خاص ألف
تحت لساني طعمكِ
كتفكِ مالحٌ من البحر
وبه كدمةٌ
من لفحاتِ القرصانِ البعوضِ
أجلس لصقكِ..،
طوافُ اللسانِ
على الكدمةِ
اللسانُ يمدحُ
الأفعوانُ يتذوقُ الأزرقَ المكلومَ
الذي له طعمُ البرقِ
البرق الذي
في نُزُلٍ على البحرِ
البرقُ أزرقُ
الكدمةُ زرقاءُ
الشاطىءُ كذلكِ
أجلسُ لصقكِ
لأن البحرَ أرحبُ من عندكِ
أتذوقُ اسمَكِ المرضوضَ
من مروري المؤلم
من لصقكِ أنظرُ إليه
لأن الغروبَ أكثرُ برونزاً
من خلف كتفيكِ
بظلاله الحمراء
يدهنكِ
يُوهِنُ مفاصلكِ
ويدبغُ مساءكِ
بنجمة التيه
ويبسطكِ عليّ
كأقحوانة
معضوضةٍ
مرهقةٍ بالبُنِ
وبالفنجانِ
وثُمالته
يسبغُ عليكِ
غلالةَ النهار
في ليلةِ الألفِ
أجلسُ
لأكملَ ليلةَ أخرى
ليلة ينقصُها برق الكهرباءُ
وروضةُ النارنج أعتمت
عند قدميكِ
وحوض الورد كذلكِ
ليلةَ عيناي لا تبحثانِ إلا عنكِ
لأكون ظلاً آخرَ
ظلاً تتركينه
إلى المائدة
كظل الغريبِ
لا تهيلينَ عليه نظرةً
ولا بأناملكِ ..
لصقكِ هو
على الرمال
فلا
ترسمينهُ
ولا تمحينه
لكنه لا يزالُ..
خُطَاه مصلوبة على دربكِ
حكمةُ الغروبِ
تجوسُ دمَه
الرطبَ
كسماء داكنةٍ
توشكُ
على التهلكةِ
لأن البحرَ بالبداهة
مالحٌ وأزرقٌ ورحبٌ
قدماي في الماءِ
وركبتي
إلى ركبتيكِ
على فمي
أغنية
عن مذاقكِ
يداي معلقتانِ في الأفق
منخراي
في غمراتِ اليود
هناك لابثٌ أنا
متجرداً من البلاغةِ
ومن فلسفةِ الإغريقِ
ومن تمجيد العُري الصامتِ
لا أبرحُ
لا أريدُ أن أبرحَ
هناك الشتاءُ
أيضاً
بالمطر
وبقوس القُزحِ الرطبِ
أجلسُ لصقكِ
مروَّضاً وأليفاً
شعركِ دافئٌ
ونعيمٌ لا يُردّ
هناك
عيناي
في الأفق
في تعاريجِ الزمرّدِ
في الرملِ
بإزميلِ الماءِ
أحفرُ
معبراً لكِ
إلى
الطاولةِ القصيِّة
على عجلٍ
افتراضَ الكرسيين
ونظراتِ الرواد
كالإثم
هناك أنتظركِ
كمتسوّلٍ
أنتظركِ تمشين
على هامشِ الماءِ
يدلّلكِ الأزرقُ
وقامتُكِ المنكسرة
على قامتي
كراقصةِ باليه
هناك يغلبكِ موجي
هناك بأمسّ ما تكونين إليّ
إلى ساعديّ
يطوّقانكِ
من لفحاتِ الصبحِ
يحفظانكِ
من الموجِ المتزايدِ
من لمسةِ المساءِ
من القرصانِ البعوضِ
من البلاغةِ العاريةِ
ومن فلسفةِ الإغريقِ
من عبوري المؤلم
من مشاحناتي
كلما هبّ لافحٌ
كلما هبّ صرصرٌ من الضجرِ
هناكَ
هناك
كلما اندلعتِ الغيرةُ
وعَصَفَ في الفؤادِ..
هنالك
طويلاً
في انتظاري ..
ستلبثينَ
ولي مذاقكِ البحرُ
×××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف