أسوا مافي العمل الأهلي، المطلبي منه او السياسي، أن توقع بيانا، سواء اكان بيان تأييد، او بيان استنكار، او بيان رقم واحد من أي صنف من صنوف الواحد.
وأسوا مافي العمل الحكومي –السياسي- منه وغير السياسي، أن تصدر بيانا أو توقع بيانا، وأهم مافي البيانات على اختلاف أشكالها وموقعيها أنها:
لاتخرج الزير من البير، ولاتبين قضية على الرغم من كونها في اشتقاقات اللغة تأخذ معنى الايضاح.
مع ذلك تفاجأ وأنت تقرا اسمك على الانترنيت، بين مجموعة من الموقعين (أدناه)، ولا تعرف متى وعلى أي بيان وقعت، ومن صاغ البيان، ومن المستهدف فيه ومنه، خصوصا وأن معظم الموقعين على (أدناه)، سواء في الثقافة أو السياسة ، ينتمون الى صنف المتفرجين على المباراة لا اللعيبة، الذين وان اختلفوا سيعثرون على شراكة قادمة، ليكون جمهور الملعب تحت الرجلين.
يحدث هذا، وساكون شاهدا على ماحدث، فالانتريت، على ماهو وماعليه، مساحة ربما اكثر سعة من بقية المساحات للعب (فيه)، بدءا من هواة التشات والغراميات ، وصولا الى الجادين من العابسين المزمومين، وأنا واحد من الاثنين معا.. عابس حين أقدم نفسي كبضاعة اعلامية، وعابث حين أعيش الحياة بصفتها حياة، واليوم، أعثر على توقيعي على بيان، شركائي فيه مجموعة من الكتاب والصحفيين السوريين، بعضهم (علم في رأسه نار)، وبعضهم لاحول ولاقوة له، وكلنا وقعنا بيانا، وقرأت البيان الذي يحمل من بين الاسماء اسمي، وأعملت الذاكرة المعطلة، والنتيجة:
- لم أقرأ البيان، ولم أوقع البيان، ولم يستشرني أحد ممن نابوا عني في التوقيع، والأهم ان قضية البيان المطروحة، ليست من مشاغلي ولا تبيت في فرشتي، ولست من الضالعين بها، اقله أنني واحد من الافراد السوريين الذين عجزوا عن الانتظام في سرب طيور، او في قطيع خراف، او في نقابة او حزب، أو طائفة، وحتى العائلة على ضيقها لولا الالزام لا الالتزام لودعتها الى اقرب رصيف.
اللافت فوق أن وقع أحد بالنيابة عنك، أن البيان يتصل بالديمقراطية وحرية الرأي، والاستبداد ومابعد الاستبداد، والخيارات الوطنية بصفتها جزءا من خيارات الناس لا فوقها، ولنتصور ما حال الديمقراطية ، هذا الهاجس الذي يرغمك الآخر عليه فينوب عنك في التوقيع على م الا ترى وما لا تقرأ وما لا تحدده ارادتك؟
لنتصور مصير الديمقراطية المأمولة ان كان حاملوها على هذا النحو من (الديمقراطية).
الان أرى نفسي ملزما على اعلان بيان مادمت لم اوقع بيانا:
انا الموقع أدناه، نبيل الملحم:
(أشجب) و (أندد) و ( أحتج) و ( ألعن) كل البيانات الصادرة عن كل المثقفين السوريين والعرب والأفغان وأشقائنا الهولنديين، واقول:

أنا الوحيد، لأم وحيدة في قبرها، وأب اكثر وحدة في عزلة موته، لست من الموقعين لا ادناه ولا أعلاه، على كل البيانات السابقة منها واللاحقة، وحين أحتاج الى تبيان بياني اكتبه بقلبي وربما بقلمي، ولست محتاجا الى من ينوب عني حتى في البرلمان أو عند كاتب عدل.. فاعفوني من بياناتكم.