الى جوار مارلين مونرو.. قبل الجنس مقابل الغذاء
2009-08-21
من قال أن الجسد لايتوه في جسده، ومن بوسعه استنكار ذاك الاغتراب بينك و :" بينك"؟ ومن قال أن التدمير الذاتي ليس سوى التكريس الممنهج للاحتجاج على الجسد، وهل بوسعك أن تعطي مسافة للمجازفة في أن تقارن جسدك بـ:
جسد من طراز باراك اوباما، المثقل بالتاريخ، والقادم من الرحلة الافريقية الاولى، وقد حطت متاعها عام 1620 على شواطئ الاطلسي، ليرحل أربعمائة سنة ويعود الى كينيا، رافعا احدى وخمسون نجمة هي مجموع العلم الامريكي الذي انحنى لحضرته؟
وكيف سيخطرك، وأنت المواطن الصغير في التاريخ المبتذل والصغير، أن ترفع "جسدك"، أمام ذاك الجسد الهائل، لاله التراجيديا المغرقة في الضحك، وتقول لوليم شكسبير:
كلانا (عضو) في مديرية المسارح والموسيقى السورية؟
وأي ملامة ستقع عليك، ان قلت بأنك شديد الضحالة حين تمعن في سينما جان لوك جودار، أو حين تقرأ اليوميات الصغيرة للكاريبي المثقل بسرطانه غابرييل غارسيا ماركيز؟
سيكون جسدك بالغ الذروة مرة واحدة:
حين تقرأ منتوجات من نوع:" دراما رمضان السورية"، سيكون جسدا حاضرا وعملاقا، سيكون مأثرة وثروة، ولن يكون كذلك حين تذهب وحيدا الى مقبرتك، عند طائفتك الوحيدة، طائفتك الحائرة في انتاج التاريخ بصفته "تاريخها"، وحين انتاج الاله بوصفه:" قاطع طريق"، وحين تدفن في المقبرة الجماعية، لبشر لايجمعك فيهم سوى ضمور الذاكرة وقد تحولت الى منوعات الكيمياء لتعود بعدها الى التقمص، مولودا جديدا، بشرط القديم، فتعود ثانية الى :" وطنك.. طائفتك.. ووحدتك التي تاكلها الوحدة".
هذا ماسيحصل في لحظة هي الموت وقد لايشفع لك عند الحياة.. ستعود بذات الذاكرة.. بفقر الذاكرة، بما لاينتج للحياة أكثر ماسبق وانتجت، وستعود متكررا تماما كما الماعز، بفارق جوهري، أن التيس حر وانت الأسير، وأنه مكسي وأنت في العراء، وأنه وبرمشة عين، (يبأبئ) على مارلين مونرو الماعز، ويشم سيقان جوليا روبرتس (الماعز)، ويجاور كوستاغافرس (الماعز)، ويحاور باراك أوباما (الماعز)، فيما تبقى سيادتك محشورا في :
الثانوي.. الهامشي.. المقيد.. المدان.. الخائن ان شئت أو شاءت المشيئة، وبعدها تعبرها (الحياة) لتعيدها ثانية ومن بوابة التقمص، حيث الذكر يولد ذكرا والانثى انثى، ومن ذات الطائفة وعلى ذات الدين.
ريتشارد بوشنر، رجل فرنسي، مأثرته الكبرى أن مدفون الى جانب مارلين مونرو.. تصوروا ذاك المجد العظيم، لرجل ثانوي (حط جثته) الى جانب الفساتين المتوترة لمارلين مونرو، تلك المرأة التي أعطت للرغبة معناها.. المرأة المتوترة تحت اضاءات عالم لم يضئ لنا سواها لنضيع، وفي الخبر، مبلغ من السذاجة :
بوسعك استئجار قبره، بنصف مليون دولار.
ومن أين لي نصف المليون أيها السيد الميت.. زميل الغد؟
لوكان عندي، لصنعت ذاكرة باراك أوباما على الوجه والتحديد.. لو كان، لأخترت أبا كينيا، يذهب في رحلة دراسية الى أرض الوعد، لزوجته تلك البيضاء " ملكة العزلة"، المكان الأكثر أمانا مما عداه.
لأنجبت (نفسي)، وذهبت في رحلة القانون نحو هارفارد.. لتعلمت الخطابة وأخلصت لزوجتي، وفررت (بي) من أجساد نساء، خيرهن فيهن حتى الممات.
ماحاجتي الى أن ادفن الى جانب مارلين مونرو، وفي مترو موسكو بنات مخمورات، بوسعهن اللعب بأزلي، لأكون حصان المستقبل الذي يفوز بالرهان على شهواتهن؟
وماحاجتي الى (جوارها) وبحسابي نصف المليون، اجول فيها مقابر مصر، من توت عنخ آمون وصولا الى سعاد حسني (سندريلتي الشخصية جدا)، وفيها ألتقي ناس أسسوني من مثل نجيب سرور، وسميه نجيب محفوظ.
وماحاجتي الى كل ذاك الجوار حين أختار (الوطن)، الوطن بما يعني أمران لاثالث لهما :" تراب وذاكرة" لأتذكر، ومن الذاكرة أنتج تاريخي البعيد.. تاريخ هو الابعد الابعد من نشيد الاستقلال المنسي في بلاد أضاعت النشيد.
بلاد واحدة من اثنتين:
تاريخ متراكم يستدعي بونابرت، أو دانتي أو روبسبير، أو تلك البلاد اللقيطة التي تقف على الصفر فتؤسس لاحتمال بونابرت أو دانتي أو روبسبير.. بلاد قطعت رأس الله، وكتبت فوق زواريبها المنسية.. كتبت بالدم:
BLOOD
ثمة زاروب منسي يقع وراء كتفي:
زاروب مكتوب على جداره:" الجنس مقابل الغذاء".
زاروب يزحف الى بيتي يسمونه :"افغانستان".
زاروب، لن تنام فيه مارلين مونرو.. وحتما :
سأنام فيه.
08-أيار-2021
05-تشرين الأول-2019 | |
14-تشرين الأول-2017 | |
09-أيلول-2017 | |
13-حزيران-2010 | |
30-أيار-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |