في فمه البلح وعلى صدره الرمان !
2009-10-24
اللوحة للفنان روزيتي
أصبتُ حين كنت صغيراً
بالاستماع إلى المذياع
ربما كان فايروساً
جاءني عبر مذياع أبي 000
في ليالي الشتاء
وكان حينها المطر ينهمر كل ليلة
و يتساقط الثلج كثيراً
وكان المذياع يبوح لنا بأسرار العالم
دونما خوف أو وجل
بقي لأيام يتحدث عن مقتل ملكٍ
وعن ابن أخيه
قال حينها أنه كان سكراناً
وتحدث المذياع كثيراً
لم يتوقف !
المذياع يعلم كم مرة عشِقتْ فاتن حمامة!
ويتحدث عن إمام اليمن
يتحدث عن الخاشقجي وعن سميرة توفيق
الملك حسين
روافد نهر الفرات
لكنه لم يكن يذكر الخابور
كنت دائماً أشعر بالخيبة
وأعلم أن الأنهار العظيمة هي التي يأتي ذكرها في راديو لندن
أو هنا لندن
لم يكن ثمة
مرض السرطان ولا السارس ولا حمى الخنازير00
أو أننا لم نكن نسمع بها
لم يكن الجدال عقيماً رغم الحروب الباردة والخرائط الثابتة !
2
حين كبرنا
كبر همنا
وها نحن كبار
همومنا جبال
وأسطرنا بحار
خيباتنا تلال
والأمل في عالم جديد محض افتراء
2
لم يمحَ من ذاكرتي هنا لندن
لم أنسَ
جمال برد الخريف الأخير
صولات القلب وهو مراهق يهذي بكذبهِ للأتراب
يناديهم تعالوا نتحدث
وحين يصبح الليل في هزيعه الأخير
يخترع من هلوساته تمنيات أكبر
قصص حبه وأشياءَ لم تحدث البتة
3
الصغير أصبح يافعاً
واليافع دوّن في صفيحة عمره
تراباً من الخيبات
وعمراً من القرميد المحمرّ من نار الشواء
ولم يزل ينتظر
أن يكون عاشقاً ومعشوقاً
النسائم تمر 000
تمر الفصول 00
تتعاقب مسارات البرد والهجير 000
تتراكم سنوات العمر 000
ومازال الشاب يهرم رويداً رويداً
يحلم كل ليلة000
في فمه البلح وعلى صدره الرمان !
مازالَ أسير فرحةِ الحلمْ
يبادر لِلَمِ يوم من بلحه ورمانه ويخرج إلى الريح خاسراً
لكنه يعاود الجنوح
يذهب بخطىً ثابتة
نحو مفرق ما
جبال ومشاجب من شجر000
ترقص للريح طويلاً
حيث مفترق المدن والأمصار
ينتظر امرأة ربما تأتي يوماً
ليولم لها عمراً من فرح
08-أيار-2021
08-آذار-2011 | |
02-كانون الثاني-2011 | |
18-حزيران-2010 | |
05-آذار-2010 | |
31-تشرين الأول-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |