مخاتلات القلوب
2010-04-13
خاص ألف
هذه المرأة كانت كلما رأتني و كلما التقت عيني بعينيها تميل على زوجها وتقبله..و ماذا يعنيني في أن تقبلي زوجك يا امرأة أو حتى ترجميه ؟!! كان هذا هو التساؤل الجاهز بداخلي و الذي لم تنطقه شفتي أبداً ، كما أن هذه ليست المرة الوحيدة وليست المرأة الوحيدة التي تفعل ذلك بمجرد أن تراني وتدوس قدمي أرض النادي .. شيء مستفز ومربك.. هل هناك شيء ما بخصوصي يجعلني فاتح لشهية النساء ؟؟ شيء ما في وجهي ، أو في ملامحي ، أو في الطريقة التي أتكلم بها ...لا أدرى.. في كل مرة انسحب بأدب مصطنع تاركاً لهم الطاولة و حفنة مناديل مبللة ببعض ماء لا اعرف إلا أنه ماء دافئ تشربت به المناديل عندما مسحت بها جبيني المتعرق لأسباب لا اعرفها ولكني أعرف أن الخجل لم يكن من بين هذه الأسباب... أصبحت أتفادى التواجد في بعض ألاماكن و ابتعد عن بعض الناس اللذين هم في الحقيقة ليسوا إلا معارف من النادي الذي ننتمي لعضويته، لم تجمعني بهم سوى أسواره وحدائقه وملاعبه، و لكن هذه المرأة بالذات والتي تعرفت بها حديثا أصبحت أمامي و خلفي وبجواري و في محيط نظري دائما. مرة تعاملني بقسوة ً خاصة إذا حاولت رفع الحواجز ولو قليلاً، ومرة أخرى تفاجئني بنعومة ورقة لكنها رقة تتخفى وراء غشاء شفاف، وهو على شفافيته مازال قادراً على أن يحجب عن عيني الرؤية ويتركني غير متأكد من أي شيء ، لاحظت أنها توقفت بعد ذلك عن الغزل المتعمد في زوجها ، أصبحت تتكلم كثيرا عن القيم الروحية والاحتشام في الملبس تدافع عن قضايا النقاب والحجاب ، تتكلم أمامي تردد كلمات شعرت أنها لا تصدر من القلب ولا ترضية بقدر ما ترضى الصورة المرسومة بداخلها عن الشرف والعفة ، مجرد طنطنات تسمح لها أن تنام راضية عن نفسها بعد أن يأذن لها ذلك الصنم الصدئ المصنوع من نظرات الزوج اللائم المختزنة بداخلها و كلمات الأب الحانق الذي مازال يصيح في وجهها حتى أنها لم تنسى بالرغم من وفاته منذ سنوات هذا الوجه الغضوب وهذا الصياح المقدس عندما كانت تحت كفالته ، هي تستطيع اليوم أن تتحمل أي شيء إلا غضب صنمها المعلق دائماً في سقف غرفة نومها و الذي يتدلى إلى مخدعها كمصباح أمن الدولة المسدد في عين المناضل السياسي ، ليؤنبها وليحول بينها وبين النوم إذا اعترفت أو كانت صادقة و لو للحظة خاصة فيما يتعلق بالمشاعر والأحاسيس والحب الخالي من الالتزام .. في آخر لقاء اكتشفت أنها حزينة نوعا وأكثر شجاعة عن ذي قبل ، قالت لي أنها كانت تظن أنها محبة وعاشقة لزوجها وأنها اكتشفت الآن إن زوجها لا يعدوا كونه ظلا لأبوها بالرغم من شبابه الرائع وحيويته الواضحة ، كان هذا بالنسبة لي ؛ نصف اعتراف لم يفعل إلا أن زاد من ارتباكي الذي صار شغفاً و ولعاً ثم حماساً للغوص في هذه المرأة ذات البحيرات الكثيرة الملونة بألوان العيون السماوية. طلبت لقاؤها بحجة معرفة المزيد وكان طلبها ان يكون ذلك بعيدا عن النادي وعن عيون من يعرفوننا لم اتردد بعد ان وافقت بصعوبة ، جلست في هذا المساء منتظرا على طاولتي انظر في ساعتي ثم يمينا عبر الزجاج إلى لم الشارع كان ذلك في احد المطاعم المعزولة تنبهت إلى الجالسة قبالتي على الطاولة ذات المقعد الواحد ، كانت امرأة مذهلة التقت عيني بها ، ولم يكن ذلك عاديا ، طعم غريب ، لا اعتقد ان قنينة أو إناء على الأرض يمكن له ان يحوى مثل هذا الشئ الذى مس شفتي بمجرد لقاء العيون هذا ولا أستطيع أن اعترف أن الخدر الذي اصابنى يمكن أن يخلق من مخدراتنا الأرضية التي نعرفها ، انه خدر دافئ ينقلك من عالم إلى عالم فى رحلة لذيذة بطعم ونكهات غريبة كل ذلك من نظرة عين واحدة ، لم يطل الأمر ولم يدم طويلاً ، نهضت السيدة الجميلة من أمامي بعد أن أنهت مشروبها ألكريستالي ذهبت ولكنها قبل أن تختفي للأبد رمقتني بنظرة وابتسامة شفرية متعددة المعان فيها تحذير و بعض استعلاء جعلني أقضى الوقت منتظراً صديقتي وأنا أحاول فك هذه الشفرة حتى عرفت أنها قصدت أن تقول ؛ "رفقا بنفسك أيها المسكين" تمنيت ان لو كانت صديقتى تلك حاضرة وتمنيت أن اقبلها واحتضنها وتمنيت ان يحدث ذلك أمام هذه المرأة المنحدرة من سلالة الأسياد
××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
10-أيار-2010 | |
13-نيسان-2010 | |
03-نيسان-2010 | |
19-آذار-2010 | |
22-أيلول-2009 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |