عن القمة والعرب والصافي سعيد
خاص ألف
2010-03-28
بالأمس ابتدأت القمة العربية ومكانها (سرت) الليبية، واليوم انتهت القمة العربية وفي ذات المكان (سرت)، وحكاية تيتي تيتي، حكاية أقدم من اللحظة، وأقسى من الهزيمة، وكل مافيها انها تكرار لمقاعد تصطف كما النعاوى الأنيقة، لمعزين لا الميت من أهاليهم، ولا المقابر في حواكير بيوتهم، ومن البداية كانت اللحظة واضحة والنتائج واضحة، وعلى لسان بعض من أهل القمة ، وقالها الشيخ القطري حمد بن جاسم معلنا نهاية العرب، في كلمة لاتخلو من اشكالات لغوية تتصل بكان وأخواتها، وأعادها (الزعيم) الليبي دون مروره ببوابة اخوات كان، ومن ثم جاء عمرو موسى ليكمل مابدأه الشقيقان وهو يعلن نهاية الجامعة العربية، وكأنه يعلن نهاية التاريخ.
من بين الثالوث، خرج رجا الطيب أردوغان، ليعيد تفصيل المنطقة مجددا، ويقولها بالفم الملآن :
"عدنا أيها المحسنون"، وعدنا هنا لم تكن رقصة بالسيف ولا بالخنجر، وانما عدنا هنا وكلنا حرير مهفهف، والخيارات باتت محصورة في :
-اما البقاء، في الراهن العربي، وقد ينفك عن راهنه مسجلا تراجعات مرعبة مابين اللحظة واللحظة، مايجعل اللحظة العربية الراهنة مأسوف عليها بالقياس مع اللحظة العربية القادمة.
-واما ترتيبات اقليمية جديدة في عصر شرق أوسطي جديد، تكون الاناضول بوابتنا اليه ومنه، في عودة سعيدة للسلطان سليم، وهو خيار علينا تأمله.
واما الالتحاق باسرائيل واسرائيل لاتخرج من وراء أسوارها، فلا تدمج ولا تندمج ، ولاتقبلنا عكازات موجوعة تتكئ اليها فوق حطامنا الذي نمشي من تحته ومن فوقه والى جانبيه.
وبقية الخيارات هي اللاخيار، وهذا ماأخذه صديقنا الصافي سعيد ببالغ الجدية في تعليق لفضائية تلفزيونية تعليقا على القمة العربية، ومأخذنا على الصافي انه أخذ بالجدية الكاملة مالايقبل، أن يتحول الى جدي في المهزلة العربية الكبرى التي يسمونها تهذيبا كوميديا، ونسميه ببالغ الفصاحة رزالة، والمتبقي، من الصورة، شيخ الزعماء العرب، السيد ، الأخ، العقيد، الشهيد، ملك الملوك، ومختار الزعامات العربية، وهو يودع ضيوفه ملتزما قواعد البروتوكول في خروج عن معهوده بالاثارة، وخلق المفارقات، أقله حين يهاجم النظام العربي الرسمي معتبرا أنه نظام أسود، محيلا بذلك قيادته وشخصه الى (التكية)، أو الصومعة، منسحبا من ادارة ماكينة الدولة، أقسى الماكنات واكثرها خطورة على مر التاريخ.
وفي عودة للصافي سعيد، سنذكره ببعض التفاصيل الصغرى وهي التفاصيل التي تعود الى سبعينيات القرن الفائت، حيث الهزائم العسكرية ترتدي قبعات انتصارات الحرير، سنذكره حين تنازل العرب كل العرب، وبات كل شئ للمعركة.
ماالذي تبقى من كل شئ؟ وماالذي تبقى للمعركة؟
لاشئ .
كان علينا أن نعيد استحضار ذلك القرمطي المنسي اسما، ونقول:
بلادكم يجوع الزب فيها
وتخصى في دياركم الفحول
اذا ماقام أيري في دجاها
تحير هل سينكح أم يبول؟
أظن أن الصافي يعرف هذه بالتمام والكمال، وان عازته الذاكرة فليهمس باذن العفيف الذي همسنا باسمه طويلا.
×××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
05-تشرين الأول-2019 | |
14-تشرين الأول-2017 | |
09-أيلول-2017 | |
13-حزيران-2010 | |
30-أيار-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |