ســبعُ قصــائد
2010-03-31
خاص ألف
تدقيق
لوحُ زجاجٍ في نافذتي
في اللوحِ إطارٌ أبيضُ ( يبدو لي أسودَ).
أجلسُ ، متَّكِئاً ، وأراقبُ:
في اللوحِ غيومٌ ثابتةٌ
وأعالي شجرٍ تهتزُّ.
خطوطُ الفضةِ آتيةٌ ممّا ترسلُهُ مدرسةُ الطيَرانِ إلى الأعلى.
واللوحُ ( كما في الدرسِ الأوّلِ )
كان ثلاثةَ أقسامٍ:
سقفُ الـمَبنى ، حيثُ السجَناءُ ( وأعني نحنُ ) هو الثلثُ الأوّلُ
أمّا الثلُثانِ ...
أحاولُ أن أدخلَ ، ثانيةً ، في ما كانَ
دخولي الأوّلَ
لحظتيَ الأولى ...
الآن
أعالي الشجرِ اهتمَدَتْ ســاكنةً
وتحرَّكَ ، في الأفقِ الملموسِ ، الغيم ...
لندن 19.06.2009
ســكونٌ صيفيٌّ
الهواءُ تدَلّى
كأنّ به مائعاً من رصاصٍ
كأنّ الذي نتنفّسُهُ لم يكن مثلَ هذا ...
الغيومُ التي ثَقُلَتْ بالهواءِ تدلّتْ على شُـرُفاتِ المنازلِ.
لم يَمْرُق الطيرُ
والشمسُ ، بين الرصاصِ العميمِ ، اضمحلّتْ.
أرى النملَ
والنحلَ
بينَ اضطرابٍ ومَسعى ...
....................
....................
....................
وفي بغتةٍ أتذكّـرُ ، أني هنا ، منذُ عَشــرٍ
وأني ، هنا ، سأموتُ ...
......................
......................
......................
تباغتُني قطَراتُ الـمطـر!
لندن 05.08.2009
النحلُ يزورني
على قميصيَ حطّتْ نحلةٌ ،
وأتتْ من بَعدُ أخرى ...
وكان الزهرُ مؤتلِقاً يُتعتِعُ الزانَ والبستانَ.
كيفَ أتى النحلُ العجيبُ إليَّ؟
مائدتي محدودةٌ :
خبزةٌ
جبنٌ
وطافحةٌ بها نبيذٌ فرنسيٌّ ...
أيقصدُها النحلُ؟
الغريبُ في الأمرِ أن النحلَ ملتصقٌ على قميصي ...
ومِلحاحٌ.
أيعرفُ أن الكونَ تحتَ القميصِ ...
الشُّهْدَ
والمنتهى
تحتَ القميصِ ،
وأنّ الطّلْعَ يضطربُ ؟
لندن 08.08.2009
إيرلنديّةٌ في الشمالِ الأميركيّ
" إلى بِـنْـكِـي ووكَــر "
Binky Walker
شَعرُها وَرْدُ إيرلَـنْــدةَ
الوجهُ يبزغُ من لُجّـةِ الوردِ .
هادئةٌ ، هي ، لا تتكلّمُ :
بِضعُ غماغمَ للريحِ ،
لكنْ ، عليّ ، أنا ، أن أفسِّرَ تمتمةً
أن أقولَ :
أحبُّكِ !
لكنها تتبسَّــمُ ، صامتةً .
ثمَّ ، بعد دقائقَ ، تهمسُ للريحِ :
إنْ أنتَ جئتَ وحيداً ، إلى " حانةِ الـمَـعْـبدِ "
المسْتَكِـنّــةِ في آخرِ الليلِ ،
في آخرِ الكونِ ...
سوف أُحِبُّكَ !
لندن 08.09.2009
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المقصود بـ " حانة الـمعبد " منطقة حانات تاريخية في العاصمة الإيرلندية دَبْـلِـن
Temple Bar
ســأكونُ صــديقــي
سأجلسُ على المصطــــبةِ الخشبِ . إلـــى يمين الباب . باب بيتي الذي هو ليس بيتي.
سأجلسُ. أحدِّقُ في العشب الذي لا يذوي. أحدِّقُ في الأغنيةِ التي تغيب.لم تكن السـماءُ
عاليةً هنا ، أبداً. الطيورُ تَبْلغُها والطائراتُ وأدخنة المدافيء الغازية.أسمعُ ؟ ربما مَسْــــرى
الدمِ في ذراعي الشمالِ.لم يَعُد البريدُ يحدِّثُــــني.ماذا أنتظرُ هذا الصباح؟ السنجابُ الوحيدُ
الذي يقتربُ مني اختفى اليومَ. وطائرا الزريابِ رحلا . لستُ أدري متى يعودانِ. سيكون
المساءُ بارداً.أقولُ لكِ شيئاً : أنا منذُ اليومِ سأكونُ الـمُــدَوِّنَ. الساعاتُ ليستْ فارغةً.ملايينُ
النوابضِ والنبضاتِ تنتظرُ مني أن أكونَ وفِيّــاً. إذاً ، سأجلسُ على المصطبةِ الخشـــبِ .
سأظلُّ جالساً حتى تحت نثيرِ الثلجِ.لا أنتظرُ شمساً ولا مصافَحةً . سأكونُ صديقي ...
لندن 18.12.2009
حِــنّــاءُ الـفــاوِ
حنّاءُ نساءِ البصرةِ تأتي مع مِلْحِ البحرِ
وأسماكِ البحرِ
ورُوبيانِ البحرِ
من الفاوِ ...
الأوراقُ الـخُضْـرُ ، مخشخشةً تأتي ، في أكياسٍ من خيشٍ.
ستكون الأوراقُ طحيناً أخضرَ مُـغْـبَــرّاً
ستكونُ عجيناً أخضرَ
أخضرَ ، مُـحْـمَــرّاً بعد دقائقَ .
حنّاءُ الفاوِ
خِضابُ لِحىً وجدائلَ
راحاتُ عرائسَ
أخفافُ حُفاةٍ شــقّقَ أقدامَهمو السّـعيُ على طرُقاتِ اللهِ ...
وحِــنّاءُ الفاوِ
كأسماكِ الفاوِ
ومِلْحِ البحرِ
وروبيانِ البحرِ
تَناءتْ ، حتى غابتْ في ما كانَ يُـسَــمَّــى الفاو ...
.....................
.....................
.....................
خالاتي المسكيناتُ سَــكَـنَّ الفاو .
لندن 12.02.2010
فُــتُــوَّةٌ
في الـ57
حـفَـرْنا ، بأظافرِنا الســودِ ، خنادقَ حولَ دمشقَ ...
بساتينُ الغوطةِ كانت بكثافةِ أدغالِ الأمازونِ
ومن أعلى جبلِ الشيخِ يسيلُ الماءُ زلالاً بين أصابعَ مُـفْـعَـمـةٍ بترابِ الأرضِ.
وفي الـ57
شــربْنا عرَقاً ، رُبْعَ البطْحــةِ
ثمّ نَـعِـمْـنا بشطيرةِ خبزٍ عربيٍّ ، رُبْعَ الليرةِ ...
في الـ57
أحببْـنا
و كـتَـبْـنـا في ضوءِ الشمعِ قصائدَنا الأولــى.
كان زماناً ذهَـبــاً
كنّا في الـ57 ...
وكنّا ، نحفرُ ، مثلَ دمشقَ ، خنادقَنا في الروح.
لندن 28.03.2010
08-أيار-2021
14-نيسان-2018 | |
24-شباط-2018 | |
12-آب-2017 | |
02-أيار-2011 | |
25-آذار-2011 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |