بمناسبة مرور سنة على وفاة محمود درويش / تركنا حصانه وحيدا
2009-08-06
رسالة شخصية من الكاتبة السورية عبير اسبر، فيها الكثير من الملامة، ولو بكلام مقتضب، والملامة تقع على صمت اللحظة، عن لحظة موت محمود درويش، بما يعني عن تجاهل ذكرى اللحظة.
الملامة مطلوبة، ولكن الصمت مطلوب أكثر، الصمت مطلوب لاعتبارات لاتنتهي، ولكن من أين لنا اختزال مالا ينتهي؟
سنحاول اختراق الصمت بشئ ما لابد وأن يقود الى الثرثرة.
محمود ومنذ سجل أنا عربي، مرورا بـ : مديح الظل العالي، عبورا بـ: لماذا تركت الحصان وحيدا، وليس أخيرا، تلك الجدارية التي باح فيها بموته وربما باح فيها بموتنا، وفي كله كان:
-يوتوبيا.
ولأنه كان كذلك، صار خيالنا، يكتبنا لنكتبه، وليس ثمة قصيدة واحدة لم تنتقل من كتف محمود الى أكتافنا، وليس ثمة واحدة منها الا وكانت معمولة لتنتج مرتين:
مرة عنده، وعلى موقد عمره
ومرة عندنا ونحن الحطب الدائم لاشتعالاته، لنشتعل.
وفي المرتين، كان اليوتوبيا، تماما كما كنا على عتبة أسخيلوس، كنا على عتبته.. وتماما كما كنا على عتبة هوميروس كنا على عتبته، وتماما كلما كنا نخرج من العتبة نعود اليها، وكان كذلك حين كانت اشعاعات الاشتعال من أجل الحرية هي التي تأخذنا، واليوم بات نهرا آخر.. لنقل بات ليلا آخر.
لعبير اسبر أقول:
لا أدري.. العيب فينا أم في اشتعالاتنا، فالذي تبدل قد تبدل وبدل مع ماتبدل المواقع والأمكنة، وفي عملية التبدل المتدفقة تلك، هجرنا حصان محمود درويش، و :" تركناه وحيدا"، وفيها تنازلنا عن اليوتوبيا لحساب الوقائع الصارمة، وقائع من نوع:
على أي من خبز المساء سنسفح ماء وجهنا؟
على أي من عتبات أصحاب اللحظة سنقف؟
نحو أي تراب سنمضي حاملين أكفاننا الخالية من الذكرى؟
نحو أي مكائد سنمضي، ونحو أي حنين سنقتل، وراياتنا محترقة؟
وثانية سنفصل أكثر:
حين كان محمود الزيتونة، ثمة ألف زيتونة نبتت في جباهنا.. فكانت الكوفية شيئا من مفردات حلمنا وكنا:
-ثورة حتى النصر ياصديقتي
وحين كانت، لم يكن بالوسع قبول كل احتفالات "أبو مازن"، ولم تكن الدراما التلفزيونية نبوءاتنا.. لم نكن نصطف في طوابير المتسولين على أبواب أصحاب النعمة ممن ينعموا بنعمتهم علينا.
أن نستحضر محمود درويش، يعني أن نتذكر.
ألم تسمعي زميلتك في الوجع أحلام مستغانمي وهي تصفق للنسيان كي يأتيها فتنسى؟
تعالي ننسى محمود درويش.
ننسى نجيب سرور.
ننسى هوميروس وننسى الياذته.
تعالي ننسى ذاك الصبي القادم من وراء نبتته.. وننسى انزلاقات الحب، والانجراف في الرغبة.
لنتذكر فقط سادة عالمنا.. سادة من حطب وطحلب وموت أماتنا.
ليتنا ننتحر فورا، علنا نذيب كل ذاك الموت القابع في أرواحنا
دليني على أقرب طريق الى جهنم، لألاقيك على مفرقه.
08-أيار-2021
05-تشرين الأول-2019 | |
14-تشرين الأول-2017 | |
09-أيلول-2017 | |
13-حزيران-2010 | |
30-أيار-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |