أحجار كريمة
شهلا العجيلي
1- الفيروزج:
من تقلّد به دفع عنه القتل، ولم يُر قطّ في يد مقتول...
فما لي أتطوّق بالنفيس منه، وتمعن كلّ يوم في قتلتي!

2- حجر مازن:
قرّر ملك بلاد المشرق ألاّ ينام، لأنّه كلّما نام، رأى المنامات الرديّة: وحوش كاسرة تطارده، ودماء تحاصره، وغيلان تضاجعه، حتّى أدركه النحول والإعياء، وبات لا يقدر على الحركة. حكماء المملكة أجمعوا على أنّ حجراً في (سَرَنديب) من معدن البلخش الأسود، يُدعى (مازن)، كفيل بطرد مثل تلك المنامات، فجاؤوا به، وجعلوا وزن عشرين شعيرة منه خاتماً، لبسه الملك، لكنّ الليالي مرّت، وحالته تزداد سوءاً...
الملك الذي عرض أن يدفع ملكه ثمناً لنوم هانئ، طلب حكيم الهند والسند، فأشار عليه بأن يتنحّى عن العرش، فتنحّى. في ذلك اليوم نام الملك السابق، وصارت أحلامه ورديّة!

3- البرنج:
كان أمره محيّراً، دائماً يُشاهد وفي يده حجر أسود، وجهه برّاق كالمرآة، يُحدّق فيه، ولا يحوّل عنه النظر. وبعد لَأيٍ عرفوا أنّه من نظر في حجر (البرنج) قوي بصره، ومُدَّ ليخترق الجدار، ويرى عُري الجارة من ورائه!





4- ياقوت أحمر:
لم يُر إلاّ متختّماً بياقوتة كبيرة، ليس من أجل ألاّ يلحق به الطاعون، بل لأنّ الياقوت يُسهّل قضاء حوائج حامله، ويجعله في قلوب الناس مهيباً، ويقوّي قلبه...
كانت كلّ حوائجه تقريباً مقضيّة، وكان كلّ من يراه يُجلّه، وكان قلبه قويّاً بما يكفي لضربها، ومع ذلك كانت تراه مثل فأر!