"بين ذراعي قمر" للمغربية فاطمة الزهراء بنيس / كحريرٍ يجرح
2009-11-11
في مجموعتها الشعرية الثانية "بين ذراعي قمر"(منشوراتدار ملامح – القاهرة)، تكتب الشاعرة المغربية فاطمة الزهراء بنيس باقتصاد فيالكلمات تبدو الجملة قصيرة، متقشفة في بنائيتها، ومع ذلك تتمكن من منحنا المشهدبكامله: فاطمة الزهراء بنيس تغويها الرغبة في الرسم، فتذهب معها نحو قصائد تقاربالحكايات المصورة، وإن تكن تفارق السردية مستعيضة عنها بنوع مختلف من البوح يخالفما بات تقليديا و"مألوفا" في تجارب كثيرات من الشاعرات العربيات، وخصوصا من الجيلالشعري الجديد. هنا بالذات نتوقف للإشارة الى افتراق مناخات الشاعرة، وعوالمها عنذلك السيل الجارف من الإنتاجات الحسية التي تنسكب من حواف الجسد من دون أن تمربالروح، والتي باتت تشكل "تيارا" يكاد يميز غالبية ما نقرأ من "شعر البوح" النسائيهذه الأيام. تأتي الشاعرة من فضاء مختلف يمزج الجسد بروحه، والأهم أنه يجعل للتجولفي أهواء الحسي وغايات الجسد ما يصيّره شعرا.
"بين ذراعي قمر" أقرب إلى "موتيفاتشعرية" تحاور هموما فردية، بالغة الخصوصية، إذ هي تنطلق من ذات الشاعرة لتطل على العالم الخارجي، فتتأمله أكثر مما تراه، وخصوصاً "خدوش" أظفار العالم الخارجي فيروح الشاعرة. القصيدة في حالة كهذه، إنصات الى عويل الروح، في مأزق الاغترابوالوحدة، وحيث صورة الرجل تنوس أو تكاد تغيب فتستحضرها المخيلة بكثير من الوجد. الجملة الشعرية لا تنشغل كثيرا بالبحث عن مفرداتها. بكلام بسيط وتركيبية سهلة، تذهبنحو "أشغال يدوية" تبدو بدائية وشبه رعوية وإن تكن تتحدث عن محنة فردية معاصرة. هيتؤثث جمالياتها من صدقية التعبير عن الحالة. ملاحظة بالغة الأهمية هي أن "مقاربات" الشاعرة لقضايا العشق والبوح، ومعهما مسائل انشغالات الجسد بحميمياتها، تختلف كثيراعن السائد، ففاطمة الزهراء تذهب إلى تلك الموضوعات متسلحة بوهج يفارق المتكلفويبتعد عن "التأليف"، كما ان الشاعرة لا تكتبه بقصدية من أي نوع.
نجد أنفسناأمام قصائد تتجاوز "مأزق" قصيدة النثر، أي الوقوع في الجملة النثرية، وتنجح الشاعرةفي تحقيق ذلك باتكائها على السلاسة التي تراهن على وحدة الجملة الشعرية مع الصورةومع مناخاتها التي تأتي طازجة، مشغولة بعناية لا ترى، حتى لتبدو أقرب إلى القولالعفوي من دون أن تكون كذلك فعلا.
هي "موضوعات" تتوحد مع روح شاعرتها، ومع سهولةالتعبير وسلاسته. هي بكليتها قصائد أنوثة، لا بمعنى انتسابها الى شاعرتها فحسب،ولكن أساسا بالمعنى الذي يحيل على تناغم اللغة الشعرية مع المخيلة، وأيضا مع روحالأنوثة التي تبدو هنا طافحة بانتسابات عذبة لحوارات الروح والغريزة مع عصف العصرالراهن وقسوته. ثمة أيضا الكثافة في الصورة ال
08-أيار-2021
06-حزيران-2020 | |
16-شباط-2011 | |
"كثيرة أنت" للشاعرة السورية سوزان ابراهيم وحيدة ولي ما لـيس لهنّ |
27-تموز-2010 |
23-تموز-2010 | |
09-أيار-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |