أنا وغازي سلامة والسيدة المذيعة
خاص ألف
2010-05-19
شيخ من (الكار)، وهو إعلامي (ذهب مع الريح)، يشخص الاعلام السوري، والاعلامي السوري بأنهما:
يقولان كل مالا معنى لأن يقال، ويصمتان عن كل ما يستلزم القول.
وكلمة شيخنا صادمة، أقله لمن لايرى دخانا بلا نار، وعلى ضوء الدخان يراجع حسابات عمره، مرة بالورقة والقلم، وثانية بعدد الشموع التي توقدها عجوز أمضت جزءا من صباها في متاهته.
هو بـ: نصف صوت، ونصف لغة، ونصف وقت، ونصف عيش.
وهو كذلك لا بماهيته بل بما تشكله عليه علبته، فالاعلامي، لابد وأن يأخذ شكل الوعاء الذي يوضع فيه، وهذا أنا واحد ممن يطالعون مقالاتهم المنشورة والتي يدركها محرك البحث غوغل، ليدفعني الى الامعان في فضائحي، بما يقودني الى ان أفضح نفسي قبل أن يفضحني الآخر.
- في مقال أول، رفعت راياتي المحترقة زاحفا وراء الجنود (البواسل) الى معركة نثرت غبار أحذيتهم فوق رأسي مع أنها معركة لم تحدث وعلى الغالب لن تحدث.
وفي مقال لاحق له، طردت الحرب وزغردت للسلم مستخدما معجما من مفردات : البحبوحة، والمحبة، وفضيلة العدو صفر، وهو مصطلح استخدمه كيسنجر تركيا ووزير خارجيتها أحمد داوود أوغلو.
في مقال آخر، صعدت تايتانك قاطعا الاطلسي، للوصول الى أرض الحلم، مستحضرا كل مفردات التحول من صرصار في العالم الثالث، الى شاهق في القارة الوليدة، دون نسيان استحضار بشر متفوقين ليس اعلاهم شأنا باراك أوباما، وليس أقلهم محمد علي كلاي، وبطبيعة الحال مرفقا بقائمة تضم فيمن تضم، الراقص الالهي ألفيس برسلي، وتساوي جثته نهر المسيسبي، فيما جثتي لن تلقى في بالوعة من بواليع ماكان اسمه نهر بردي.
المقال اللاحق، بشرت بنهاية التاريخ بدءا من الولايات المتحدة، لا مجاراة لصاموئيل هنتنغتون، وانما مجاراة لغرائز بشر لايعوزهم التظاهر (ضد) القرارات الجائرة للادارة الامريكية، وهي التظاهرة الوحيدة التي لايعطب فيها متظاهر، ماأجل كل التظاهرات الضرورية لبشر نهبت مواردهم وباتوا أفواها تطارد خبزا مملوكا مسبقا لرجال توكيلات ومال، ابتكارهم الأقصى:
- تأمين أعلافهم لهم، بما يجعلهم مالكين لمليار ضعف قدرتهم على استهلاك معالفهم.
وفي مقالات لاحقة أبشر بالدولة الاسلامية المأمولة وصولا الى امارة طالبانية تحط فوق كتفي، فيما خيالي لايتسع لأي اله، سوى ألهة أودعهم وليم شكسبير في دفاتري.
وفي كلها.. ثمة رجل يأخذ شكل الوعاء الذي يوضع فيه، بما يسمح بتعريف نفسه بالقول:
- أنا السيد السائل، تماما مثل كل المواد السائلة.
في حال كهذا مامعنى ان تكون اعلاميا؟
ماقبل الاجابة، ثمة مذيعة تلفزيونية انتقلت الى مقعد مقدمي البرامج التلفزيونية، وبما أن الموضوع الذي سيكون عنوانا لحلقتها هو موضوع توافقي من طراز:
- الوحدة ضرورية للعرب.
تذهب السيدة المذيعة الى المشاكسة، وتفعل ذلك كي لاتكون مثلي مادة (سائلة)، ولأنها طامحة لتكون هي هي، وليست ماكينة تلقن، لتكون كذلك (تبهدل) ضيفها، وتقاطعه، وتعلمه التفاؤل وتنصحه بأن لايبالغ في تحريك يديه فيما تزم شفتيها المنهكتين بفعل رياح الزمن، وعندها ستكون:
- مختلفة.
المذيعة وانا، مطالبان بالاجابة عن السؤال التالي :
- مامعنى ان تكون اعلاميا؟
لتكون عليك الاجابة عن اسئلة لاحقة من نوع:
- ماحاجة الناس اليك؟
- ماحاجة المشروع اليك وعلى تلوينات كلمة مشروع؟
- لتكون كذلك عليك أن تجيب: لو نزلت من القاطرة هل تتعطل القاطرة ويخرج القطار عن السكة أو يذهب في سكة أخرى؟
كل الاجابات محسومة، فالناس أحوج الى طنبر المازوت مما هي بحاجتي (لاحظوا أنني أتحدث عني).. وأحوج الى بالوعة تصريف لماء غسيلهم مني، وبطبيعة الحال فالبقرة هذا الكائن المغرق بالقدم، هي الاقدر على النفع من رجل يتسكع فوق بقايا اللغة، فيما الحياة تركض نحو تحولات عميقة في المعنى.
غازي سلامة، وهو ابن ألف ألف ألف.. قالها لي:
- نبدأ ثوريين وننتهي مرتزقة.
هذا هو حالنا.. هذا ماحدث.. وما :
- سيستمر في الحدوث.
هو الغد أيضا، فلحظة التخلي التي يتناولها الدروز كما (المتة)، متصلة.. هل تعلمون بأنني درزي متنكر لدرزيتي؟
ربما المقابر تحول دون استمرار اللعبة.
×××××
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
08-أيار-2021
05-تشرين الأول-2019 | |
14-تشرين الأول-2017 | |
09-أيلول-2017 | |
13-حزيران-2010 | |
30-أيار-2010 |
22-أيار-2021 | |
15-أيار-2021 | |
08-أيار-2021 | |
24-نيسان-2021 | |
17-نيسان-2021 |