العلمانيون والعلماء
2010-02-12
بات تعبير (العلماء) مرافق لرجال الدين، فيما رحل اليسار والعلمانيون إلى مواقع الصحفيين، وربما إلى موقع المعلقين على ما ينشر من بحوث، وربما ينحسر مكانهم وتتضاءل مكانتهم إلى مرحلة لا يعود لهم فيها حتى :"حق التعليق"، ولو من باب المشاركة الهامشية على قضايا وطنية كبرى، ليست ملك أحد بمفرده:
- لا ديني ولا علماني ولا يساري ولا يميني ولا وسط الوسط.
ما الذي حصل؟ وكيف حصل ما حصل؟ ومتى حصل ما حصل؟ والى متى سيحصل ما يحصل؟ ولنلاحظ أن السؤال ينطلق من دولة علمانية هي سوريا.
الذي حصل، أن الفيزياء ستلعب بقوانينها في قوانين الحياة، كما في قوانين السياسة، ومن معطيات الفيزياء أن لا فراغ في الكون، وحين يترك المكان بحيزه وفضاءه، فثمة من يحل ليملأ الفراغ، وذات يوم كان في سوريا اثنان:
واحد اسمه خالد بكداش، وثان اسمه خالد العظم.. أولها ينتمي الى الحمر، والثاني ينتمي إلى البرجوازية المدنية وبمعنى ما الى الليبرالية السياسية، ومع ذلك احتلا البرلمان السوري، ورفعا رايتهما معا، ومن موقعين متنافسين، وعلى الضد من بعضهما الواحد للآخر، وفي ذات الفترة وتنتمي الى الخمسينيات، كان النهوض الوطني بكل مقاييس النهوض وعلينا أن لا ننسى أن في البرلمان الخمسينات ذاته كان الشيخ الأحمر :" مصطفى السباعي " سيد الفقهاء ، ليكون نهوض الحوار مواز لنهوض الأسواق، وبالوسع العودة إلى السوق الكونية التي فتحت للبضاعة السورية، كما حال النهوض الأدبي والفلسفي الذي لاقى تجلياته في مطلع الستينيات ومنتصفها، واذا ما أحصينا أسماء أعلامنا فالطبيعي أن لا ننسى أدونيس ومحمد الماغوط، وطبيعي أن نستحضر كمال خير بيك، ومن العيب كثيرا أن لا نقول بأن دريد ونهاد هما من نتاج تلك المرحلة، كما الروائي حنا مينا والمؤسس فارس زرزور، وبعدهما من المؤكد أن الفورة الفلسفية التي جمعت عادل العوا، والطيب تيزيني وصادق جلال العظم و نايف بلوز، وغير الأربعة بالوسع تعداد عشرة، ليست سوى ذات المسار ، لذات الحقبة، وذات الحقبة حملت فيما حملت دلالات إان لم تكن في السياسة فإنها ستلقي بظلالها على السياسة ومن بين التجليات في دلالاتها أن :
-دمشق أنظف مدينة في العالم، والكلام برسم اليونسكو، وكلها إنجازات إنسانية متصلة بالأواني المستطرقة ، وهانحن عدنا إلى الفيزياء ثانية، فحين تنهض الفلسفة ينهض البرلمان، وحين ينهض البرلمان ينهض الناتج الصناعي، وحين تذهب المدينة إلى (المدنية) تكون النظافة، وحين يكون كل ذلك يتعايش العلمانيون مع الدينيين والمذاهب مع المذاهب والعقائد مع العقائد، بما يسمح للحياة أن تتسع للجميع.
ما يحصل اليوم، أن الكل يضيق بالكل، وكل الحوارات والمعارك تدور حول موقف فقهي ينقضه موقف فقهي، فيما شؤون الحياة مركولة على رفوف الحياة.
شؤون الحياة من طراز :
- فرص العمل.
- التعليم والمناهج الدراسية .
- مكانك في السوق الاقليمية او العالمية .
- قضايا العائلة والمرأة.
ـ الرفاهية الاجتماعية وعدالة توزيع الموارد..
كلها عناوين ضائعة لى أجل غير مسمى، أما عن العلمانيين ، فعلمهم عند ربهم.. متسكعون لقطاء.
أسقطوا التاريخ من فوق أكتافهم، وأداروا ظهورهم للمستقبل فباتوا:
بلا قديم ولا جديد.
ما نقوله ليس رثاء للعلمانيين، فالجنازة لا تستوجب الرثاء.
ينشر بالاتفاق مع شوكو ماكو
08-أيار-2021
05-تشرين الأول-2019 | |
14-تشرين الأول-2017 | |
09-أيلول-2017 | |
13-حزيران-2010 | |
30-أيار-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |