قصص قصيرة جدا
2010-05-08
خاص ألف
انتظــــــــــار ... :
كان ينتظر أن ينال ديوانه جائزة في مسابقة أدبية بدولة عربية ...
بعد أن انتظر كثيرا أراد أن يراسل أصحاب الجائزة، كتب إليهم رسالة مطولة ومليئة بالعبارات الجميلة والراقية .
وبعد أسبوع وصلته رسالة كتب على ظرفها عنوان مؤسسة الجائزة ... سر بها سرورا كبيرا وفتحها والفضول يعمي بصيرته ...
ـ سيدي، شعرك لا يستحق أن ينال الجائزة، لقد خالفت أهم شرط في المسابقة وهو أن لا تكتب في السياسة والهوية والعروبة، نحن لا نريد أي مشاكل مع أي جهة كانت ... والسلام .
إنســـــــــــان .... :
كان نهرا غاضبا يمتد على طول الطريق، فإذا كنت في أوله، أغراك الماء بلونه ورائحته، فلم تشعر إلا بالبرودة الفتاكة، بالعطش والإرواء في آن، على الضفة كنت واقفا أراقب المنظر الإشعاعي وبيني وبينه بضع خطوات ... أنظر إليه في استغراب، متردد في محادثته، وعندما كنت أتذكر طفولتي وعبثها، لم أشعر به عندما خلع ملابسه إلا ما يستر جهازه مرتميا في أعماق النهر في لحظة وسرعة، وبعد أن استفقت على صوت صدامه بالماء وجدت أن الرجل الذي كان واقفا بالقرب مني مازال في مكانه، لكنه على شكل مختلف، على هيئة وحش، لا يحرك جسمه أو رأسه، .... فخفته رغم أنه جامد لا يبين أي حركة أو صوت، وبينما أنا على حسرتي بين الهروب أو الاقتراب منه فطنت إلى حقيقة مضحكة، إن هذا الرجل تمثال ! فشعرت بطمأنينة سرية وسخرية، واقتربت أتحسسه وعلى ذهني غشاوة ثقيلة مازالت علائم الخوف تسكته :
ـ "ياله من تمثال جميل" ! .
جفلت على صوت التمثال في قشعريرة :
ـ "أنا لست تمثالا بل إنسان" ! .
تداخـــــــــــــل .... :
مازال يتذكر حبه، يمشي للخلف، ينتظر دوره في طابور الحياة، ثم يتقدم بجسده كليا دون أن يشعر به، ويختار ما يفكر فيه ! وكان يظن أن في ذهنه عجز، أو أن ذهنه هو العجز بذاته وأنه يشعر ما يمشي إليه ولكنه لا يحدد هدفه، ثم لا حظ أنه يفكر بالعكس وأنه ينوي أن يغير عقله كليا، حاول أن يلج عيادة طبيب فأحس أن الطبيب مريض بذاته، وأن الأجدى به أن يحيا ما بقي من حياته دون أن يمشي أو يفكر في حبه. مازال يتذكر نطفته، يعود إلى الخلق الأول، ينتظر دوره في أنبوب الحياة ثم يتغير بمحض إرادته دون أن يظهر عليه ويستقبل بعجزه ما يشعر به، ويحتار في أمره ! فوجد أن العجز غير واقع عليه، إن الوهم هو العجز !! .
عزيز العرباوي
كاتب وباحث مغربي
×××××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
08-أيار-2010 | |
21-نيسان-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |