     
  
				          
				      
			 
		                    أريدُ . . . ولا أريد
2010-06-18
خاص ألف
فَتَّشْتُ في قاموسِ ذاكرتي . . 
نَخَلْتُ الأبجديةَ . . . 
غُصْتُ في كتبِ البلاغةِ والبيانِ . . . 
بحثتُ في دُرَرِ الكلامِ . . . 
فما رجعتُ بغيرِ يأسي من طريفي والتليدْ !
 
ماذا أُسَمّي هندْ؟
هندٌ ضحكةٌ عذراءُ ما مرَّتْ على شفةٍ . . . 
وقافيةٌ مُخَضَّبَةٌ بدمعِ الوجدِ . . . 
أغنيةٌ تُرتِّلُها الحمامة ُ . . . 
وردةٌ كانت بمفردِها الحديقة َ . . . 
صولجانُ العشقِ في الزمنِ الجديدْ
 
وأنا الشهيدُ الحيُّ . . . 
سادنُها
وحارسُ بابِ حجرتِها العنيدْ
 
وأنا طريدُ الجنةِ المحكومُ بالعَطَشِ المؤبَّدِ
والمكوثِ وراءَ سورِ الوصلِ
أحمل صخرةَ الحرمانِ في الوادي السعيدْ
 
 
وأنا أريدُ . . . . 
ولا أُريدْ
 
موتاً يليقُ بدمعِ هندٍ . . . 
أنْ أخُرَّ مُضَرَّجاً بالوجدِ
بين هديلِ مبسمِها
ووردِ فمٍ وجيدْ
 
 
 
هندٌ زفيرُ الياسمينَ . . . 
شهيقُ جنّاتٍ . . 
بخورُ صباحِ عيدْ
 
 
ويمامةٌ ضوئيَّةٌ
حَطَّتْ على شبّاكِ قافيتي
فَزَغْرَدَتِ السطورُ
وفاضَ دمعُ الشعرِ من مُقَلِ القصيدْ
 
 
وأنا أريدُ . . . . 
ولا أُريدْ
 
 
بحراً " خليليّاً "
يليقُ بِلَهْوِ أشرعةِ الحريرِ الأسودِ الغَجَريِّ . . .
بحراً هادئاً يهفو لزورقِها . . 
أريدُ . . . ولا أريدْ
 
 
جُرْحاً يليقُ بدفءِ راحتها . . 
تُمَسِّدني فأشفى . . 
ثمَّ أجرحني
فتمسح بالوشاحِ دمي
فأَرْحَقُ عطرَ بيدرِها النهيدْ
 
 
وأنا أريدُ . . . . 
ولا أُريدْ
 
 
عشقاً أُجَنُّ بهِ . . فَتَعْقِلُني . . 
ضَياعاً في حقولِ المَنِّ والسلوى
يُريحُ بها حقيبة عمرِهِ
الصبُّ الشريدْ
 
 
 
ماذا أُسّميها؟
الخرافَةُ؟
مرةً ضحكتْ
فأمطرتِ السماءُ الفُلَّ والنعناعَ
صارَ الشوكُ ورداً . . . 
عدتُ طفلاً
تَسْتحثُّ خطايَ أسرابُ العصافيرِ . . 
الفراشاتُ . . 
المدينةُ كلها ركضتْ معي . . 
حتى الرصيفُ الصخرُ شاركنا النشيدْ
 
 
وأنا أريدُ . . . . 
ولا أُريدْ
 
 
جرحاً أموتُ به . . 
لأُولدَ في هواها من جديدْ !
 
ماذا أُسِّميها؟
الحقيقةُ؟
عاتَبَتْني مرةً
فاغْتاظت الأنهارُ من حقلي . . 
وخاصَمَ ليلتي القنديلُ . . . 
أصْحَرَتِ البساتينُ . . 
استحالَ العشبُ في عينيَّ دَغْلاً . . 
نَكَّسَتْ أغصانَها الأشجارُ . . 
واكتهل الندى . . 
فأنا أريدُ . . ولا أريدْ
 
 
عَطَشاً يجِفُّ دمي بهِ
لِتَزِقَّ لي نَسَغاً
فَيَلْبَسُ حُلَّةَ النبضِ الوريدْ
 
 
وأنا أريدُ . . 
ولا أريدْ
 
 
كوخاً على سَعَةِ الهوى
لا كنزَ "قارون ٍ"
ولا أملاكَ " هرون الرشيدْ"
 
***
نقل المواد من الموقع دون الإشارة إلى المصدر يعتبر سرقة. نرجو ممن ينقلون عنا ذكر المصدر.
ألف
 
								08-أيار-2021
| 18-حزيران-2010 | |
| 09-حزيران-2010 | 
| 22-أيار-2021 | |
| 15-أيار-2021 | |
| 08-أيار-2021 | |
| 24-نيسان-2021 | |
| 17-نيسان-2021 | 
