاع أن يفعل ذلك؟ الحقيقة لم يكن يعرف نفسه على هذا المنوال.
ـ آه آه آه, شيئ غيرسار. ماذا حدث؟ قال هيكي بصوت هادئ ولطيف. تجرأ ياسرونظرفي عينيه فرأى فيهما فضول مغلف بالدهشة. طرح سؤالاً منطقياً وصادقاً, ماذا حدث؟
ـ لا أعرف. لم اعتاد.. أن أكون غبياً إلى هذه الدرجة. لم يخطرفي بالي أنها ستزعل مني إلى هذا المقدارأويتملكها مثل هذا الحزن. أدركت أن ما فعلته فيه الكثيرمن السوء والحماقة, لكن لم يخطرفي بالي على الأطلاق أن الأمورستصل إلى هذا الطريق المسدود. سأطلب المعذرة.
ـ بالتأكيد يمكنك ذلك, زنرهيكي كلامه بابتسامة عريضة على وجهه. لكن فيما بعد, دعها تهدأ أولاً. لن تقبل منك الاعتذارفي هذا الوقت لأنها غاضبة جداً الأن, لقد جرحتها كثيراً. ما زالت غاضبة.
ـ أعرف, لقد غضبت مني غضب فظيعاً في وقت سابق, أعني أن الصبية يغضبون أحياناً كثيرة لكن الفتيات يصبحن غريبي الأطوار. لم اعتاد على ذلك.
ـ اعتد على ذلك. يحق للفتيات أن يغضبوا كيفما شاء لهم. لكن قل لي, ماذا حدث في الواقع؟ ماذا حدث معكم في المطبخ؟ سأل هيكي مرة بعد أخرى, ثم مد أصبعه إلى رأس ياسرونقره بهدوء, ماذا حدث؟
ـ لا أعرف. في الواقع, نعم...كأن الموضوع غير مهم أن أعرف من أطلق النارعلى والدي. كأني لم أحاول أن أعثرعلى من فعل ذلك.
ـ لماذا الموضوع غيرمهم في اعتقادك؟
لدى هيكي حالة استرخاء كاملة في طريقة عرضه للاسئلة. لا يشعرالمرء على الأطلاق أنه في حالة استجواب مثل أقسام الشرطة, المدارس, المعلمون أوإنسان بالغ يريد أن يضع أحدهم في خانة المحاسبة. يطرح السؤال حتى يعرف, ولا شيئ آخر. ربما حتى يساعد أحدهم على تجاوزالمشكلة. لا يزال يوجد هناك مثل هذا النوع من الناس البالغين.
ـ لأن.. ربما, لأن والدي ليس سويدياً. أي ليس سويدياً من الأصل, من الجذور. افترض ذلك! تحدث مثل هذه الأموربسبب وجود التمييز, العنصرية, هل تفهم؟ تحدث كل يوم تحت مرأى ومسمع الجميع. هذه العنصرية لا يمكن إزالتها, ببساطة شديدة, لأنك لا تستطيع إزالة القذارة المعشعشة في عقول العنصريين.
ـ هل تعتقد أن قضية والدك ليست مهمة للشرطة لأن والدك ليس سويدياً من الأصل, من الجذوركما سبق وقلت؟ هل تعتقد أن الشرطة تفكرعلى هذا النحو؟
صمت عميق حل على ياسرمدة طويلة, أراد على أثرذلك أن يرد بطريقة لبقة, منضبطة, أن يفعل الصواب, أن يقُوم نفسه, مثل طلب الاعتذارمن إيكا. أنها عقوبته, جزاء الخطأ والحماقة الذي ارتكبها بحق إيكا, لهذا عليه أن يرد بصورة لبقة.
ـ البعض يفعل ذلك. الشرطة على سبيل المثال. نسمع مرات كثيرة يقولون الرأس الأسود, الأجانب. هذا اللقب مثل ذاك اللقب الذي يطلق على المرأة, عندما يقال لها أثناء المشاجرة, يا عاهرة أومثل هذه الشتائم القبيحة التي تحدث أثناء المظاهرات, خاصة عندما يرمون الحجارة. لقد قرأت عن ذلك. حقيقة. مثل هؤلاء القذرون موجودين في مدارس الشرطة, يطلقون مثل هذه الألقاب أو الشتائم نفسها. من المؤسف أنهم ما زالوا باقين في تلك المدارس إلى الأن. اعتقد أنه ينبغي أن لا يسمح لهؤلاء أن يكونوا في سلك الشرطة, لأنه يقع على عاتقهم حماية جميع القاطنين على أرض السويد, ليس فقط أولئك الذين يحبونهم, من أصل سويدي من الجذورأنما جميع السويديين دون تفريق بين هذا وذاك.
ـ بالتأكيد هناك بعض الحمقى في صفوف الشرطة أولنقل بصورة أدق أولئك الذين يتصرفون على نحوسيئ جداً مع الآخرين. ينطبق هذا الشيئ على بعض المعلمين, الشباب الصغارإذا جازالتعبير. يتمنى المرء في قرارة نفسه أن يخنق هؤلاء الحمقى والمجانين وأصحاب الطباع السيئة الذين يقلقون راحة غيرهم ويسببون لهم الألم والأذى النفسي والجسدي في بعض الأحيان. أنهم مخربون, هدامون... الحمقى موجودين في كل مكان. لكن, قل لي, هل تعتقد, حقيقة, أن مخفر الشرطة التي تعمل فيه تينا لا تحقق في قضية والدك, لأنه ليس من أصول سويدية من الجذور؟
ـ لا, لا. أجاب ياسروقد بدأ الإنزعاج واضحاً على محياه. لا.. لا. من السوء والوضاعة أن يقال مثل هذا الكلام. غضبت لأن إيكا قالت...
ـ هذا الشرح يمكنك أن توضحه لها فيما بعد, حاول هيكي أن يختصرالحديث. في البدء عليك أن تعتذرمنها وبعد ذلك لكل حادث حديث.
تناهي إلى سمع ياسروقع خطوات في الردهة. على حين غرة فتح الباب ودخلت إيكا متجهمة الوجه تلتف حول عينيها ووجهها تعابيرمملوءة بالغضب. كانت قطتها ما تزال في حضنها يبدوعليها الارتياح بالمقارنة مع مربيتها.
ـ أفهم شعورك, لكن الموقف كان صعباً للغاية, بدأت إيكا حديثها متزامناً إلى حد ما مع استعداد ياسرللصراخ.
ـ المعذرة المعذرة المعذرة! حسناً؟ كنت سيئاً للغاية. المعذرة!
ـ جيد, أجابت إيكا وجلست في مكانها مرة ثانية. أعطني فنجان من القهوة من فضلك!
هكذا تسيرالحياة, تنفس ياسرالصعداء ومضى كي يجلب لها القهوة.
بعد الهدوء والسكينة لم يطرأ أي تطورعلى حياتهم يثيرالاهتمام. قال هيكي أنه يستطيع أن يبقى بينهم مدة يومين أوثلاثة. فهمت إيكا ما يريد والدها أن يقوله, أنها تعرفه جيداً من خلال العشرة الطويلة. لقد أحب هيكي وإيكا شخصية ياسروعرفوه عن قرب وعرفوا ملابسات حياته. لقد شكل هؤلاء الثلاثة مجموعة صغيرة حلوة ومريحة, يلتفون بين الحين والآخرحول الطاولة يتحدثون, يشربون القهوة, يتمتعون بأوقاتهم. هيكي الرجل الطويل العريض الضخم والهادئ, إلى جانبه الشاب ياسرالنحيف العصبي المزاج الذي لا يكف عن هزقدميه طوال الوقت, يحرك يديه بالسرعة ذاتها عندما يتكلم مما يستدعي من الآخرين أن يطلبوا منه أن يعيد كلامه أكثرمن مرة حتى يفهموا عليه.
ـ متى بدأت الأحداث مع ياسر؟ وقفت إيكا بجانب المجلى تغسل الطنجرة وتتابع حديثاً يدوربين ياسروهيكي وفي اللحظة ذاتها تعد الأيام في عقلها. اليوم هوالأحد, الوقت بعد الظهر. لقد خرج ياسرمن القبوصباح هذا اليوم, تحدثوا وشربوا القهوة, ذهبت إلى السوق من أجل ا
08-أيار-2021
30-تموز-2010 | |
17-تموز-2010 | |
02-آب-2009 | |
21-تموز-2009 | |
15-تموز-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |