خاص ألف
لا أهتم كثيرا لفوضى السياسيين وتطاولهم على الثقافة ، وجرأتهم في قضم حقوق المثقف0
ذلك بديهي ومفهوم ، وإن يكن ليس مقبولا ولا مسلما به على الإطلاق ، لكن الغريب ، بل الشاذ والمحزن أن يتصدّى "مثقفون" يمتهنون "الإبداع" لتبرير البذاءات والتطاول ، ومحاولة ترويج الشائعات ضد المضطهدين من المثقفين المبدعين0
بعض هذا رأيته وسمعته في صورة بالغة القبح خلال أيام اعتقال الأجهزة الأمنية الفلسطينية للكاتب مهند صلاحات ، إذ انبرى بعض الكتبة لتبرير الاعتقال بترويج مزاعم عن أن الكاتب اعتقل لأنه دفع شيكات بلا رصيد0
أحد هؤلاء الكتبة تجشّم عناء السفر للأردن للالتقاء بالكتاب هناك ، ومحاولة ضخ بذاءاته هذه في أدمغتهم ، وإقناعهم بالكف عن المطالبة بالإفراج عن صلاحات0
هؤلاء الكتبة كرباج في يد من يرغب في اضطهاد الكتاب كلّما عنّ على باله ذلك0
ولأن "الأشياء مقمّطة بنواميسها" كما علمنا الشيخ محيي الدين بن عربي ، فبديهي أن نرى بوضوح جارح صلة الدم والقربى التي تجمع هؤلاء بأولئك ، أي الكتبة في الصحف والمجلات بزملائهم من ممتهني الكتابة السرّية بمختلف ألوان أحبارها0
هؤلاء سرقوني شخصيا0
سرقوا حقوقي طيلة عشرين سنة0
لا أعرف بالضبط في جيب من تنام رواتبي عن تلك السنوات الطويلة ، رغم أنني كما غيري ، أعرف حجم الخراب ، وتزكم أنفي روائح الفساد ، والنهب المنظّم ، والسرقة شبه العلنية التي تجعل من أتونا بلا جيوب يتباهون اليوم بأنهم من ذوي "البيزنيس" المرموقين ، دون أن ترمش أجفانهم خشية من مساءلة0
لهذا أعلن ما يلي :
أنا المواطن الفلسطيني أولا ، والشاعر والكاتب راسم المدهون ثانيا أتوجه بسؤال مباشر للرئيس المنتخب أبو مازن : من المسئول عن وقف رواتبي ومستحقاتي منذ الشهر السادس من عام 1992 دون تبرير من أي نوع ؟
ومن يملك الحق أن يفعل ذلك ؟
أقول هذا وأنوه أن من فعله ( أوفعلوه لا فرق ) أضافوا جريمة أخرى يوم شطبوا إسمي من قوائم العائدين لمناطق السلطة الفلسطينية ، إذ صوّروا للرئيس الراحل أبو عمار أن عودتي ستشكل خطرا على أمن الوطن ، وأقنعوه بذلك ، هو المهيأ أصلا للإقتناع0
هل هي محنة الثقافة وحسب ؟
كنت أتمنى أن تكون كذلك ، ولكنها للأسف البالغ محنة الوطن والشعب ، والتجربة الدامية التي دفعنا كشعب ثمنا باهظا لها ولا نزال0
أحتاج ردا من الرئيس0
وأعلن سلفا : لن أرضى بإجابات السدنة ، من كتبة التقارير السرّية ، ولا بتبريراتهم0
وها أنا أنتظر0
اللهم انني قد بلّغت
اللهم فاشهد0
××××××

نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.

ألف