بصقة على مؤخرة المعنى
2009-10-25
لطالما سألتُ نفسي عن المعنى؟
دونما جواب حقيقي يَشفي عطش البداية
وحده الشجر العالي كالحور في أعالي الجبال يُسمعني زئير الأرض بود..
هكذا بحذاءٍ جميل وأنيق أُعلن التشرد في براري الحب والسعادة وأقول: هي كذلك وهكذا تكون ...
وعندما يلفني الفراغ أهطلُ في ورقةٍ بيضاء دونما أثر، لأشعر أنها هي هكذا بلا معنى
وعندما أحزن تكون قاسية وغريبة ...
فأطلُّ بروحي على شبابيك عتيقة لأقول: هي نزيفٌ دائم!
وعندما أجوع أعلم أنها رغيفُ خبز طازج ينتفخ كنهود حبيباتي الجميلات دائماً...
عندما أرقصُ تلفني الموسيقى وأغني هي كذلك نغمٌ يجتاحك بلا لغةٍ... ويعيدُ الضجيج إلى من رحلوا...
عندما أمارس الحبّ مع نساءٍ لا أعرفُ أسماءهن وأقُصُّ حكايتهن لمقعد فارغ .. أقول: هي كذلك متعةٌ عابرةٌ دونما قيود ..
وعندما أسمع قصيدة جميلة أُباغتُني بالمعرفة!.. وأرفعُ قبعتي للشعراء وأصرحُ بأنها قصيدة حديثة
بلاوزن، بلاقافية، بلا شكل، بلاكلمات، ولكنها جميلة...
عندما أتجول في أزقة مدينتي (اللاذقية) مع مطرها وبحرها، وأراقب ناسها من خلف مقاهيها أقول:
هي كذلك واضحة كرائحة القهوة شهية كقبلة العاشقين
عندما أشاهد فلماً جميلاً يختصر الحياة بزمنه أُقرُّ بها فرحاً، حزناً، عشقاً، صمتاً، لغةً، وأشياء أكثر..
عندما أراقب أصابع رودان على جسدين تعانقا بقبلة، انتبه لغيرته منهما، وأرقص كاشفاً عنها ستر الخلود
عندما أقف أمام جثة ثائر كغيفارا أثرثر عن أنها ثورة ... وأردد مع نتاليا غاردوني بأننا نتابع طريقك
بلا خوف نحو الحرية...
وعندما أقرأ أزهار الشر أقول هذا الشاعر يعرف المعنى
وعندما أشكّلُ الحضور ألعن الغياب ...الضوءُ هو الضوءْ وفي البدءِ كان ... والنساءُ هي النساءْ ...
وحده العارفُ يطالعكَ بما تجهل عن الزّجل والغابات ويقول بثقة: إنها غابة بكل تفاصيل الكلمة
من معنى ... جميلة، قاسية، موحشة، دافئة، لكأنك دودةٌ تائهةٌ في ملكوتِ الغناء...
شريف بهلول يلفُّ امرأته سلمه يونس بدفء ويرمقك بغضب، وبعد أن يشتم الحكام العرب، يتنهد ويقول: إنها الحرية، بلا تردد، وقفة عزّ. وأن تموتَ واقفاً مرفوع الرأس ...
دوائر عجيبة ساحة رقص والكل يمسك بتلابيب الدبكة ...
تهرب الأجوبة وتعلو الضحكات
ومازالت فاغراً فمي بدهشةٍ لذيذة تعلنُ الصهيل وأرجوها ألاَّ تنضب...
فمالمعنى؟
أعتقد جازماً بأني أدركتهُ..
نعم .. كبياض الثلج وكوضوح العشق في حلمتين ...
ولكنَّ لغتي شظايا فهل أُعيدُ ترتيبَ الكلمات من جديد؟ ...
لطالما سألتُ نفسي عن المعنى؟...
يعرب البهلول
[email protected]
10-10-2010 أبوظبي
08-أيار-2021
12-أيار-2010 | |
25-تشرين الأول-2009 | |
البربوغاندا بين السلطة والإرهاب ـ قراءة في رواية (بالأمس ... كنتُ هناك) |
19-آب-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |