حقائق الدين : بين البول المقدس والنخامة ورضاع الكبيرـ
2007-05-25
عن إرضاع الكبير أيضا وأيضا
مشايخ الندم , وعلماء العدم , أقوالهم سفاهات , وكلامهم خيابات , نطقهم جهلاً , وسكوتهم نعماً , ليتهم ماكانوا بيننا , وليتنا ماكنا بينهم , أرادوا لنا التخلف , فكان مقصدهم لذلك سهلاً ميسوراً , وكانوا قيادات في الجاهلية , فاتبعهم الملايين , وكأنهم عميان يساقون إلي مذبحة , ولما لا , فالعقل متغيب عن عمد , والحكمة ضائعة في دروب الجهل , وعمارة الآخرة أولي وأجدي من عمارة الدنيا , فكان أن أفهمهم مشايخ النكد , وعلماء الجهالة , أن إرادة الله سخرت الكافرين , والمشركين من الديانات الأخري , ومعهم الكفار والملاحدة ليعملوا من أجلهم فيخترعوا لهم مايوفر لهم سبل الرفاهة , وأساليب التنعيم , وطرائق الرفاهية , فكانت أن اصبحت تلك عقيدتهم , وذلك دينهم , وهذا ديدنهم , بعد أن فرغت عقولهم سوي من النجاسات , و الخيابات , فكان أن تفرغوا للعبادة حسب مفهومم المتخلف , وكانت عبادتهم تصب حصيلتها في حصالة الحسنات , فكان لهم أن تمنوا علي الله الأماني , وعبدوه علي الآلة الحاسبة التي يعدوا عليها الحسنات ليل
نهار , دون أن يكون من ثمة عائد علي المجتمع من عباداتهم , فكان أن إنعزلوا عن الناس , وخالفوهم , وتخلفوا عنهم , فكان لزاماً من تكفيرهم , ولعنهم , وإتهامهم بالخرافات , والخزعبلات , والبدع , فكان هؤلاء الناس , لابد أن لايتعلموا طباً , ولا يفقهوا صناعة , ولاتنفع معهم صيدلة , أو فن زراعة , فكانوا يبحثون عن خيبتهم في تخلفهم في الطب والصيدلة , فكان لهم ما أسموه بالطب النبوي , أو الطب الإسلامي , وكأن في مجتمع الرسول كانت توجد بدائل طبية , كان الرسول يتخير منها , حسبما يترائي له , أو كأن الطب الذي أسموه طباً نبوياً , أو طباً إسلامياً , هو من إلهامات الوحي , ومن إبداعات الرسالة , أو كأن هذا الطب لم يكن مرتبطاً بالبيئة , وكان لم يشترك في العلاج والتداوي به , أبا جهل , وأبا لهب , وأبي بن خلف , وعبد الله بن أبي بن سلول , وكأنهم لم يشتركوا في التطبب والتداوي بأعشاب البيئة التي كانت ميسورة لهم جميعاً وتحت أيديهم حتي يقال أن هذا طب نبوي , أو طب إسلامي, وكأن هناك في المفهوم طب يهودي , أو طب مسيحي , أو طب بوذي , أو طب هندوسي , أو طب زرادشتي , أو طب وثني كافر .
إن المسلمين الجهلاء المتعصبين لايستحون من تخلفهم , ورجعيتهم عن الشعوب والأمم التي أخذت بأسباب العلم , والطب , والحضارة , لدرجة أنهم أصبحوا عالة علي الشعوب والأمم التي يرموهم مع ذلك بالكفر والوثنية , والجاهلية , بالرغم من أنهم هم من يستوردوا منهم الغذاء والدواء والكساء , والتكنولوجيا العصرية المتقدمة , ووسائل الترفيه , وأدوات الرفاهية التي تيسر لهم المعيشة , ومصاعب الحياة , بداية من إبرة الحياكة , حتي الطائرة , والصاروخ ,ومع ذلك كان هاجسهم الأكبر , التوحيد , والجنس , ومابين التوحيد , والجنس , كانت كل الجماعات المتخلفة , ترتعب من ذكر إسم المرأة , وكان هاجس الشرك , مرعباً لهم , فخلقوا لأنفسهم منطقة منعزلة عن الناس , وجعلوها أرضاً حراماً , لايصح لأحد أن يطؤها إلا إذا كان , فقهه فقهاً مرتبطاً بفقه النساء , وفقه التوحيد !!
فالمرأة كلها حرام , والنساء ملاعين , ترتبط بهن مكائد الشيطان , وهن مصائد الشيطان , فكلهن عورة , وكلهن لايصح لهن أن يخرجن من بيوتهن إلا مرتين مرة من بيت الأب لبيت الزوج , والأخري من بيت الزوج لبيت الدود والتراب , أقصد بيت القبر !!
وما الحل وقد تغيرت الحياة , وتقدمت طرق المعيشة وأسباب الحياة , فكانت المرأة تخرج لتلقي العلم فتدرس الطب , أو الصيدلة , أو اساليب التربية , أو القانون , لتكون طبيبة , او مهندسة , أو محامية , أو عالمة في الكيمياء والفيزياء , ومن ثم تلتحق بوظيفة من الوظائف فتخرج للعمل , وخروج المرأة للعمل في نظرهم جريمة ترتكبها المرأة , وخاصة إذا خرجت متعطرة , فهذا محرم عليها , إذ يتوجب عليها أن تخرج متتفلة , ذات رائحة كريهة , مصنوعة من خلاصة دورات المياه , والصرف الصحي , أو البرك , والمستنقعات ذات المياه الراكدة الآسنة , حتي تنفر منها , ومن رائحتها الرجال !!
حتي أن أحد أساتذة علم الحديث و هو أستاذ ورئيس قسم الحديث في جامعة الأزهر يفتي بفتوي لها قدر من الغرابة , بل من الرعب والجهالة, لأن من قال بها أستاذ ورئيس قسم الحديث في أعرق جامعة إسلامية , وليس داعية دعي , أو فقيه متفيهق , أو عالم متعالم , فهاهو يقول لإحدي النساء , حينما تسأله عن الخلوة في العمل , وهذا أمر بالنسبة للمفاهيم الدينية المغلوطة أمر محرم , يستوجب عقاب الله في الدنيا , وعذابه في الآخرة , يقول لها , عليك أن ترضعيه , حتي يصبح محرماً عليك , وعندما تختلي به , فإن أسباب الخلوة المحرمة بالتبعية تزول , وتنتهي أعراضها , وتموت آثارها وقد كتب نبيل شرف الدين في الدستور المصرية العدد 114 : إذ قال :
كما يحدث عادة في مصر بعد وقوع الكارثة أو لنقل سلسلة الكوارث أصدر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر قراراً بوقف الدكتور عزت عطية عن العمل وتحويله إلي التحقيق وذلك رغم تراجعه عن الفتوي الإستفزازية التي إشتهرت بإسم إرضاع الكبير والتي أطلقها عبر الصحف والفضائيات , وأفتي فيها بجواز إرضاع المرأة زميلها في العمل , حتي تصبح أمه في الرضاعة , وبالتالي تجوز الخلوة الشرعية , بينهما إذا إقتضت ظروف العمل تلك الخلوة , ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد , بل ذهب عطية إلي ماهو أبعد , إذ طالب بتوثيق واقعة الإرضاع عبر عقد يسمي عقد توثيق الإرضاع , وينص فيه علي أن فلانة أرضعت فلاناً , ونشهد الله علي ذلك , ثم يوقع الشهود علي ذلك , هذه الفتوي ليست الوحيدة من نوعها , فقد نسب إلي الدكتور علي جمعة قوله أن الصحابة كانوا يتبركون بشرب بول الرسول صلي الله عليه وسلم , وأنه أورد هذه الفتوي في كتاب الدين والحياة والفتاوي العصرية اليومية , الأمر الذي أثار إستهجان العديد من المعلقين في الصحف , وهاجموه بشدة , أما مافعلته دار الأفتاء المصرية في سياق ردها علي فتوي البول , انها أصدرت بياناً أكدت فيه , علي أن طهارة رسول الله صلي الله عليه وسلم في الظاهر والباطن , هي محل إجماع بين الأمة , مشيرة إلي أن البعض يري أن هذه الطهارة لجميع الأنبياء !!
وهذا هو رأي الأزهر الشريف وعلماؤه في بول النبي ذلك البول الذي جعلوه مقدساً , لدرجة أن الصحابة كانوا يتبركون بشربه , وللأسف الشديد فإن المؤسسة الأزهرية توافق علي أن يكون بول الرسول بولاً مقدساً , ومن ثم من الممكن أن يتطرق الأمر لو تم ذكر براز الرسول الأطهر فسيكون برازاً مقدساً !!
ولاندري ماهذه الخرافات التي تجعل أمر الدين الإسلامي علي درجة خطيرة من التنفير منه , في وقت تشتد أزمات الناس , وتختنق حرياتهم موتاً , وتضيع حقوقهم سديَ , وهباءاً منثوراً , ويضيع البحث في أمور لاتنفع وإنما تضر الضرر البليغ الأثر في واقع المسلمين , وفي تأزيم الإسلام والتنفير منه !!
وعلي مسألة بول الرسول والتبرك بشربه لنا تساؤل :
أليس رسول الله صلي الله عليه وسلم , كان يتطهر , وهو الذي قال إن الله يحب التوابين , ويحب المتطهرين ؟!!
أليس هو القائل أرأيت لو أن بباب أحدكم نهراً يغتسل منه خمس مرات ؟!!
دليلاً علي الطهارة , ورمزاً علي النظافة !!
ألم يكن رسول الله صلي الله عليه وسلم يتوضأ حينما كان يتبول أو يتغوط ؟!
وإذا كان بول الرسول مقدس , وبرازه طاهراً , فمن ماذا كان يتوضأ ؟!!
هل كان يتوضأ من طهارة ؟!!
وإذا كان الإنسان يتوضأ من بوله , أو من تغوطه , وهذه مسألة ظاهرية , فإذا شرب بولاً , كيف يكون تطهره ؟!!
بل هناك من يقول أن بعض الصحابة شربوا من دم رسول الله النازف من الحجامة , وقالوا عن هذا الدم أنه ليس بفاسد , وإنما دم مقدس , وتسابق الصحابة إلي شرب دم الرسول الناتج عن الحجامة !!
يل وهناك حديث النخامة , التي جعلوها نخامة مقدسة أيضاً , وكأن الدين الإسلامي مقصوراً علي البول , والنخامة , والدم , والنجاسات , بول الإبل , والحيض والنفاس !!
بل , وكأن هذا مخطط مدروس حتي يأنف الناس من الإسلام ونبي الإسلام , وقصر الدين الإسلامي علي أبواب بعينها , حتي أصبح المسلمين من رموز التخلف , والجهالة , واصبحوا في ذيل الأمم في الحضارة , والمدنية , وكأن هناك حالة عداء تام , ومستحكم بين الإسلام وبين العلم , والتحضر والتقدم , والأخذ بأساليب , وأسباب الحياة الحضارية , والبحث في أساليب وأدوات العلوم والتكنولوجيا الحديثة التي ترتقي بحياة الإنسان , وتأخذ بهم إلي عالم من السعادة والرفاهية حيث تكون الوفرة في الزراعة , والتقدم في الصناعة , مع أن هذه المسالك يرفضها ويأباها الدين الإسلامي , إلا أن المنتسبين للإسلام بالإسم يشوهوا الإسلام ويجعلوا منه رمزاً للتخلف والرجعية , لدرجة أنه لو تمت ترجمة هذه الفتاوي بلغات أجنبية وقرأها الأجانب لا ذدروا الإسلام , وحقروا من المسلمين , وكأن لسان حالهم يقول :
كيف حارب الإسلام الوثنية وعبادة الأوثان , ولسان حال المسلمين كأنه يقول : إننا صنعنا من الرسول العظيم محمد صلي الله عليه وسلم , وثناً يعبد , فتبركنا ببوله , ودمه , ونخامته , فشربنا بوله , وتجرعنا من دمه , وإستلطفنا نخامته , وهاهو النبي يقول لنا : عليكم ببول الإبل , فاشربوه , ولاتتداوا من المرض !!
مع أن الإسلام يأمر بالتداوي والعلاج , والبحث عن أسباب الشفاء , والصحة والعافية , وهاهو الرسول محمد يقول : اللهم متعنا بأسماعنا , وأبصارنا , وقوتنا , ما أحييتنا .
وهاهو يستعيذ بالله من العجز , والكسل , والشح , والبخل , والفقر , وغلبة الدين , ويستعيذ من قهر الرجال .
واللافت للنظر في مسالة مفتي رضاع الكبير والذي أثار مشيخة الأزهر بقيادة سيد طنطاوي شيخ الأزهر فيما نقلته صحيفة الأهرام في صفحتها الأولي يوم 22 5 2007 :
لا يمكن التسامح بشأن الدين خاصة في أمور الفتوي التي تؤثر بشكل خطير علي حياة الناس واتجاهاتهم ومواقفهم من خلال توجيه شعورهم الفطري الراغب في اتباع الحلال, وتجنب الحرام, لهذه الاعتبارات وغيرها. جاء رفض المجلس الأعلي للأزهر برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر قبول اعتذار أستاذ جامعة الأزهر الدكتور عزت عطية رئيس قسم الحديث سابقا والخاصة بإرضاع الكبير لامتداد تطبيقها لعلاقة الزمالة في العمل خروجا بها عن نطاق الخلوة المحرمة, وما أثارته من جدل وبلبلة في أوساط المجتمع كله في الآونة الأخيرة. هذا ماجاء بصحيفة الأهرام
والمصيبة مازالت متربعة حتي في تناول المجلس الأعلي للأزهر للمسألة , وذلك في الرفض لفتوي الأستاذ رئيس قسم الحديث , إذ مازال المجلس الأعلي للأزهر برئاسة شيخه طنطاوي , وكأنه يؤكد علي حقيقة إرضاع الكبير , ولكن المتوجب أن لاتنسحب علي علاقات العمل في تطبيقاتها لعلاقة الزمالة في العمل , خروجاً بها عن نطاق الخلوة المحرمة !!
وكأن المجلس الأعلي للأزهر أراد أن يعالج الأزمة , فوقع هو ذاته في نفس الأزمة بإعترافه بمسألة رضاع الكبير , وكأن المسألة جائزة في كل الأحوال , إلا في حالات الزمالة في العمل فقط , وبذلك يقر المجلس الأعلي للأزهر هذه المسألة , وعلي رأس الأمر شيخ الأزهر !!
وإذا كانت هناك محاكمة فلا ينبغي أن يحاكم الأستاذ الدكتور رئيس قسم الحديث , وإنما يحاكم المجلس الأعلي للأزهر , وعلي رأسه الشيخ سيد طنطاوي , شيخ الجامع الأزهر وأن يعاقبوا جميعاً علي ضوء نص المادتين67 و78 من القانون103 لسنة1961 , ذلك القانون الذي سيعاقب به مفتي إرضاع الكبير الذي هو أستاذ الحديث ورئيس قسمه !!
وفي فتوي عن رضاع الكبير إستند البعض علي مجموعة من الأحاديث منها :
روى الشيخان و غيرهما عن أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنّ النبيّ صلى الله عليه و سلّم دخل عليها و عنده رجل ، فكأنّه تغيّر وجهه ، كأنّه كرِه ذلك ، فقالت : ( إنّه أخي ) فقال صلى الله عليه و سلّم : ( اُنظُرنَ مَن إخوانُكُنّ فإنّما الرضاعة من المجاعة )
وروى الترمذي عن أمّ سلمة رضي الله عنها قالت : قال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : ( لا يحرّم من الرضاعة إلا ما فتق الأمعاء في الثدي ، و كان قبل الفطام )
وما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها أنّها قالت : جاءت سهلة بنت سهيل إلى النبي صلى الله عليه و سلّم ، فقالت : يا رسول الله إنّي أرى في وجه أبي حذيفة من دخول سالم و هو حليفه . فقال رسول الله صلى الله عليه و سلّم : ( أرضعيه ) فقالت : و كيف أرضعه و هو رجل كبير ؟ فتبسّم رسول الله صلى الله عليه و سلّم و قال : ( قد علِمتُ أنّه رجل كبير ) .
و في رواية عند مسلم أيضاً عن عائشة رضي الله عنها أن سالماً مولى أبي حذيفة كان مع أبي حذيفة و أهله في بيته ، فأتت ابنة سهيل النبي صلى الله عليه و سلّم فقالت : إنّ سالماً قد بلغ ما بلغ الرجال ، و عَقَل ما عقلوا ، و إنّّه يدخل علينا ، و إني أظنّ أن في نفس أبي حذيفة من ذلك شيئاً ، فقال لها النبي صلى الله عليه و سلّم : ( أرضعيه تحرمي عليه ، و يذهب الذي في نفس أبي حذيفة ) فرجَعَت فقالت : إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة)
ويري البعض ومنهم الدكتورأحمد عبد الكريم نجيب
أن : هذا الحديث ظاهر في الدلالة على مذهب الظاهريّة في عدم التفريق بين الصغير و الكبير في التحريم بالرضاعة ، و لكنّه مُعارض بما تقدّم من أدلّة مذهب الجمهور ، و إذا كان القول به وجيهاً لذهاب أمّ المؤمنين عائشة رضي الله عنها إليه ، و لعملها به حيث كانت ( كما في سنن أبي داود بإسناد صحيح ) تأمر بنات أخواتها و بنات إخوتها أن يُرضِعنَ من أحبت عائشة أن يراها ، أو يدخل عليها و إن كان كبيراً خمس رضعات ثمّ يدخل عليها ، فإنّ هذا مخالف لما ذهَبت إليه بقيّة أمّهات المؤمنين الطاهرات رضوان الله عليهنّ أجمعين ، حيث لم يكنّ يُدخلن عليهن بتلك الرضاعة أحداً حتى يرضع في المهد ، و قُلن لعائشة : ( و الله لا ندري لعلّها كانت رخصة من النبيّ صلى الله عليه و سلّم لسالم خاصّة ، فما هو بداخل علينا أحدٌ بهذه الرضاعة ، و لا رائينا ) كما أخبرت بذلك أم سلمة فيما رواه عنها مسلم و غيره .
و الظاهر أنّ لتخصيص الرخصة بسالم رضي الله عنه من دون الناس وجه من حيث اختيار معظم أمهات المؤمنين له ، و ذهاب معظم الصحابة و جمهور العلماء إلى القول به ، و هو المفهوم من ظاهر النصوص المعارضة لحديث سهلة بنت سهيل ، و لو كان الأمر على إطلاقه لشاع بين الصحابة الكرام فمن بعدهم من السلف ، و تعدّدت طرقه ، و رويت أخباره
ولكن بالرغم مما ورد في هذه الأحاديث والمرويات , التي لايمكن الإطمئنان إليها في مثل هذه المسائل الحساسة التي تثير في النفوس الرفض الكامل لمثل هذه المرويات ,نظراً لتناقضها الظاهر وعدم إستقامتها مع الفطرة السوية السليمة , وذلك في القول المنسوب للرسول أنه قال أرضعيه , وذلك القول الذي هو بمثابة أمر , وذلك لرجل بلغ مبلغ الرجال , وعقل ماعقل الرجال , ثم يصدر أمر الرسول بالإرضاع !!
وهذا بالرغم من قول السيدة عائشة : إني قد أرضعته فذهب الذي في نفس أبي حذيفة
فماهذا الذي كان في نفس أبي حذيفة , سوي الجنس , ومعاشرة النساء بالزنا المحرم , أو النظرة المحرمة التي هي رسول الزنا ؟!!
أم أن نفس أبي حذيفة كانت تضمر شيئاً آخر غير الجنس المحرم , ومن ثم كان أمر رضاعه أمراً طبيعياً ؟!!
وإذا كان أبي حذيفة رجلاً كبيراً طاعناً في السن , ومن ثم إنقطع عنه أمر معاشرة النساء , فلماذا يتم التخوف منه , ولماذ يتم الأمر بإرضاعه ؟!!
ولكن لنا سؤال آخر يكمن في أن مسالة الحرام , أو النظرة المحرمة التي شغلت مجتمع المسلمين منذ بدايات تكوين المجتمع الأول , وحتي الوقت المعاصر , تمنعها الرضاعة المشبعة , ليصير الإنسان محرماً علي المرأة ؟!!
ثم أليس النظرة المحرمة هي في الأساس محرمة سواء كانت هناك رضاعة , أو لم تكن ؟ ولماذا الإصرار علي مسألة الإرضاع هذه ؟!!
ولماذا الحديث عنها الآن ؟!!
وما القول في زنا المحارم الذي ترتكب جرائمه بين الأقارب ؟!!
هذا مانرفضه , ونذهب إلي أنه أمر ممجوج , ولايقبل به أحد حتي من مفتي رضاع الكبير ذاته , أو من أي إنسان يفتي بذلك و يبيح هذا الأمر , وإلا نذهب إلي سؤاله بسؤال أحد المتهكمين علي مسألة إرضاع الكبير : من أنه مستعد أن يعمل خادماً لأحد المشايخ الذين يفتوا بإباحة وحل هذه الرضاعة , علي أن يقوم هذا الشيخ أو من يفتي بذلك بإرضاع هذا الخادم من زوجته , او أحد المحارم لها خمس رضعات مشبعات !!
فهل يقبل بذلك ؟!!
ثم لم يتطرق من أفتي برضاع الكبير , عن الشروط الواجب توافرها في مسالة الإرضاع !!
هل تكشف المرأة عن ثديها , ويرضع منه ذلك الشخص , واقفاً , أم جالساً , أم نائماً ؟!!
وهل يصح أن تكون الرضاعة في وجود محرم , أم أن هذا أمر عارض , وتصح بدونه ؟!!
وهل الخمس رضعات تكون مشبعات , وعلي مرات متتالية , أم مرة واحدة ؟!!
وماذا لو دخل أحد الأشخاص فجأة أثناء الرضاعة , ثم إتقطعت الرضاعة , هل تحسب رضعة , أم لاتحسب , ويتم إعادة الإرضاع من جديد ؟!!
ثم وهذا سؤال تصادمي :
ماذا لو كانت المرأة عاقراً , أو إنقطع عنها الحيض , وليست من ذوات الإرضاع ؟!!
وإذا كانت الرضاعة التي تحيل الإنسان ليصبح أخ في الرضاعة ويحرم من الرضاع مايحرم من النسب , تكون خمس رضعات مشبعات بالنسبة للرضع , فمابالنا بالرجل الكبير ؟!! فكم من الرضعات وكمية اللبن تكفي لإشباع هذا الرجل الكبير في هذا السن , وماهي مواصفات هذا الثدي الذي يدر كل هذه الكمية من اللبن لتشبع من هو في هذا السن الكبير , حتي يحرم بالرضاع مايحرم من النسب بالنسبة له ؟!!
وما هو المقياس الذي تقاس به درجة الشبع ؟!!
خاصة وأن الرجل البالغ لايشبعه إلا الثريد ( فتة باللبن ) فما هي مواصفات هذه المرأة التي تدر كل هذه الكمية من الألبان لصناعة هذا الثريد حتي يشبع الرجل منه ؟!!
فهل الرضعات البسيطات تكفي للإشباع بدون ثريد ؟!!
أليست هذه سفاهات مشايخ وعلماء المسلمين الذين خلت عقولهم , وفرغت ألبابهم , وتفتفت تفاهاتهم , وسفاهاتهم ليقولوا بمثل هذه الأمور المخالفة للفطرة السوية النقية ؟!!
وعلي مقياس رضاع الكبير , نقيس البول النبوي المقدس , والنخامة النبوية المقدسة , والتداوي ببول الإبل المقدس !!
أليست مثل هذه الأمور تجعل كل المسائل والأمور الدينية مقدسة , ولم يبقي في نهاية الأمر مدنس إلا الإنسان , الذي كرمه ربه وإلهه سبحانه وتعالي , ولكن إرادة مشايخ الخيابات , وعلماء السفاهات , هم الذين أرادوا للإنسان المقدس , أن يكون في جميع أموره مدنساً ؟!!
من يرحمنا من السفاهات , والخيابات , وإن صح القول من السفالات ؟!!
وأين هي حقائق الدين المقدسة , والرائعة في تقديسها , وإحترامها لإنسانية الإنسان , وتقديرها لقيم الحرية والعدل , وحقه في الحياة الكريمة , بعيداً عن إجتهادات مشايخ ضلوا وأضلوا , وعلماء فسدوا , وأفسدوا , وتخلوا عن نضالهم من أجل سعادتهم في الحياة الدنيا , وأجلوا جنتهم , إلي حيث تكون جنة الآخرة , فصارت حياة الناس بؤس بوصاية مزعومة ليس لها صدي في حياة الناس , فكان هؤلاء المشايخ , وأولئك العلماء كمن ينادي , ولامستمع له , أو كمن يأمر , ولا مطيع لأمره !!
أرجوكم أين الإسلام يامن ضيعتموه ؟!!
فالذي تقدموه لنا ليس إسلاماً !!
فأين الإسلام الحقيقي ؟!!
أعتقد أن الإسلام الحقيقي تائه بين سفالات الساسة , وحماقات ذيول السياسة من المشايخ والعلماء !!
أعتقد أن الإسلام الحقيقي ضائع بين الوصاية المكذوبة , والروايات الخائنة الملعونة !!
أعتقد أننا في حاجة إلي إسلام جديد , أو الكارثة !!
08-أيار-2021
في مجتمعات ثقافة الخصيان : المرأة بين أسرينالختان والنقاب 4/4 |
30-أيلول-2007 |
في مجتمعات ثقافة الخصيان : المرأة بين أسرين , الختان والنقاب 2/4 |
26-أيلول-2007 |
في مجتمعات ثقافة الخصيان، المرأة بين أسرين:الختان والنقاب 1/ 4 |
23-أيلول-2007 |
25-أيار-2007 | |
19-أيار-2007 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |