أجنحة صغيرة في فضاء العواصف
2010-04-14
أصدرت الشاعرة المغربية خديجة موادي ديوانها الشعري الأول بعنوان / قلب بقميص الظل / , ويشمل (32) نصا متفاوتا طولا , مختلفا و متقطعا من حيث الشعور والبناء وعدد الحروف, امتدت على مساحة (80) صفحة من القطع الوسط والذي صمم غلافه محمد منير , كما حملت الصفحة الأخيرة للغلاف صورة الشاعرة.
لغة عادية مشحونة بالقلق الواضح تكتب بها خديجة نصوصها, معبرة عن أحلامها ورغباتها, وبشكل كلاسيكي لائق تستهل ديوانها بالإهداء لمخلوقة عزيزة على قلبها لتكتب لها ما يشبه المرثية المدمجة بالشوق النادر, الجارف, الذي يأخذ الكثير من الروح والجسد على غفلة من صاحبه, وهي فاتحة للدخول إلى عوالم وفضاءات تتنوع كلما تغيرت أرقام الصفحات, إذ أن الشاعرة هندست نصوصها وبعثرتها بشكل متقن حيث لا نص يسبق أخاه إلا بما يليق به المكان وما يحمله من ثقل وأفكار معه.
سلاما .. سلاما ..
إن كنت دماً
فسأريقك صدى ,
لم يسمعه ــ يا رجعه ــ
أحد !!
بعد مرثيتها تخاطب الشاعرة القارئ الذي تجزم بأنه يشبهها وان قراءة النصوص بهدوء عبارة عن خلاص من حالة حزن تبدو واضحة على صدر كل حرف, حزن على فراق , حزن على وطن , حزن على انتظار, حزن على حزن , والذي لا إشارات على انه في طريقه إلى زوال, وربما تنتهي الهوامش بنص " مرحبا أيها الشعر " وهو المنفذ لعبور عتبة النثر إلى درج الشعر الصاعد أحيانا للأعلى والنازل إلى مستوى العتبة أحيانا أخرى
كالطحالب ينمو الوجع فينا
ويستحم الخوف
بغسق عينين ,
يطاردهما الدمع
ويزهو جبار قدر
قلبه حجر . ص 15
تزدحم المجموعة بالأفكار التي لا تتناسب مع حجم النصوص والمساحة المخصصة لها فمن مديح الوطن إلى الذين سقطوا شهداء مرورا بالحبيب والقلب انتهاء بالشعور الداخلي لأنثى شاعرة , وتأتي تلك الأفكار بشكل سردي وسيلاني أي بتلقائية التعبير وعفوية إظهار حالاتها عبر خيال لا يعير انتباها لبعض المواقف التي تمر بالشاعرة ولا يرف له جفن , لا تجفله الحالة ولا تهزه الشكل الذي اختار الإحساس أن يظهر فيه
تنشر جراد الغياب بيننا ,
يعري اخضرارنا
من سنابل الحب . ص 24
كما لو أنها لا تضع الكثير من الخيارات أمام القارئ ولم تضيع أية فرصة متاحة لإيصاله شعورها وخيالها إلى المتلقي المرهق الذي لا ينبهر بالإيحاء المغلف بطبقة سميكة وعازلة من الإبهام , وفهم صورها الشعرية ليس غامضا كما بات شائعا في النصوص المتداولة في الساحة الشعرية هذه الأيام وربما لم يتم تكثيف الدلالات وتشابك الترابط والعلاقات بقسوة لتحديد أكثر من وجهة لخيال المتلقي , ويمكن القول أن أفكار خديجة تفوقت نوعا ما على صورها من حيث الدلالات, ولكن سيعثر القارئ بعض الشيء على حالات تداخلت واختلطت فيها الحواس دونما تمايز لتقترب إلى ما هو ذهني بحت لكن نادراً
لا أحد ,
يذيب ثلج الجدار
حيث ينام ظلك بزوايا المرآة . ص 41
عالجت خديجة شؤون ذاتها , وأرسلت القارئ إلى مكان تراه فيه , وحلقت قدر استطاعتها فوق قمم الإحساس لتجس نبض الإبداع قليلا ناقلة لنا شعرا خلق من الطيران ولو بأجنحة صغيرة في فضاء تكتمل فيه العواصف.
الكتاب : قلب بقميص الظل
المؤلف : خديجة موادي
الناشر : دار التنوخي
الطبعة : الاولى مغرب 2010
المصدر : جريدة الزمان
08-أيار-2021
14-نيسان-2010 | |
كتاب " ما يقوله الولد الهاذي " لمحمد المطرود يحلّق ليقول : لن أعود أبداً إلى ما كنت |
15-تشرين الثاني-2009 |
كتاب " ما يقوله الولد الهاذي " لمحمد المطرود / يحلّق ليقول : لن أعود أبداً إلى ما كنت |
15-تشرين الثاني-2009 |
25-حزيران-2008 | |
24-أيار-2008 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |